آية
الله الشّيخ جعفر كاشف الغطاء المالكيّ النّجفيّ
الفقيهُ المتصدّي لأمور المسلمين
ـــــ
إعداد: «شعائر» ـــــ
* «أعجوبةٌ في الفقه»،
اشتهر باعتدال السّليقة فيه، وقوّة الاستنباط من الأدلّة.
* مَن أتقن القواعد
الأصوليّة التي أودعها في بعض مؤلّفاته، فهو مجتهدٌ عند الشّيخ الأنصاري، (صاحب
الفرائد).
* كان شديدَ الحرص على
الآداب والسُّنن الشّرعيّة، مُهاباً ومسموع الكلمة عند السّلاطين.
* عمد إلى تجميع
السّلاح والتّدريب على القتال، وأفتى بوجوب تصدّي العارف بالسّياسة للدّفاع عن دار
الإسلام في زمن الغَيبة، وعند تعذّر قيام الفقهاء بذلك.
* تمّ إعداد هذا المقال
بالاستناد إلى مقدّمة محقّق كتاب (كشف الغطاء عن مُبهَمّات الشّريعة الغرّاء)، و(أعيان
الشّيعة) للسّيّد محسن الأمين، و(خاتمة مستدرك الوسائل) للمحدّث الميرزا النّوري.
هو
الفقيه الشّيخ
جعفر كاشف الغطاء ابن الشّيخ خضر بن يحيى المالكي الجناجي النّجفي. وُلد في النّجف
الأشرف سنة 1156 للهجرة، (1736م)، وتوفّي ودُفن فيها سنة 1228 للهجرة (1808م).
والمالكي
نسبةً إلى بني مالك، وهم المعروفون اليوم في العراق بآلِ عليّ، ويقال إنّ نسبَهم يرجع
إلى مالك الأشتر النَّخْعِيّ من حواريّي أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.
والجَناجيّ
(بالجيم)،
نسبة إلى «جناجية» قريةٌ من أعمال الحلَّة، أمّا لقبُه: «كاشف الغطاء» الذي اشتهر
به أولاده وذراريه من بعده، فنسبة إلى أبرز مؤلّفاته: (كشف الغطاء عن مبهمات الشّريعة
الغرّاء).
انتهت إليه رئاسةُ الإماميّة
الدّينيّة في عصره، والزّمنيّة في قطره، فهو الفقيه الأكبر مفتي الإماميّة، رجع إليه
النّاس وأخذوا عنه، ورَأَسَ بعد وفاة شيخه السّيّد مهدي بحر العلوم الطّباطبائي، سنة
1212 للهجرة، واشتهر باعتدال السّليقة في الفقه، وقوّة الاستنباط من الأدلَّة، «فكان
أُعجوبةً في الفقه»، و«من آيات الله العجيبة»،
وفق تعبير كلٍّ من السّيد
الأمين في (الأعيان)، والميرزا النّوري في (خاتمة المستدرك)، مستندَين في توصيفهما
إلى نتاجه الفقهيّ والأصوليّ الذي تجلّى في كتابه (كشف الغطاء).
وكان
عصرُ الشّيخ جعفر كاشف الغطاء، عصرَ النّهضة العلميّة وازدهار الفقه والأصول. ومبدأ
هذه الحركة هو الأستاذ الأكبر، محمّد باقر المعروف بالوحيد البَهبهاني، وتكاملت هذه
النّهضة في عصر الشّيخ كاشف الغطاء والسّيّد محمّد مهدي بحر العلوم، واستمرّت إلى زمن
العلّامة الشّيخ مرتضى الأنصاري.
ومن
نتائج الازدهار العلمي في هذه الحقبة اجتماعُ عدّة من فطاحل الفقهاء فيه وتأليف موسوعات
فقهيّة قيّمة، كـ (مصابيح الأحكام) للسيّد بحر العلوم، و(مفتاح الكرامة) للسيّد جواد
العاملي، و(كشف الغطاء) للمترجَم له، و(مستند الشّيعة في أحكام الشّريعة) للشيخ
أحمد النّراقي، و(جواهر الكلام) للشّيخ محمّد حسن النّجفي، وغيرها.
ومع
وفاة السّيد بحر العلوم، انتقلت أعباء المرجعيّة إلى الشّيخ جعفر كاشف الغطاء،
وذكر المؤرّخون أنّه كان يحضرُ درسَه من المجتهدين ما لا يُحصى عددُهم، وقد تعرّض الشّيخ
الأعظم الأنصاريّ رحمه الله في مصنّفاته كثيراً لآرائه الفقهيّة والأُصوليّة، وكان
يعبّر عن الشّيخ كاشف الغطاء بـ «بعض الأساطين»، أمّا (صاحب الجواهر) فيعبّر عن
كاشف الغطاء بـ «الأستاذ الأكبر».
