الْكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ
بِه
من
حِكم أمير المؤمنين عليه السّلام
* «مَا خَيْرٌ بِخَيْرٍ بَعْدَه
النَّارُ، ومَا شَرٌّ بِشَرٍّ بَعْدَه الْجَنَّةُ، وكُلُّ نَعِيمٍ دُونَ الْجَنَّةِ
فَهُوَ مَحْقُورٌ، وكُلُّ بَلَاءٍ دُونَ النَّارِ عَافِيَةٌ».
*
«الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ والْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ، فَاسْتُرْ
خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ، وقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ».
* «الْكَلَامُ فِي وَثَاقِكَ
مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِه، فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِه صِرْتَ فِي وَثَاقِه، فَاخْزُنْ
لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ ووَرِقَكَ، فَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً
وجَلَبَتْ نِقْمَةً«.
*
«قَدْرُ الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِه، وصِدْقُه عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِه،
وشَجَاعَتُه عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِه، وعِفَّتُه عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِه».
* «لَا تَأْمَنَنَّ عَلَى
خَيْرِ هَذِه الأُمَّةِ عَذَابَ الله لِقَوْلِه تَعَالَى: ﴿.. فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ
اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ الأعراف:99، ولَا تَيْأَسَنَّ
لِشَرِّ هَذِه الأُمَّةِ مِنْ رَوْحِ الله لِقَوْلِه تَعَالَى: ﴿..إنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ
رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ يوسف:87».
شجر
«الشّينُ والجيمُ والرّاء ، يَقْرُبُ بَعْضُهُمْ مِنْ
بَعْضٍ، وَلا يَخْلُو مَعْناهُمْ مِنْ تَداخُلِ الشَّيْءِ بَعْضِهِ في بَعْضٍ، وَمِنْ
عُلُوٍّ في شَيْءٍ وَارْتِفاعٍ... فَكُلُّ شَيْءٍ يأْلَفُ بَعْضُهُ بَعْضاً: فَقَدِ
اشْتَبَكَ وَاشْتَجَرَ، وَسُمِّيَ الشَّجَرُ شَجَرَاً لِدُخولِ بَعْضِ أَغْصانِهِ
في بَعْضٍ، وَمِنْ هَذا قيلَ لِمَراكبِ النِّساء مَشاجِرُ لِتشابُكِ عِيدان
الهَوْدَجِ بَعْضِها في بَعْضٍ.
* فَالشَّجَرُ مَعْرُوفٌ، الْوَاحِدَةُ شَجَرَةٌ،
وَهِيَ لَا تَخْلُو مِنِ ارْتِفَاعٍ وَتَدَاخُلِ أَغْصَانٍ. فالشَّجَرُ: كُلُّ
نَبْتٍ لَهُ سَاقٌ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴾ الرّحمن:6. وَوَادٍ شَجِرٌ: كَثِيرُ
الشَّجَرِ. وَالْأَرْضُ الشَّجْرَاءُ وَالشَّجِرَةُ: الْكَثِيرَةُ الشَّجَرِ.
* وَشَجَرَ بَيْنَ الْقَوْمِ الْأَمْرُ، إِذَا
اخْتَلَفَ أَوِ اخْتَلَفُوا، وَتَشَاجَرُوا فِيهِ، وَسُمِّيَتْ مُشَاجَرَةً
لِتَدَاخُلِ كَلَامِهِمْ بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ. وَاشْتَجَرُوا: تَنَازَعُوا؛ قَالَ
اللهُ تَعَالَى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا
شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ النّساء:65.
* وَأَمَّا شَجْرُ الْإِنْسَانِ، فَقَالَ قَوْمٌ:
هُوَ مَفْرَجُ الْفَمِ [تجويف الفم].
وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَقُولُ: الشَّجْرُ الذَّقَنُ بِعَيْنِهِ. وَالْقَوْلَانِ
مُتَقَارِبَانِ; لِأَنَّ اللَّحْيَيْنِ إِذَا اجْتَمَعَا فَقَدِ اشْتَجَرَا...
وَيُقَالُ: اشْتَجَرَ الرَّجُلُ، إِذَا وَضَعَ يَدَهُ عَلَى شَجْرِهِ.
* وَيُقَالُ: شَجَرْتُ الشَّيْءَ، إِذَا تَدَلَّى
فَرَفَعْتَهُ.
* وَالشَّجَارُ: خَشَبُ الْهَوْدَجِ.
وَالْمَعْنَيَانِ جَمِيعًا فِيهِ مَوْجُودَانِ; لِأَنَّ ثَمَّ ارْتِفَاعًا
وَتَدَاخُلًا. وَالْمِشْجَرُ [من
مراكب النّساء] سُمِّيَ مِشْجَرًا لِتَدَاخُلِ
بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ.
* وَتَشَاجَرَ الْقَوْمُ بِالرِّمَاحِ: تَطَاعَنُوا
بِهَا».
(مقاييس اللّغة، ولسان العرب)