شعر

شعر

22/10/2014

في رثاء سيّد الشّهداء عليه السلام


 

في رثاء سيّد الشّهداء عليه السلام

يا مَنْ هو الصَّفوةُ من هاشمٍ

§        قصيدة: أحمد بن محمّد الضّبيّ (الصّنوبريّ)

هو أحمد بن محمّد بن الحسن بن مرار الضّبيّ، غلبت عليه نسبة «الصّنوبريّ»، نشأ بحلب وقضى أكثر حياته فيها وفي ضواحيها، ويقول ابن عساكر إنّه دخل دمشق ووصف منتزهاتها.

لم تُورد المصادر شيئاً من أخباره، ولكن شعره يمكّننا من معرفة شيء عن حياته وعلاقاته بمعاصريه؛ فقد كان صديقاً لكَشاجم وبينهما مهاداة ومطارحات شعريّة؛ وتدلُّ مراثيه في الإمام الحسين عليه السّلام على أنّه كان يتشيّع، غير أنّ أكثر شعره يتّصل بوصف الرّياض والأنوار والتّغنّي بجمال الطّبيعة، وهو الجانب الّذي يلفت إليه الأنظار ويميّزه بين شعراء عصره؛ وكانت وفاته سنة 334 للهجرة.

القصيدة التالية في رثاء الإمام الحسين عليه السلام، مختارة من ديوانه الذي نُشر بمسعى من الدكتور إحسان عبّاس:

 

سِرْ ناشداً يا أيُّها السّائرُ

ما حارَ مَنْ مَقْصِدُه الحائرُ

ما حار مَنْ زارَ إمامَ الهدى

خيرَ مزورٍ زارَه الزّائرُ

مَنْ جَدُّهُ أطهرُ جدٍّ ومَنْ

أبوهُ لا شكَّ الأبُ الطّاهرُ

مُقاسِمُ النّارِ، له المسلمُ الـ

مؤمنُ منَّا ولها الكافرُ

دانَ بدينِ الحقِّ طفلاً وما

إنْ دانَ لا بادٍ ولا حاضرُ

الواردُ الكهفَ على فتيةٍ

لا واردٌ منهم ولا صادرُ

حتّى إذا سلّم ردُّوا وفي

ردِّهم ما يُخبِرُ الخابرُ

أذكر شجوي ببَني هاشمٍ

شجوي الذي يَشْجى به الذّاكرُ

أذكُرُهُم ما ضحكَ الرّوضُ أو

ما ناحَ فيه وبكى الطّائرُ

مساهري وَجْدي بما نابهم

لا نامَ عنهم وجديَ السّاهرُ

يومُ الحسينِ ابتزَّ صبري فما

منّيَ لا صبرٌ ولا الصّابرُ

لهفي على مولايَ مستنصِراً

غُيِّبَ عن نُصرَتِهِ النّاصرُ

ظمآن والمهرُ به ما به

لا يبعدُ المهرُ ولا الماهرُ

حتّى إذا دار بما ساءنا

على الحسينِ القدَرُ الدّائرُ

خرَّ يضاهي قمراً زاهراً

وأين منه القمرُ الزّاهرُ

وأمُّ كلثومٍ ونسوانُها

بمنظرٍ يُكبِرُهُ النّاظِرُ

يسابقُ الطرفَ إليها وقد

أَنحى على منحره النّاحرُ

والدّمعُ من مُقلتِها قاطرٌ

والدّمُ من أوداجِهِ قاطرُ

يا مَنْ هو الصّفوةُ من هاشمٍ

يعرفها الأوّلُ والآخِرُ

ذا الشّاعر الضبيُّ يَلْقى بكم

ما ليسَ يلقى بكمُ شاعرُ

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

22/10/2014

دوريات

نفحات