إلى
ذلك، عُرف الشّيخ كاشف الغطاء رضوان الله عليه بشدّة مواظبته على الآداب والسُّنن
والتّهجّد لا سيّما في الأسحار، وقد نقل نفرٌ من ملازميه وتلامذته مشاهدَ ممّا
عاينوه من عباداته، من ذلك ما رواه الشّهيد الثّالث القاضي عبد الله التّستري عن
تذلُّل الشّيخ جعفر وبكائه بين يدي المولى سبحانه في صلاة اللّيل، وأنّه كان يُوقظ
أهلَ بيته لأدائها، أو ما ذاع واشتهر من مخاطبته شاكراً لله تعالى، بقوله: «كنت جُعَيفراً،
ثمّ صرت جعفراً، ثمّ الشّيخ جعفر، ثمّ شيخ العراق، ثمّ رئيس الإسلام..».
ومن صفاته أنّه كان شديدَ التّواضع واللِّين، مع
ما فيه من الوقار والهيبة والاقتدار، فلم يكن يمتاز في ظاهر هيئته عن واحدٍ من النّاس،
لكنّه متى حضرَ تصاغرَ الجميعُ دونَه، وما
ذلك إلّا لشدّة يقينِه في دينه، وحزمِه وتبصُّره في أمره.
وأبرزُ
مصاديق اللّين والرّأفة في شخصيّة الشّيخ جعفر كاشف الغطاء، تعاملُه مع المستضعفين
والفقراء، «وقد نُقل عنه في ذلك مقاماتٌ وحكايات، لو جُمِعَت لكانت رسالةً طريفةً نافعة»،
كما في (خاتمة المستدرك).
وكان
من عادته أن يوزّع ما اجتمع عنده من أموال على الفقراء والمحتاجين بين الصّلاتَين،
فحضره يوماً أحد السّادة طالباً حقّه، فقال له الشّيخ: «جئتَ متأخّراً ولم يبقَ شيء»،
فاغتاظ الرّجلُ وبصقَ على لحية الشّيخ جعفر! فقام الشّيخ وأخذ بطرف ردائه وراح
يدور بين صفوف المصلّين وهو يقول: «مَن كان منكم يُكرم لحية الشّيخ فليُساعد هذا السّيّد»،
فاجتمع في ردائه مالٌ كثير، أعطاه للسيّد وأقامَ صلاة العصر.
وجاءَه
يوماً رجلٌ آخر، وهو راكبٌ يهمّ بمغادرة مدينة أصفهان، فقبضَ الرّجل على لجام فرس الشّيخ،
وقال له: «أحتاجُ إلى مائة دينار، ولا أسمحُ لك بالمغادرة إلّا أن تُعطيني ما
أريد»، فقال له الشّيخ: «اذهب إلى أمين الدّولة (حاكم أصفهان) وقل له: الشّيخ جعفر
يأمرُك أن تعطيني مائة دينار. وسأنتظرك ريثما تعود»، وعندما علم أمين الدّولة أن الشّيخ
ينتظر عودة الرّجل، أمر مساعديه أن يعطوه صُرّة المال من غير أن يعدّوا ما فيها
حذرَ أن يطول وقوف الشّيخ جعفر منتظراً، وإذا في الصّرة مائتا دينار، أعطى الشّيخ
منها مائةً للرجل، ووزّع الباقي على الفقراء، وغادرَ أصفهان.
وكان
يشترطُ على من يُولِمُ له أن يدفع إليه ما يعادلُ ثمنَ الوليمة، فيوزّعه على
الفقراء، ومن ثمّ يحضر مائدته. كلّ ذلك، وهو صاحبُ الكلمة المسموعة عند السّلاطين
والأمراء القاجاريّين، وكذلك عند نظرائهم من العثمانيّين، فقد كان مهيباً ذا سطوة
معنويّة لا تُبارى. حتى أنّ السّلطان فتح علي شاه القاجار كان يُطيعه غاية الإطاعة،
وكذا كلّ أكابر دولته وأبنائه.
ومن
سماته رضوان الله عليه، تصلُّبه في النّهي عن المنكر وردّ أهل البدع، من ذلك
رسالته التي بعث بها إلى أهل مدينة «خوي»، لمّا توسّعت دعوةُ الصّوفيّة فيهم، وكان
فيها توبيخٌ وتهديدٌ وتحذير.
