وقال الرّسول

وقال الرّسول

منذ يوم

«لكلِّ شيءٍ آفة»


«لكلِّ شيءٍ آفة»

ميزانُ العمل، صفاؤه من الشّوب

ـــــ إعداد: محمّد ناصر ـــــ

 

الآفة لغةً: العَاهة، وفي كتاب (العين) للفراهيديّ: «عَرَضٌ مُفْسِدٌ..».

بين يدَي القارئ مجموعةٌ من الأحاديث الشّريفة، تستعرضُ الآفاتِ التي تشوبُ الفضائلَ ومحاسنَ الأفعال، وأخطرُها الهَوى والوَلَهُ باللّذات، تليها كلماتٌ للفيض الكاشانيّ رحمه الله في الآفات المشوِّشة للإخلاص.

 

v    عن رسول الله صلّى الله عليه وآله:

* «آفَةُ الدِّينِ الهَوَى».

* «آفَةُ الظَّرَفِ [البراعة والكياسة] الصَّلَفُ [الغلوّ في الظّرف مع تكبّر]، وآفَةُ الشّجاعة البَغي، وآفَةُ السَّماحةِ المنّ، وآفَةُ الجمالِ الخُيَلاء، وآفَةُ العبادةِ الفَترة [المراد بالفترة هنا ما يضادّ التوجّه وحضور القلب] ".." وآفَةُ العِلمِ النِّسيانُ..».

 

v    عن الإمام عليّ عليه السّلام:

روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قولُه: «لكلِّ شيءٍ آفَة..»، وقولُه: «رأسُ الآفاتِ الوَلَهُ باللَّذاتِ». ما يلي، مجموعة من كلماته عليه السّلام في «الآفات»، نوردها مع الحرص على جمع المتشابه منها موضوعاً، ما أمكنَ ذلك.

 

العقلُ والنَّفس

«آفَةُ العَقلِ الهَوَى» - «الهَوى آفَةُ الألبَابِ» - «شَرُّ آفاتِ العَقلِ الكِبْرُ» - «آفَةُ اللُّبِّ العُجْبُ» - «آفَةُ النَّفْسِ الوَلَهُ بالدُّنْيا».

 

الإيمان وما يتّصلُ به

«آفَةُ الإيمانِ الشِّرْك» - «آفَةُ اليَقينِ الشَّكّ» - «آفَةُ الدِّينِ سُوءُ الظَّنّ» - «آفَةُ العِِبادةِ الرِّياءُ» - «آفَةُ الرِّياضةِ غَلَبَةُ العادةِ» - «آفَةُ الطَّاعةِ العِصْيانُ» - «آفَةُ الوَرَعِ قِلَّةُ القَناعَةِ».

فئات

«آفَةُ الرِّياسَةِ الفَخْرُ» - «آفَةُ الزُّعَماءِ ضَعْفُ السِّياسة» - «آفَةُ المُلوكِ سُوءُ السِّيرةِ» - «آفَةُ الوُزَراءِ خُبْثُ السَّرِيرة» - «آفَةُ العُلماءِ حُبُّ الرِّياسةِ» - «آفَةُ الفُقَهاءِ عَدَمُ الصِّيانَة» -  «آفَةُ القُضَاةِ الطَّمَعُ» - «آفَةُ العُدُولِ قِلَّةُ الوَرَع» - «آفَةُ الجُنْدِ مُخالفَةُ القادَةِ» - «آفَةُ الرَّعِيَّةِ مُخالَفَةُ الطَّاعة» - «آفَةُ العَامّةِ العَالِمُ الفَاجِرُ».

 

الشّجاعة والقوّة والقدرة

 

«آفَةُ الشُّجَاعِ إضَاعَةُ الحَزْمِ» - «آفَةُ الحَزْمِ فَوْتُ الأمْرِ» - «آفَةُ القَوِيِّ استِضْعافُ الخَصْمِ» - «آفَةُ القُدرَةِ مَنْعُ الإحْسانِ» - «آفَةُ الاقتِدارِ البَغْيُ والعُتُوّ».

 

 

الصّفاتُ الإنسانيّة

 

«آفَةُ الحَياءِ الضَّعفُ» - «آفَةُ الهَيْبَةِ المُزاحُ» - «آفَةُ الحِلْمِ الذُّلُّ» - «آفَةُ الذَّكاء المَكْرُ» - «آفَةُ السَّخاءِ المَنُّ» - «آفَةُ الجُودِ التَّبذيرُ» - «آفَةُ العَطاءِ المَطْلُ [التّسويف]» - «آفَةُ الغِنَى البُخْلُ» - «آفَةُ الأمَلِ الأجَلُ» - «آفَةُ الوَفاءِ الغَدْرُ» - «آفَةُ الأمَانَةِ الخِيانَةُ» - «آفَةُ العُهُودِ قِلَّةُ الرِّعايَة» - «آفَةُ الشَّرَفِ (النّجابة) الكِبْر» - «آفَةُ الخَيْرِ قَرِينُ السُّوءِ».

 

 

العِلم والعَمل والقول

«آفَةُ العِلمِ تَرْكُ العَملِ بِه» - «آفَةُ العَمَلِ تَرْكُ الإخْلاصِ» - «آفَةُ الأعمالِ عَجْزُ العُمَّالِ» - «آفَةُ الكَلامِ الإطالَةُ» -  «آفَةُ الحَديثِ الكَذِبُ» - «آفَةُ النَّقْلِ كَذِبُ الرِّواية».

 

نوادر

 

«آفَةُ النِّعَمِ الكُفْران» - «آفَةُ المَعاشِ سُوءُ التّدبيرِ» - «آفَةُ المُشاوَرَةِ انْتِقَاضُ الآرَاءِ» - «آفَةُ العُمْرانِ جَوْرُ السُّلطانِ» - «آفَةُ المجد عَوائِقُ القَضاء» - «آفَةُ الطَّلَبِ عَدَمُ النَّجاح» - «آفَةُ العَدْلِ الظَّالِمُ القادِرُ».

 

وقال العلماء

اِعلم أنّ كلّ شيءٍ يتصوّر أن يَشوبَه غيرُه، فإذا صفا عن شَوْبه وخلصَ عنه سُمّي خالصاً. والآفات المشوِّشة للإخلاص بعضُها جَليّ، وبعضُها خَفِيّ. وإنّ العمل إذا لم يكن خالصاً لوجه الله عزَّ وجلَّ، بل امتَزَج به شَوبٌ من الرّياء أو حظوظ النّفس؛ فقد اختلفَ النّاس في أنّ ذلك هل يقتضي ثواباً، أم يقتضي عقاباً، أم لا يقتضي شيئاً أصلاً فلا يكونُ له ولا عليه.

أمّا الَّذي لم يُرَدْ به إلّا الرّياء فهو عليه قطعاً وهو سببُ المَقتِ والعقاب. وأمّا الخالصُ لوجه الله تعالى فهو سببُ الثّواب. وإنّما النّظر في المَشوب، وظاهرُ الأخبار يدلّ على أنّه لا ثوابَ له. والَّذي ينقدحُ لنا فيه، أن ينظَر إلى قَدَر قوّة الباعث، فإنْ كان الباعثُ الدّينيّ مساوياً للباعث النّفسيّ تَقاوما وتَساقطا وصار العملُ لا له ولا عليه، وإنْ كان باعثُ الرّياء أقوى وأغلب فليس بنافعٍ، بل هو مع ذلك مضرٌّ ومُفْضٍ للعقاب.

(المحجّة البيضاء، الفيض الكاشانيّ - مختصَر)

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يوم

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

نفحات