موجز في تفسير سورة الواقعة
عليٌّ
وشيعتُه همُ السّابقون إلى الجنّة
ـــــ إعداد: سليمان
بيضون ـــــ
* سُمّيت سورةُ الواقعة أيضاً بسورة «الغِنى» لورود الرّوايات في أنّ المواظبة
على تلاوتها جالبة للرّزق.
* آياتُها ستّ وتسعون،
وهي مكّيّة، مَن قرأها
لم يُكتب من الغافلين، ولم تُصبه فاقة.
* هي السُّورة السّادسة والخَمسون في ترتيب سُوَر
المُصحف الشّريف، نزلتْ بعد سورة (طه).
|
جاء في تفسير (مجمع البيان) أنّ عثمان بن
عفّان عادَ عبدَ الله بن مسعود في مرضه الذي تُوفّي فيه، فقال له: ماذا تشتكي؟ قال:
ذنوبي. قال: فيمَ ترغب؟ قال: في رحمة ربّي. قال: ألا ألتمسُ لك طبيباً؟ قال: أمرضَني
الطّبيب، قال: ألا آمُر لك بعطيّة؟ قال: لم تأمرْ لي بها إذ كنتُ أحوجَ إليها، وتأمر
ليَ الآن وأنا مستغنٍ عنها؟ قال: فلتَكن هي لبناتك. قال: لا حاجة لهنّ بها، فإنّي قد
أمرتُهنّ بقراءة سورة الواقعة، وإنّي سمعتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله يقول: «مَنْ
قَرَأَ سورَةَ الواقِعَةِ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فاقَةٌ أَبَداً».
محتوى السّورة
حول مضامين سورة الواقعة المباركة، قال
العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي، رضوان الله عليه، في (تفسير الميزان)
ما ملخّصه: «تصف سورة الواقعة القيامةَ الكبرى التي فيها بَعْثُ النّاس وحسابُهم
وجزاؤهم، فتذكرُ أوّلاً شيئاً من أهوالها ممّا يقرُب من الإنسان والأرض التي يسكنُها،
فتذكرُ تقليبها الأوضاعَ والأحوالَ بالخفض والرَّفْع، وارتجاج الأرض، وانبثاث الجبال.
وتقسّم السّورة النّاسَ إلى ثلاث جماعات إجمالاً:
السّابقين أو المُقرّبين وهم النّمطُ الأعلى، وأصحاب اليمين، وأصحاب الشّمال،
وتبيّن مآلَ كلّ جماعةٍ منهم يوم القيامة. ثمّ تحتجّ على أصحاب الشّمال المُنكرين لربوبيّته
تعالى وللبعث، والمكذّبين بالقرآن الدّاعي إلى التّوحيد والإيمان
بالمعاد. وتختم الكلام بذكر الاحتضار وحلول الموت».
وجاء في (تفسير الأمثل) لآية الله الشيخ
ناصر مكارم الشيرازي: «سورة الواقعة - كما هو واضح من اسمها - تتحدّث عن القيامة
وخصوصيّاتها، وهذا المعنى واضحٌ في جميع آيات السّورة السّت والتّسعين. ولذا فإنّ هذا
الموضوع هو الأساس في البحث. إلّا أنّنا نستطيع أن نلخّص موضوعات السّورة في أقسام:
1
- بداية ظهور القيامة، والحوادث المرعبة المقترنة بها، ثمّ تقسيم أنواع النّاس في ذلك
اليوم إلى ثلاث طوائف: أصحاب اليمين، وأصحاب الشّمال، والمقرّبين.
2-
بحث مفصّل حول مقام المقرّبين، وأنواع الجزاء لهم في الجنّة، كذلك حول أصحاب اليمين،
وأنواع الهبات الإلهيّة الممنوحة لهم.
3
- بحث حول أصحاب الشّمال وما ينتظرهم من عقاب مؤلم في نار جهنّم.
4
- تقديم أدلّة مختلفة حول مسألة المعاد من خلال بيان قدرة الله عزّ وجلّ؛ في خلْق الإنسان
من نطفة حقيرة، وفي ظهور الحياة في النّباتات، ونزول المطر، واشتعال النّار، وسوى
ذلك ممّا يدخل أيضاً ضمن الأدلّة على التّوحيد.
5
- وصفُ حالة الاحتضار والانتقال من هذا العالم إلى حيث العالم الأُخرويّ، وهي من مقدّمات
يوم القيامة».
ثواب
تلاوتها
تقدّمت الإشارة إلى ورود الرّوايات في كون
تلاوة سورة الواقعة جالبة للرّزق، وهذه روايات أخرى تبيّن فضلها:
* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «
مَنْ قَرَأَ سورَةَ الواقِعَةِ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافِلينَ».
