شعر

شعر

09/01/2016

في مدح الأئمّة عليهم السلام


في مدح الأئمّة عليهم السلام

عِبادٌ لِمَوْلَاهُم، مَوالِي عِبَادِهِ

§  أسلم بن مهوز المَنبجيّ

 

أسلم بن مهوز المنبجي، أبو الغوث (ت: 254 للهجرة) المعاصر للشاعر العبّاسي البُحتري (ت: 286 للهجرة).

عدّه ابنُ شهرآشوب في (المعالم) من شعراء أهل البيت المتّقين. وفي (مقتضب الأثر) لابن عيّاش الجوهري أنّ أبا الغوث المنبجي «كان شاعر آل محمّدٍ صلّى الله عليه وآله، وكان البحتري يمدح الملوك وهذا يمدح آل محمّد صلّى الله عليه وآله»، ثمّ أورد الجوهري قصيدة من قصائد أبي الغوث التي أنشدها البحتريّ عنه، وهي في مدح آل محمّد صلّى الله عليه وآله وذِكره الأئمّة الاثني عشر عليهم السلام، إلى تمام خمسة عشر بيتاً؛ وهي القصيدة المذكورة هنا.

وكان أبو الغوث المنبجي معاصراً للإمام الجواد، والإمام الهادي، والإمام العسكريّ عليهم السلام، وقد أنشد قصيدته هذه في مدينة سامرّاء.

 

 

وَلِهْتُ إِلَى رُؤْيَاكُمُ وَلَهَ الصَّادِي*

يُذَادُ عَن الوِرْدِ الرَّوِيَّ بذوّادِ

مُحَلًّا* عَنِ الوردِ اللَّذِيذِ مَسَاغُهُ

إذا طَافَ وُرّادٌ بِهِ بَعْدَ وُرّادِ

فأعملتُ فيكم كلَّ هوجاءَ جَسْرَةٍ*

ذمولِ السُّرى* تقْتَادُ في كلِّ مُقْتَادِ

أَجُوبُ بِهَا بِيدَ الفَلَا وَتَجُوبُ بِي

إِلَيْكَ وَمَا لِي غَيْر ذِكْرَاكَ مِنْ زَادِ

فلمّا تَراءَتْ سُرَّ مَنْ رَأى تجشّمتْ

إِلَيْكَ فعُومَ المَاء* في مُفعَمِ الوادِي

فَأَدَّتْ إِلَيَّ تَشْكِي أَلَمَ السُّرَى

فَقُلْتُ اقْصِرِي فالعزمُ لَيْسَ بمَيّادِ*

إذا ما بلغتَ الصَّادقين بَنِي الرِّضَا

فَحَسْبُكَ مِنْ هَادٍ يُشِيرُ إِلَى هَادِي

مَقَاويلُ إِنْ قَالُوا، بَهَالِيلُ* إِنْ دُعوا

وُفَاةٌ بِمِيعَادٍ كُفَاةٌ لِمُرْتَادِ

إذا أَوعَدوا أعفَوْا، وإِنْ وَعَدُوا وَفَوْا

فَهُمْ أَهْلُ فَضْلٍ عِنْدَ وَعْدٍ وَإِيعَادِ

كِرَامٌ، إِذَا مَا أَنْفَقُوا المَالَ أنفَدوا

وَلَيْسَ لِعِلْمٍ أَنْفَقُوُه مِنِ انْفَادِ

يَنَابِيعُ عِلْمِ اللهِ أَطْوَادُ دِينِهِ

فَهَلْ مِنْ نَفَادٍ إِنْ علمتَ لِأَطْوادِ

نُجُومٌ مَتَى نَجْمٌ خَبَا، مثلُهُ بَدَا

فَصَلّى على الخابي المُهَيْمِنُ والبَادِي

عِبادٌ لِمَوْلَاهُمْ، مَوالِي عِبَادِهِ

شُهُودٌ عَلَيْهِمْ يَوْمَ حَشْرٍ وَإِشْهَادِ

هُمُ حُجَجُ اللهِ اثْنَتَا عَشْرةٍ مَتَى

عَدَدْتَ فَثَانِي عَشرِهُم خَلَفُ الهَادِي*

بِمِيلادِهِ الأَنْبَاءُ جَاءَتْ شَهيرةً

فَأَعْظِمْ بِمَوْلُودٍ وَأَكْرِمْ بِمِيلادِ

 

 

* الصّادي: الظّمآن. * المُحَلّأ: المطرود عن سبيل الماء. * الجسرة: الناقة الضخمة. * الذمول: الناقة السريعة في السير. * أفعمَ الإناء: ملأه. * الميّاد: المضطرب. * البهلول: الجامع لصفات الخير.

* الهادي: رسول الله صلّى الله عليه وآله، والملاحظ أنّ الشاعر يذكر البشارة بولادة الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه الشريف، على الرغم من أنه صلوات الله عليه لم يكُن وُلد بعد؛ فالمنبجي توفّي سنة 254 للهجرة، أي قبل عامٍ واحد من ولادة الإمام عليه السلام.

 

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر/ 21

ملحق شعائر/ 21

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات