حكم
الفاسقُ
لا يُراقِبُ اللهَ.. فَكيفَ يُراقِبُك؟
من مَواعظ لقمان الحَكيم
يا بُنَيَّ، المُحْسِنُ تَكافَأَ
بِإِحْسانِهِ، وَالمُسيءُ يَكْفيهِ مَساوِئه، لَوْ جَهَدْتَ أَنْ تَفْعَلَ
بِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَفْعَلُهُ بِنَفْسِهِ ما قَدَرْتَ عَلَيْهِ.
يا بُنَيَّ، عَلَيْكَ بِصَلَواتِكَ الّتي فُرِضَتْ لَكَ، فَإِنَّ مَثَلَ
الصَّلاةِ مَثَلُ السَّفينَةِ في البَحْرِ، فَإِنْ سَلِمَتْ سَلِمَ مَنْ فيها، وَإِنْ
هَلَكَتْ هَلَكَ مَنْ فيها.
يا بُنَيَّ، مُعَادَاةُ المُؤمِنِ خَيْرٌ
مِنْ مُصَادَقَةِ الفَاسِق.. [أي: خيرٌ لك أن يُعاديك مؤمن، من أن يُصادقَك
فاسق، والسّبب في الموعظة الآتية]
يا بُنَيَّ، المُؤْمِنُ تَظْلِمُهُ
وَلا يَظْلِمُكَ، وَتَطْلُبُ عَلَيْهِ فَيَرْضَى عَنْكَ؛ وَالفاسِقُ لا يُراقِبُ
اللهَ، فَكَيْفَ يُراقِبُكَ؟!
يا بُنَيَّ، بادِرْ بِعَمَلِكَ قَبْلَأَنْ يَحْضُرَ أَجَلُكَ، وَقَبْلَ
أَنْ تُسيَّرُ الجِبالُ سَيْراً، وَتُجْمَعَ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، وَتُغَيَّرَ
السَّماءُ وَتُطْوى، وَتُنَزَّلَ المَلائِكَةُ صُفوفاً خائِفينَ..
(الاختصاص، الشّيخ
المفيد)
لغة
(ر م ض)
* الرَّاءُ وَالْمِيمُ وَالضَّادُ أَصْلٌ مُطَّرِدٌ
يَدُلُّ عَلَى حِدَّةٍ فِي شَيْءٍ، مِنْ حَرٍّ وَغَيْرِهِ:
* فالرَّمَضُ والرَّمْضاءُ شِدَّةُ الحَرِّ. ورَمِضَ يَومُنا،
يَرْمَضُ رَمَضاً اشْتَدَّ حَرُّهُ، وأَرْمَضَ الحَرُّ القَوْمَ: اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ.
* والرَّمَضِيُّ مِنَ السَّحابِ وَالمَطَرِ: ما كانَ في آخِرِ
القَيْظِ وأَوّلِ الخَرِيف، فَالسَّحابُ رَمَضِيٌّ وَالمَطَرُ رَمَضِيٌّ، وإِنَّما
سُمِّيِ رَمَضِيّاً لِأَنّهُ يُدْرِكُ سُخونَةَ الشَّمْسِ وَحَرِّها.
* وَالرَّمَضُ: حَرُّ الحِجارَةِ مِنْ شِدَّة حَرِّ الشَّمْسِ.
وَأَرْضٌ رَمِضَةُ الحِجارَةِ.
* والرَّمَضُ شِدَّةُ وَقْعِ الشَّمْسِ عَلى الرَّمْلِ وَغَيْرِهِ،
والأَرضُ رَمْضاءُ. ورَمِضَ الإِنْسانُ رَمَضاً مَضى على الرَّمْضاءِ، والأَرضُ رَمِضةٌ.
ورَمِضَ الرَّجُلُ يَرْمَضُ رَمَضاً إِذا احْتَرَقَتْ قَدماهُ في شِدَّةِ الحَرِّ.
والرَّمَضُ: حُرْقةُ الغَيْظِ، وقد أَرْمَضَه الأَمرُ ورَمِضَ له. والإِرْماضُ كلُّ
ما أَوْجَعَ.
* وارْتَمَضَتْ كَبِدُه فسَدَتْ. وَيُقَالُ ارْتَمَضَ
بَطْنُهُ: فَسَدَ، كَأَنَّ ثَمَّ دَاءً يُحْرِقُهُ.
* وارْتَمضْتُ لفلانٍ حَزِنْتُ لَهُ.
* وَرَمَضانُ مِنْ أَسْماءِ الشُّهورِ؛ قال ابْنُ دُرَيْدٍ:
لَمّا نَقَلُوا أَسْماءِ الشُّهورِ عَنِ اللُّغَةِ القَديمةِ سَمّوْها بِالأَزْمِنَةِ
الّتي هي فيها، فَوافَقَ رَمَضانُ أَيّامَ رَمَضِ الحَرِّ وَشِدَّتِهِ، فَسُمِّيَ بِهِ.
وَشَهْرُ رَمَضانَ مَأْخوذٌ مِنْ رَمِضَ الصّائِمُ يَرْمَضُ إِذا حَرَّ جَوْفُه مِنْ
شِدَّة العَطَشِ. قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ
الْقُرْآنُ﴾ البقرة: 185.
(لسان العرب،
لابن منظور؛ ومقاييس اللّغة لابن فارس، بتصرّف)