* عن الإمام الباقر عليه السّلام أنّه قال: «
مَنْ قَرَأَ الواقِعَةَ كُلَّ لَيْلَةٍ قَبْلَ أَنْ يَنامَ، لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ
وَوَجْهُهُ كَالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ».
*
وعن الإمام الصّادق عليه السّلام: «مَنْ قَرَأَ في كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ الواقِعَةَ
أَحَبَّهُ اللهُ وَحَبَّبَهُ إِلى النّاسِ أَجْمَعينَ، وَلَمْ يَرَ في الدُّنْيا بُؤْساً
أَبَداً وَلا فَقْراً وَلا فاقَةً، وَلا آفَةً مِنْ آفاتِ الدُّنْيا، وَكانَ في رُفَقاءِ
أَميرِ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ».
* وأيضاً عنه عليه السّلام: «مَنِ اشْتاقَ إِلى
الجَنَّةِ وَإلى صِفَتِها فَلْيَقْرَأ الواقِعَةَ..».
تفسير آيات
من سورة الواقعة
هنا تفسير آيات منتخَبة من سورة الواقعة،
بمجموعة من الروايات الواردة عن المعصومين عليهم السّلام، نقلاً عن (تفسير نور الثّقلَين)
لآية الله الشيخ عبد علي الحويزي قدّس سرّه:
قوله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ
الْمُقَرَّبُونَ﴾ الآيتان:10-11.
* سئل النّبيّ صلّى الله عليه وآله عن هاتَين الآيتَين،
فقال: «قالَ لي جَبْرَئيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: ذَلِكَ عَلِيٌّ وَشيعَتُهُ، هُمُ
السّابِقونَ إِلى الجَنَّةِ، المُقَرَّبونَ مِنَ اللهِ بِكَرامَتِهِ لَهُمْ».
** الإمام الباقر عليه السّلام: «السّابِقونَ
أَرْبَعَةٌ: ابْنُ آدَمَ المَقْتولُ، وَسابِقُ أُمَّةِ موسى وَهُوَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ،
وَسابِقُ أُمَّةِ عيسى وَهُوَ حَبيبٌ، وَالسّابِقُ في أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، صَلّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَهُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبٍ..».
*** الإمام الصّادق عليه السّلام: «قالَ أَبي
[الإمام الباقر عليه السّلام] لِأُناسٍ مِنَ الشّيعَةِ: أَنْتُمْ شيعَةُ
اللهِ، وَأَنْتُمْ أَنْصارُ اللهِ، وَأَنْتُمُ السَّابِقونَ الأَوَّلونَ وَالسَّابِقونَ
الآخِرونَ إِلَيْنا، السّابِقونَ في الدُّنْيا إِلى وِلايَتِنا، وَالسّابِقونَ في الآخِرَةِ
إِلى الجَنَّةِ، قَدْ ضَمِنّا لَكُمُ الجَنَّةَ بِضَمانِ اللهِ، وَبِضَمانِ رَسولِ
اللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ».
قوله تعالى: ﴿وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ
الْيَمِينِ﴾ الآية:27.
قال محمّد بن أبي عمير: قلت لأبي الحسن موسى [الإمام الكاظم] عليه السّلام: أخبرني عن تختّم أمير المؤمنين
عليه السّلام بيمينه، لأيّ شيءٍ كان؟ فقال: «إِنَّما كانَ يَتَخَتَّمُ بِيَمينِهِ
لِأَنَّهُ إِمامُ أَصْحابِ اليَمينِ بَعْدَ رَسولِ اللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،
وَقَدْ مَدَحَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَصْحابَ اليَمينِ، وَذَمَّ أَصْحابَ الشِّمالِ..».
قوله تعالى: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ
مِنَ الْآَخِرِينَ﴾ الآيتان:39-40.
النّبيّ صلّى الله عليه وآله: «أَهْلُ الجَنَّةِ
مِئَةٌ وَعِشْرونَ صَفّاً، هَذِهِ الأُمَّةُ مِنْها ثَمانونَ صَفّاً».
قوله تعالى: ﴿ لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ﴾
الآية:52.
النّبيّ صلّى الله عليه وآله، عن جبريل عليه
السّلام: «.. وَلَوْ أَنَّ قَطْرَةً مِنَ الزَّقومِ وَالضَّريعِ قُطِرَتْ في شَرابِ
أَهْلِ الدُّنْيا لَمَاتَ أَهْلُ الدُّنْيا مِنْ نَتْنِها».
قوله تعالى: ﴿فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ﴾ الآية:55.
الإمام الصّادق عليه السّلام: «.. شُرْبُ الهِيمِ،
ما لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ».