الملف

الملف

22/11/2014

مصافحة الرسول الأكرم لزوّار سيّد الشهداء

 

مصافحة الرسول الأكرم لزوّار سيّد الشهداء

(زيارة الحسين عليه السّلام زيارة رسول الله صلّى الله عليه وآله)

----- إعداد: أسرة التحرير-----

 

من زار رسول الله صلّى الله عليه وآله فقد زار الله تعالى، والحسينُ عليه السّلام من رسول الله، وهو صلّى الله عليه وآله «من حسين» كما أجمع على روايته المسلمون، والنتيجة القطعيّة هي أنّ زيارة الإمام الحسين عليه السّلام هي زيارةٌ لرسول الله صلّى الله عليه وآله.

بناءً على هذا الأصل يُمكن فهم الروايات حول مصافحة سيّد النّبيّين صلّى الله عليه وآله لزوّار سبطه سيّد الشهداء عليه السّلام.

حول روايات هذه المصافحة النبويّة كتب الباحث الشيخ علي التميمي ما يلي:

 

.. وأمّا ما ورد من (مصافحة الرّسول الأكرم لزوّار سيّد الشّهداء)، فتصوّره يعتمد على التّصديق بأمرَين:

أحدهما: استمرار حياة الرّسول الأكرم، صلّى الله عليه وآله، وأنّه يرى ويسمع ويفعل، وقد تقدّم طرف من الحديث حول ذلك في ما سبق.

وثانيهما: أنّ القوانين الحاكمة لرؤيته وسماعه وفعله، صلّى الله عليه وآله، غير القوانين الحاكمة والمنظورة لدينا، لا أقلّ أنّ بعض تلك القوانين خاملة وغير فعّالة بحقّه، كما في الأمثلة التي روتها كُتب المسلمين المختلفة.

هذا عندما كان، صلّى الله عليه وآله، في دار الدّنيا!

وأمّا الآن، فقوانين حركته، صلّى الله عليه وآله، لا ريب أنّها غير القوانين المعلومة لدينا، ونظنّ، بل نقطع، أنّها ستكون أكثر فاعليّة، وتحرّراً من قيود وارتباطات (المادّة)، ولذا فالسّرعة والنّفوذ إلى أعماق الأشياء، وملامستها عن بُعد وقبول التخاطر مع الآخر البعيد مكاناً وزماناً... كلّها إمكانيّات متوفّرة.

وفي النصوص الدّينيّة الكثير ممّا يدلّ على (تَخطّي وعبور) المؤمن لقوانين عديدة من قوانين عالم الدّنيا والمادّة، فضلاً عمّا ورد بشأن الأنبياء وأوصيائهم.

وفي بعض الأخبار ما يعطي الإشارة الكلّيّة إلى ذلك، منها قول الباقر عليه السّلام: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَا يُوصَفُ، وكَيْفَ يُوصَفُ وقَالَ فِي كِتَابِه: ﴿وما قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه..﴾ الأنعام:91، فَلَا يُوصَفُ بِقَدْرٍ إِلَّا كَانَ أَعْظَمَ مِنْ ذَلِكَ. وإِنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيه وَآلِه لَا يُوصَفُ، وكَيْفَ يُوصَفُ عَبْدٌ احْتَجَبَ الله عَزَّ وجَلَّ بِسَبْعٍ، وجَعَلَ طَاعَتَه فِي الأَرْضِ كَطَاعَتِه ... وإِنَّا لَا نُوصَفُ، وكَيْفَ يُوصَفُ قَوْمٌ رَفَعَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وهُوَ الشَّكُّ. والْمُؤْمِنُ لَا يُوصَفُ، وإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَلْقَى أَخَاه فَيُصَافِحُه فَلَا يَزَالُ الله يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا والذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا كَمَا يَتَحَاتُّ الْوَرَقُ عَنِ الشَّجَرِ».

واضحٌ أنّ الرّواية بصدد نفي (توصيف القدْر)، أي نفي تقدير وتحديد (مَا لهُ) من القدرة على الأشياء، وشاهدُه نفس الآية التي استشهد بها الإمام عليه السّلام، فإنّها في القدْر، وكذا التّعليم الّذي ذكره لـ (نَفي توصيف المؤمن) وهو: «وإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَلْقَى أَخَاه فَيُصَافِحُه فَلَا يَزَالُ الله يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا والذُّنُوبُ تَتَحَاتُّ عَنْ وُجُوهِهِمَا...».