ومن
طريف ما يُنقَل عنه في هذا المجال، أنّه زار إحدى مدن إيران، وربّما عاين فيها
قلّة اكتراثٍ بالشّعائر الإسلاميّة، أو مظاهر انحرافٍ عن الصّراط السّويّ، فلمّا
اجتمع أهل المدينة للصّلاة، طلب إليه بعضهم أن يرتقي المنبر واعظاً ومرشداً،
فاعتذر الشّيخ بأنه لا يُتقِنُ الفارسيّة، لكنّ الحاضرين بالغوا في الإلحاح عليه،
فرقيَ المنبر، وقال: «أيّها النّاس! الشّيخ يموت وأنتم تموتون، ففكَّروا في آخرتكم.
أيّها النّاس! إنّ مدينتكم (...) تُشبه الجنّة، فكما أنّ في الجنّة قصوراً عالية، وبساتين
وأنهاراً، فهكذا مدينتُكم، وكما أنّ جميع التّكاليف من الصّلاة والصّوم وسائر العبادات
مرفوعة عن أهل الجنّة، فهكذا بلدكم، كأنّ الصّلاة والصّوم وجميع العبادات مرفوعة عنكم!».
ثمّ التفت إلى القارئ وقال له: «قم، واذكر مصيبة الحسين عليه السّلام».
مكانته الرّياديّة
كانت
للشيخ جعفر كاشف الغطاء مكانة قياديّة سامية، تشهد لها قضايا مهمّة في طول حياته، نُشير
إلى أهمّها:
أوّلاً:
إذنُه لفتح عليّ شاه القاجاري في الدّفاع عن حياض
الإسلام والمسلمين نظراً لخطورة الأوضاع العالميّة التي ارتدّت سلباً على إيران من
جميع الجهات. فالإمبراطوريّة الرّوسيّة تتدخّل في شمال إيران بذريعة حماية
الأقلّيات الدّينيّة وهدفها تقليصُ المسافة بين أراضيها وبين شبه القارّة
الهنديّة. بدورها سعت إنكلترا إلى توسيع الفاصل ما بين مستعمرات روسيا ومنطقة شرق
آسيا، وتمكين نفوذها في جنوب إيران ليبقى حاجزاً يصدُّ الرّوس عن ثروات الهند. تزامن ذلك مع صعود نجم نابليون
الأوّل في فرنسا، ومطامعه التّوسعيّة والاقتصاديّة في المنطقة برمّتها، فضلاً عن
تشجيع هذه الدّول الأجنبيّة لجماعاتٍ داخليّة لإثارة الاضطرابات إضعافاً للسّلطة
المركزيّة، وما ترتّب على ذلك من هتك الأعراض وإزهاق الأرواح، ولأجل هذه الأُمور وغيرها
أذِنَ الشّيخ لفتح علي شاه وقوّى موضعَه في أمر الدّفاع، رعايةً لمصلحة المسلمين العامّة،
وكتب له الإجازة الموجودة في كتاب الجهاد من (كشف الغطاء)، وقد تضمّنت هذه الإجازة
مواضيع مهمّة تستدعي التّأمّل فيها. من ذلك حصرُه رضوان الله عليه الجهادَ الذي
يحتاج إلى إذن الوليّ المعصوم المعيّن من قِبل الله تعالى، بالجهاد الذي «..لا يتضمّن
دفاعاً عن بيضة الإسلام... وإنّما الغرض من جمع الجنود، ونصب الرّايات والأعلام، هدايةُ
الكفّار، وقهرُهم على الإقرار بكلمة الإسلام بعد الإنكار، وهذا منصب الإمام أو المنصوب
الخاصّ منه، دون المنصوب العام..».
يضيف
الشّيخ كاشف الغطاء: «..ما يتضمّن دفاعاً عن بيضة الإسلام، وقد أرادوا كسرها واستيلاء
كلمة الكفر وقوّتها وضعف كلمة الإسلام ".." وإذا لم يحضر الإمام [المعصوم]،
بأنْ كان غائباً، أو كان حاضراً ولم يُتمكَّن من استئذانه، وجبَ على المُجتهدين القيام
بهذا الأمر. ويجب تقديمُ الأفضل أو مأذونُه في هذا المقام ، ولا يجوز التّعرّض في ذلك
لغيرهم، وتجب طاعةُ النّاس لهم، ومَن خالفهم فقد خالف إمامَهم. فإنْ لم يكونوا، أو
كانوا ولا يُمكن الأخذُ عنهم ولا الرّجوعُ إليهم، أو كانوا من الوَسواسيّين الذين لا
يأخذون بظاهر شريعة سيّد المرسلين، وجب على كلّ بصيرٍ صاحب رأي وتدبير، عالمٍ بطريقة
السّياسة، عارفٍ بدقائق الرّئاسة، صاحبِ إدراكٍ وفهمٍ وثباتٍ وجَزمٍ وحزم، أن يقومَ
بأحمالها، ويتكلَّفَ بحمل أثقالها، وجوباً كفائيّاً مع مقدار القابلين، فلو تركوا ذلك
عُوقبوا أجمعين..».
ومن
العناوين التي تضمّنتها هذه الإجازة:
1) وجوبُ إطاعة السّلطان، حيث أنّه مأذونٌ من قبل الحاكم الشّرعي والفقيه
الجامع للشرائط، والسّماح له بجباية الأموال التي يحتاجُ إليها لتدبير أمور الجيش.
2) دعوة السّلطان وأرباب الحكومة إلى رعاية التّقوى والعدل في
الرّعيّة.
3)
لزوم كتمان الأسرار وعدم إذاعتها للأغيار.
4) انتداب معلّمين، يعلّمون جنود الجيش مسائل الحلال والحرام ليكونوا
في زمرة حزب الله، والمحافظة على الشّعائر الإسلاميّة لا سيّما الصّوم والصّلاة، وتعيين
المؤذّنين، وأئمّة الجماعات، والوعّاظ العارفين باللّغة الفارسيّة واللّغة التّركيّة
لشرح مفهوم الشّهادة في سبيل الله تعالى.
ثانياً:
دفاعُه عن النّجف الأشرف في الحوادث الدّامية:
شهدت
النّجف الأشرف فتنةً داميةً استمرّت عقوداً بين فرقتَين عُرفتا بـ «الشّمرت»، و«الزّكرت».
وقد بلغ الخلافُ بينهما إلى حيث سُفكت الدّماء ونالَ كثيراً من الأبرياء – لا
سيّما طلَبة العلوم الدّينيّة - الحيف والظّلم، فعمدَ الشّيخ كاشف الغطاء إلى تدريب
جماعةٍ من أهل العلم على الرّماية واستعمال السّلاح ليتمكّنوا من الدّفاع عن
أنفسهم.
وقام
الشّيخ رحمه الله بتَمصير النّجف، فبنى حولَها سُوراً، وأسكن فيها جماعةً صالحةً من
بيوت العرب والعجم لتَلقِّي العلوم الدّينيّة، وبلغَ من حرصه على تطوّر المدينة
وازدهارها أن استدعى جملةً من المَهرة في سائر العلوم إليها، وتصدّى لردّ هجمات الوهّابيّين
عليها، فحوّل دارَه الكبيرة إلى ثُكنة للسّلاح والعَساكر، وصرف لهم الرّواتب، وفي
بعض النّقولات أنّ عمليّة تدريب المجاهدين على القتال كانت تتمّ في مسجد السّهلة.
وفي
سنة 1217 للهجرة، أغارَ عبد العزيز سعود الوهّابي على مدينة كربلاء وعاثَ فيها
فساداً، ثمّ توجّه إلى النّجف الأشرف، فلمّا بلغ أهلَها نبأُ مسيره إليهم، نقلوا من
فورهم خزانةَ الأمير عليه السّلام إلى بغداد خوفاً عليها من النّهب كما نُهبت خزانةُ
الحرمِ النّبويّ، ثمّ أخذوا بالاستعداد له، وكان القائم بهذا العبء الشّيخ جعفر
كاشف الغطاء، فأخذ بجمع السّلاح وبجلب ما يُحتاج إليه في الدّفاع، فما كانت إلّا أيّام
حتّى وردَ الوهّابي بجنوده وعسكرَ قريباً من النّجف، عازماً على مهاجمتها من غد.
وكان
الشّيخ رحمه الله قد أغلق الأبواب، وجعل خلفَها الصّخور والأحجار، وعيّن لكلّ بابٍ
عدداً من المقاتلة، وكان جميعُ مَن في البلدة من المقاتلة لا يزيدون على المائتَين،
بينهم ثلَّة من مشاهير العلماء، كالشّيخ حسين نجف، والشّيخ خضر شلال، والسّيّد جواد
العاملي، وقد ذكر الحادثة لاحقاً في كتابه (مفتاح الكرامة).
ثمّ
إنّ الشّيخ وأصحابه وطَّنوا أنفسهم على الموت لقلَّتهم وكثرة عدوّهم، فاستغاثوا بأمير
المؤمنين عليه السّلام، واستجاروا به صلوات الله عليه، فأجارَهم وهزمَ المنافقين وشتّت
شملَهم، وما أصبحَ الصّباح إلّا وقد انجلى الوهّابيّون عن البلدة المشرّفة وتفرّقوا،
بعد ما رأوه من عزم أهلها على القتال حتّى الشّهادة، فتهيّب ابن سعود محاربتَهم،
وقفل خائباً منهزماً بعسكره.
