بطونُهم آلهتُهم
كلُّ
درهمٍ عندَهم صنمٌ
ـــــ إعداد: محمّد
ناصر ـــــ
مجموعة
من الأحاديث النّبويّة الشّريفة، تدور حول إخبارات رسول الله صلّى
الله عليه وآله عن الفِتن والبلاءات والانحراف الّذي
يُصيب أمّتَه في آخر الزّمان، اخترناها من كتاب (معارج اليقين في أصول الدّين)
للشّيخ محمّد السّبزواريّ، تليها توصية قيّمة لشيخ الفقهاء العارفين آية الله بهجت
قدّس سرّه في لزوم المداومة
على دعاء الغريق – وهو أشبهُ بالذِّكر - المرويّ عن الإمام الصّادق عليه
السّلام.
§
رسول الله صلّى الله عليه وآله:
*
«يَأتِي على النَّاسِ زمانٌ وُجُوههُم وُجوهُ الآدَمِيِّين، وقلوبُهم قلوبُ الشَّياطِين،
كأمثالِ الذِّئابِ الضَّوارِي، سَفَّاكونَ للدِّماءِ، لا يَتَناهَوْنَ عن مُنكَرٍ
فَعلُوه، إنْ تابَعْتَهُم ارْتابُوكَ، وإنْ حَدَّثْتَهُم كَذَّبُوكَ، وإنْ تَوارَيْتَ
عَنْهُم اغتَابُوكَ، السُّنَّةُ فِيهِم بِدْعَةٌ، والبِدْعَةُ فِيهِم سُنَّةٌ، والحَليمُ
بينهُم غادِرٌ، والغَادِرُ بينهُم حَليمٌ، والمُؤمنُ فِيما بينهُم مُسْتَضْعَفٌ، والفَاسِقُ
فيما بَينهُم مُشَرَّفٌ، صِبْيانُهُم عارِمٌ [العارم
هو الشّرّير]، ونِساؤهُم شاطِرٌ [الشّاطر
هو مَن أعيا أهلَه خُبثاً]، وشَيْخُهُم لا يَأمُرُ
بِالمَعْروفِ ولا يَنْهَى عن المُنْكَرِ، الالتِجاءُ إليهِم خِزْيٌ، والاعْتِزَازُ
بِهِم ذُلٌّ، وطَلَبُ ما فِي أَيْدِيهِم فَقْرٌ، فَعِنْدَ ذلكَ يَحْرِمُهُم اللهُ
قَطْرَ السَّماءِ فِي أَوانِهِ، ويُنْزِلُهُ في غَيْرِ أَوانِهِ، يُسَلِّطُ عليهِم
شِرارَهُم فَيَسُومُونَهُم سُوءَ العَذابِ، ويُذَبِّحُونَ أبْنَاءَهُم ويَسْتَحْيُونَ
نِساءَهُم، فَيَدْعو خِيَارُهُم فَلا يُسْتَجابُ لَهُم».
***
*
«يَأتِي على النَّاسِ زمانٌ بُطُونُهُم آلِهَتُهُم، ونِساؤُهُم قِبْلَتُهُم، ودَنانِيرُهُم
دِينُهُم، وشَرَفُهُم متاعُهُم، لا يَبْقى من الإيمانِ إلَّا اسْمُهُ، ومِن الإسْلامِ
إلَّا رَسْمُهُ، ومِن القُرآنِ إلَّا دَرْسُهُ، مَساجِدُهُم مَعْمُورَةٌ، وقُلوبُهُم
خَرابٌ عن الهُدَى، عُلمَاؤهُم أَشَرُّ خَلْقِ اللهِ على وَجْهِ الأرْضِ، فإنْ كانَ
كَذلِكَ ابْتَلاهُمُ اللهُ بِأربع خِصالٍ: جَوْرٍ مِن السُّلطانِ، وقَحْطٍ مِن الزَّمانِ،
وظُلْمٍ مِن الوُلاةِ و[ ظُلمٍ من]
الحُكَّامِ.
فتَعَجَّبَ
الصَّحابَةُ وقالوا: يا رَسُولَ الله، أيَعْبدُونُ الأصْنامَ؟! قال: نَعم، كُلُّ
دِرْهَمٍ عِنْدَهُم صَنَمٌ».
***
*
«يَأتِي على النَّاسِ زمانٌ الصَّابِرُ مِنْهُم عَلى دِينِهِ كَالقابِضِ على الجَمْرَةِ».
***
*
«يَأتي زَمانٌ على أُمَّتِي أُمَراؤهُم يَكُونون على الجَوْرِ، وعُلمَاؤُهُم على
الطَّمَعِ، وعُبَّادُهُم على الرِّيَاءِ، وتُجَّارُهُم على أَكْلِ الرِّبَا، ونِساؤُهُم
على زِينَةِ الدُّنيا، وغِلْمانُهُم في التَّزْويجِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ كَسادُ أُمَّتِي
كَكَسادِ الأَسْواقِ، وَلَيْسَ فِيها مُسْتَقِيمٌ،
الأَمْواتُ آيِسُونَ فِي قُبُورِهِم مِن خَيْرِهِم، وَلا يَعيشونَ (يُعِينُونَ) الأَخْيَارَ
فِيهِم، فَفِي ذلكَ الزَّمان الهَرَبُ خَيْرٌ مِن القِيامِ».
***
*
«سَيَأتِي زَمانٌ على أُمَّتِي لا يَعْرِفُون العُلَماءَ إلَّا بِثَوْبٍ حَسَنٍ، وَلا
يَعْرِفُونَ القُرآنَ إلَّا بِصَوْتٍ حَسَنٍ، وَلا يَعبُدُونَ اللهَ إلَّا فِي شَهْرِ
رَمَضان، فإذا كانَ كَذلِكَ سَلَّطَ اللهُ عليهِم سُلْطاناً لا عِلْمَ لَهُ ولا حِلْمَ
لَهُ ولا رَحِمَ لَهُ».
قال العلماء
جاء
في الرّواية عن الإمام الصّادق عليه السّلام
أنّه لن ينجو في آخر الزّمان من الفِتن والشُّبهات «إلّا مَن دَعا بدُعاء الغَريق».
لقد أوصانا إمامُنا عليه السّلام
أن ندعو في آخر الزّمان بدعاء الغريق هذا لأجل الثّبات على الإيمان، وهو: «يا
اللهُ، يا رَحمَنُ، يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ القلوب، ثَبِّت قلبي على دِينِك».
وقد
أَمَرنا أئمّتُنا أيضاً بأوامر أخرى مُذهلة؛ لأنَّ بلاءات أهلِ الإيمان في آخر
الزّمان تبلغ الذّروة، فقد ورد: «بعدما مُلِئت ظُلماً وجَوْراً». وفي رواية
ثانية ورد: «يُنكره أكثرُ مَن قال بإمامتِه»، أي أنَّ أكثر النّاس يرجعون
عن اعتقادهم وإيمانهم بالإمامة، والعياذُ بالله تعالى.
(من توصيات الشيخ بهجت، بتصرّف)