إذن، فالمؤمن لا يقدَّر ولا يُحدَّد (مَا لَه) بحسب ما نعلم من تقدير وحساب! فكيف الأمر مع خاتَم الأنبياء والمرسلين وأهل بيته مع ما لهم من الخصائص والمقامات العظيمة؟!

فمصافحة الرّسول، صلّى الله عليه وآله، لزوّار الحسين عليه السّلام، أمرٌ يسير جدّاً بحسبه صلّى الله عليه وآله، غايتُه أنّنا لا نشعر بها مادّيّاً، لأنّها (قَدَرٌ) من عالمٍ آخر.

وأمّا ما ورد من (كلام) أهل البيت ومخاطبتهم للزّائر، فهو بهذا البيان، أيضاً، فلا يحمَل على المجاز أو الكناية، بل يحمَل على الحقيقة، غايته أنّه كلام (أي قدَرٌ) من عالمٍ آخر، ننتفع به وإن لم نسمعه فعلاً، إذ يكفي علمُنا به إجمالاً، للحثّ والتّأكيد على زيارة سيّد الشّهداء عليه السّلام.

نعم، مع طهارة القلب تنفتح آفاقٌ من السّمع والإصغاء... لأنّ (قَدْر) المؤمن، يفوق (قَدْر) عالم الدّنيا، حينئذٍ.

شواهد:

عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: قال لي: «يا مُعاوِيَة، لا تَدَعْ زيارةَ الحُسَينِ عَلَيْهِ السَّلام لِخَوْفٍ، فإنَّ مَنْ تَرَكَهُ رَأَى مِنَ الحَسْرَةِ مَا يَتَمَنَّى أَنَّ قَبْرَهُ كَانَ عِنْدَه، أَمَا تُحِبُّ أنْ يَرَى اللهُ شَخْصَكَ وسَوادَكَ فِيمَن يدعوُ له رَسُولُ الله صلّى اللهُ عليه وآلِهِ وعليٌّ وفاطمةُ والأئِمّةُ عليهم السَّلام، أَمَا تُحِبُّ أنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ بالمَغْفِرةِ لِمَا مَضَى وَيُغْفَرُ لَكَ (لَه) ذُنُوب سَبْعِين سَنَةٍ، أَمَا تُحِبُّ أنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَخْرُجُ مِنَ الدُّنْيَا ولَيْسَ عَلَيْهِ ذَنبٌ تتبع بِهِ، أَمَا تُحِبُّ أنْ تَكُونَ غَداً مِمَّنْ يُصَافِحُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه».

(كامل الزيارات: ص 30)

***

عن أبي عبد الله عليه السّلام قال: «مَا صَافَحَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله رَجُلاً قَطّ فَنَزَعَ يَدَهُ حَتَّى يَكُون هُوَ الَّذِي يَنْزع يَدَهُ منه». (الكليني، الكافي)

الزائر في ليلة النّصف من شعبان

يصافحه 124 ألف نبيّ

عن أبي عبد الله (الصادق) عليه السّلام، وعن (السجّاد) عليّ بن الحسين عليهما السّلام، قالا:

«مَن أحبَّ أن يصافحَه مائةُ ألف نَبِيٍّ وأَرْبَعةٌ وعشرُونَ أَلْف نَبِيٍّ فليَزُر قبرَ أبِي عبدِ الله الحُسَين بن عليٍّ عليهما السّلام في النِّصْفِ مِنْ شَعبان، فإنَّ أرواحَ النَّبِيِّين عليهم السّلام يَسْتَأْذِنُونَ اللهَ في زيارتِه، فَيُؤذَنُ لَهم، منهم خمسةٌ أُولو العَزْمِ مِنَ الرُّسُل.

- قلنا: مَن هُم؟

- قال: نُوح، وإبراهيم، ومُوسى، وعِيسَى، ومُحمّد صلّى الله عليهم أجمعين.

- قلنا له: مَا مَعنى أُولي العَزم؟

 قال: بُعِثوا إلى شَرقِ الأَرضِ وغَربِها، جِنِّها وإِنْسِها.

(إبن قولويه، كامل الزّيارات: ص 334، بتصرّف يسير)


اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

22/11/2014

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات