حدود الله

حدود الله

09/12/2018

حُكم الاحتفال بأعياد غير المسلمين

 

لا أقلّ من شُبهة التشبّه...

حُكم الاحتفال بأعياد غير المسلمين

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشيخ إسماعيل حريري* ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

من المعلوم أنّ لكلّ قومٍ مناسباتهم الخاصة من دينية، وقوميّة، وغير ذلك، يحتفلون بها في أزمنةٍ محدّدة عندهم.. ونحن كمسلمين -عادةً- نحيي مناسباتنا الدينية بطريقة تحكمها ضوابط الشريعة الإسلامية بعيداً عن ما يخالفها، وإن كان بعض المسلمين يخرج عن هذه الضوابط عصياناً وتمرّداً.

وفي أيّامنا يقوم الكثير من المسلمين بالاحتفال بمناسبات الآخرين، وخصوصاً في البلدان التي اختلطت فيها الثقافات واجتمعت، كما في لبنان مثلاً.

في العموم، يجوز للمسلمين الاحتفال بمناسبات الآخرين التي لا تتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية، فلا يجوز للمسلم أن يحيي مناسبة عبادة الأوثان والأصنام عند بعض الطوائف، لِما فيه من ترويج وتأييد للاعتقادات الباطلة.

ولكن يجوز له أن يحيي مناسبات بعض الطوائف من أهل الكتاب؛ كميلاد نبيّ الله عيسى، أو نبيّ الله موسى، على نبيّنا وآله وعليهما السلام، أو غيرهما من الأنبياء، لأنّ اعتقادنا بنبوّة هؤلاء الأنبياء اعتقاد ثابت وراسخ، وأنّ بولادتهم وُجد الأمل بإعادة الناس إلى دين التوحيد والعبودية الخالصة لله تعالى. كما لا مانع مطلقاً من تهنئتهم بهذه المناسبات السعيدة.

وهذا لا إشكال فيه شرعاً، وإنّما الإشكال في كيفية الاحتفال بهذه المناسبات وأشكال هذا الاحتفال، خصوصاً أنّ الآخرين يحتفلون بمناسباتهم بأشكال لا تتناسب في كثير من الأحيان مع الضوابط الشرعية عندنا، أو يترتّب عليها بعض المحاذير الباطلة كالترويج لعقائد باطلة وضالّة.

والمثال الحيّ على ذلك، احتفال المسلمين بميلاد السيّد المسيح عليه السلام، تزامناً مع احتفالات المسيحيين بهذه المناسبة.

ممّا لا شكّ فيه أنّ الاحتفال بميلاده عليه السلام لا إشكال فيه في نفسه، أمّا بالشكل الذي يحيي به المسيحيون المناسبة، فلا بدّ من التوقّف عندها لإبداء الملاحظات التالية تنبيهاً للمؤمنين:

1) ما يحصل في بيوت المسلمين من تزيين لهذه المناسبة بالزينة المعهودة عند الآخرين، من شجرة الميلاد والأجراس والتماثيل وشخصية بابا نويل، فممّا لا ينبغي للمسلم فعله، إنْ لم يكن محرّماً ببعض العناوين، فلو كان هذا الفعل تشبّهاً (بغير المسلمين) بنظر العرف، أو ترويجاً للاعتقادات الباطلة بنظره فلا يجوز، وإلّا فهو جائز. لكن لا أقلّ من شبهة التشبّه، فالأَولى تَرْكُه، خصوصاً وأنّ السيّد المسيح عليه السلام، قد ورد عندنا أنّه ولد في شهر حزيران، لا في شهر كانون الأول وفقاً للتأريخ الميلادي...

2) لا يختلف حكم بيع تلك الأشياء وشرائها لجهة المحاذير المذكورة.

3) نوجّه النصح للمؤمنين جميعاً أن لا يكونوا مقلّدين للآخرين بما يمارسونه من أعمال، حتى لو ارتبطت بنبيٍّ من الأنبياء، بل لنكن عاملين بما يمليه علينا ديننا الحقّ، ليس في ما هو واجب وحرام فقط، بل حتى في ما يكون من الآداب واللياقات التي ينبغي للمؤمنين أن يراعوها في سلوكياتهم.

________________________________________

* عضو مكتب الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان

اخبار مرتبطة

  ايها العزيز

ايها العزيز

  دوريات

دوريات

10/12/2018

دوريات

  اجنبية

اجنبية

10/12/2018

اجنبية

نفحات