أهل البصيرة
وأهل الحجاب
«عن
أبي عبد الله [الصّادق]
عليه السّلام قال: (حُجّةُ الله على العباد النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآله،
والحُجّةُ في ما بينَ العبادِ وبينَ الله العقلُ).
[قال
الفيض الكاشانيّ]: قال أستاذُنا رحمَه الله ما محصّله:
إنّ النّاس إمّا أهلُ بصيرةٍ وإمّا أهلُ حجاب، والحجّةُ للهِ عليهم إمّا ظاهرةٌ
وإمّا باطنة. ويكفي لأهلِ الحجابِ الحجّةُ الظّاهرةُ، إذْ لا باطنَ لهم لأنّهم
عميانُ القلوب لا يُبصرون بباطنِهم شيئاً، لهم قلوبٌ لا يفقهونَ بها، فالحجّةُ
عليهم هو النّبيُّ مع معجزتِه، وهي الحجّةُ الظّاهرة.
وأمّا
أهلُ البصيرةِ فالحجّةُ الظّاهرةُ عليهم هو النّبيّ صلّى الله عليه وآله، والباطنةُ
هو العقلُ المكتَسبُ ممّا استفادوا من النّبيّ صلّى الله عليه وآله.
أقول
[محقّق الوافي]: هذا
تحقيقٌ حسَن، إلَّا أنَّ إرادتَه من الحديث بعيدة. قال: والحجّتان لأهلِ البصيرة
حجّتان لهم على أنفسِهم، كما أنّهما حجّتان لله عليهم».
(الفيض الكاشانيّ، الوافي)
بدايةُ
ظهور لفظ «الشّيعة»
«قال
أبو حاتم السّجستانيّ في كتابه (الزينة): «..في باب الألفاظ المتداولة بين أهل
العلم: أوّلُ اسمٍ ظهرَ في الإسلام على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله هو الشّيعة،
وكان هذا لقبَ أربعةٍ من الصّحابة، وهم: أبو ذرّ الغفاريّ، وسلمان الفارسيّ،
والمقداد بن الأسود الكنديّ، وعمّار بن ياسر، إلى أوانِ صفّين، فانتشرتْ بين موالي
عليٍّ عليه السّلام».
(الشّيخ عبد الرّسول
الغفّار، الكليني والكافي)
غضُّ البصر عن
أبنية الظّلَمة وملابسهم
«شدّد
العلماءُ المتّقون في وجوب غضِّ البصر عن أبنيةِ الظّلَمة وملابسِهم ومراكبِهم،
لأنّهم اتّخذوها لعيون النّظارة، فالنّاظر إليها محصِّلٌ لغرضِهم، فيكون إغراءً له
على اتّخاذها».
(السّيّد علي خان،
رياض السّالكين)
..فليُصَلِّ
ركعتين شكراً
«..نظر
أبو عبد الله (الإمام الصّادق) عليه السّلام
إلى رجلٍ قد خرج من الحمّام [غسل البدن والاستحمام]
مخضوبَ اليدين، فقال له أبو عبد الله عليه السّلام:
أَيَسُرُّكَ أن يكونَ اللهُ عزَّ وجلَّ خلَقَ يدَيك هكذا؟ قال: لا والله، وإنّما
فعلتُ ذلك لأنّه بلَغَني عنكم أنَّه مَن دخل الحمّام فليُرَ عليه أثرُه، يعني الحنّاء،
فقال عليه السّلام: ليسَ حيثُ ذهبْتَ. معنى ذلك: إذا خرجَ أحدُكم من الحمّام
وقد سَلِم، فليُصَلِّ ركعتَين شكراً».
(المجلسيّ، بحار
الأنوار)
ما هو اسمُ «ذي
الكفل»
«قصص
الأنبياء: الصّدوق، عن الدّقّاق، عن الأسديّ، عن سهل، عن عبد العظيم الحَسَنيّ،
قال: كتبتُ إلى أبي جعفر الثّاني [الإمام الجواد عليه
السلام] أسألُه عن ذِي الكفل ما اسمُه؟ وهل كانَ
من المرسلين؟
فكتب
عليه السّلام: بعثَ اللهُ جلَّ ذكرُه مائةَ ألفِ نبيٍّ وأربعةً وعشرين ألفَ نبيٍّ.
مرسلونَ منهم ثلاثمائة وثلاثةَ عشر رجلاً، وإنَّ ذا الكفل منهم، وكان بعدَ سليمان
بن داوود، وكان يقضي بين النّاسِ كما كان يقضي داوود، ولم يغضبْ إلَّا للهِ عزَّ
وجلَّ، وكان اسمُه عويديا، وهو الّذي ذكرَه الله جلَّت عظَمتُه في كتابِه حيث قال:
﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ
وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ﴾ ص:48».
(العلّامة
الطّباطبائي، تفسير الميزان)