أساتذته
وتلاميذه
يشهد
لعُلوّ فقاهة الشّيخ جعفر كاشف الغطاء الأساتذة الكرام الذين استفاد الشّيخ رحمه الله
من نور علومهم، والتّلامذة الذين استضاؤوا من شعاع علمه. ونحن نذكر عدداً منهم:
1- أوّل مشايخه، والده المكرّم، الشّيخ خضر، وكان من الفقهاء المتبتّلين
والزّهّاد المعروفين، وعلماء عصره كانوا يزدحمون على الصّلاة خلفه.
2 – الفقيه العلَم محمّد باقر بن محمّد أكمل، المعروف بالوحيد البهبهاني،
له (شرح مفاتيح الشّرائع).
3 - السّيّد محمّد مهدي بحر العلوم الطّباطبائي، صاحب (الفوائد الرّجاليّة).
4-
الشّيخ محمّد مهدي الفتوني العاملي النّجفي.
تلاميذه:
تتلمذ على الشّيخ كاشف الغطاء جمٌّ غفير،
وروى عنه جمعٌ كثير، نذكرُ عدداً منهم شكراً لمساعيهم الجميلة في الحوزات العلميّة
والمجتمع الإسلامي:
1- 4) أولاده: الشّيخ موسى: انتهت إليه المرجعيّة العامّة بعد
والده. الشّيخ علي: كان كثيرَ الذِّكر، دائمَ العبادة، ذُكر أنّه تشرّفَ
بلقاء الحجّة عجّل الله فرجه. له عدّة كتب قيّمة جدّاً في الفقه والأصول. الشّيخ
حسن: كان عَلَماً في الفقه والأُصول، من أشهر مؤلَّفاته (أنوار الفقاهة). الشّيخ
محمّد.
5 - الشّيخ أسد الله الكاظمي: صهر الشّيخ جعفر على ابنته، له (مقابس
الأنوار) في الفقه.
6
- الشّيخ محمّد حسن النّجفي، مؤلّف الموسوعة الفقهيّة (جواهر الكلام): هو وكتابه
أشهر من أن يُعَرّفا.
7-
الشّيخ محمّد تقي الأصفهاني، صاحب (حاشية المعالم).
8 - الشّيخ عبد الحسين الأعسم النّجفي، له كتاب (ذرائع الأفهام إلى
أحكام شرائع الإسلام).
9-
السّيّد صدر الدّين العاملي، صهر الشّيخ جعفر على ابنته، وله آثار كثيرة تدلّ على جلالة
قدره، منها: (رسالة حجيّة الظّنّ)، و(تعليقة على نقد الرّجال).
آثاره العلميّة
للشيخ
جعفر كاشف الغطاء رحمه الله تآليف قيّمة مشحونة بالتّحقيق والتّدقيق، منها:
- (كشف الغطاء عن مبهمات الشّريعة الغرّاء): في الفقه، وهو أشهر
مؤلّفاته كما تقدّم، وله ميزتان أساسيّتان: تضمينُه الأصولَ الاعتقاديّة مصحوبةً
بالأدّلة العقليّة والنّقليّة من الكتاب والسُّنّة القطعيّة، وتحكيمُه المباني
الأُصوليّة في استنباط الأحكام الشّرعيّة ، حيث ذكر ستّة وخمسين مبحثاً من المباحث
الأصوليّة الدّقيقة والقواعد المشتركة بين الفقه والأُصول، حتّى قال الشّيخ
الأنصاري: «مَن أتقنَ القواعد الأُصوليّة التي أودعَها الشّيخ جعفر في كشْفِه فهو
عندي مجتهد».
- (غاية المأمول في علم الأصول).
- (غاية المراد في أحكام الجهاد).
- (بُغية الطّالب): رسالة عمَليّة.
-
(الحقّ المبين في تصويب المجتهدين): بيّن فيه أنّ مرجعَ الأخباريّين والأصوليّين إلى
ما رُوي عن الأئمّة عليهم السّلام. فالمجتهد أخباريّ والأخباريّ مجتهد، وأنّ فضلاء
الطّرفَين ناجون.
- (العقائد الجعفريّة في أُصول الدّين).
- (القواعد الجعفريّة في شرح بعض أبواب المكاسب): الكتاب فريدٌ في
بابه.
-
(منهج الرّشاد لمن أراد السّداد): في الرّدّ على الوهّابيّة.