اللَّهُمَّ بكَ أَصولُ وبكَ أُقاتل
من سُنَن النّبيّ
صلّى
الله عليه وآله في الحروب
ـــــــــــــــــــــــــــ العلّامة السّيّد محمّد
حسين الطّباطبائيّ قدّس
سرّه ـــــــــــــــــــــــــــ
هذه مختارات من
كتاب (سُنن النّبيّ) للعلّامة الطباطبائي (صاحب تفسير الميزان). كان قدّس سرّه قد
حدّد الأبواب واختارَ الكثير من الروايات، ثمّ جاء أحد تلامذته فتوسّع في تتبُّع
النّصوص المناسِبة لكلّ باب.
تقدّم «شعائر»
هذه المختارات بتصرّف حيث تمّ حذف المصدر والسَّنَد.
إنفاذ
السّرايا
*
كان النبيّ صلّى الله عليه وآله إذا أراد أن يبعث سَرِيَّةً بعثَها أوّل النّهار.
* عن أبي عبد الله [الإمام الصادق] عليه
السّلام: أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، كَانَ إِذَا بَعَثَ بِسَرِيَّةٍ
دَعَا لَهَا.
*
عن الإمام الرضا عليه السلام: «كَانَ رَسولُ الله، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،
إِذا وَجَّهَ جَيْشاً فَأَمَّهُمْ أَميرٌ بَعَثَ مَعَهُ مِنْ ثِقاتِهِ مَنْ يَتَجَسَّسُ
لَهُ خَبَرَهُ».
من
آداب الغَزو
*
عن أبي عبد الله [الإمام الصادق] عليه السلام: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ كَانَ إِذَا بَعَثَ أَمِيراً لَه عَلَى سَرِيَّةٍ أَمَرَهُ بِتَقْوَى اللهِ،
عَزَّ وجَلَّ، فِي خَاصَّةِ نَفْسِه، ثُمَّ فِي أَصْحَابِه عَامَّةً، ثُمَّ يَقُولُ:
اغْزُ
بِسْمِ اللهِ وفِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، ولَا تَغْدرُوا،
وَلَا تَغُلُّوا، وَلا تُمَثِّلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيداً، وَلَا مُتَبَتِّلاً
فِي شَاهِقٍ، ولَا تُحْرِقُوا النَّخْلَ، ولَا تُغْرِقُوه بِالْمَاءِ، ولَا تَقْطَعُوا
شَجَرَةً مُثْمِرَةً، وَلَا تُحْرِقُوا زَرْعاً لأَنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ، لَعَلَّكُمْ
تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ، ولَا تَعْقرُوا مِنَ الْبَهَائِمِ مِمَّا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ
إِلَّا مَا لَا بُدَّ لَكُمْ مِنْ أَكْلِه، وإِذَا لَقِيتُمْ عَدُوّاً لِلْمُسْلِمِينَ
فَادْعُوهُمْ إِلَى إِحْدَى ثَلَاثٍ، فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكُمْ إِلَيْهَا فَاقْبَلُوا
مِنْهُمْ وكُفُّوا عَنْهُمْ..».
ذِكرُ
الله تعالى في ساحة الحرب
*
عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: أنَّ رَسولَ الله صَلّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ «كانَ إذا لَقِيَ العَدُوَّ عَبَّأَ الرِّجَالَ وَعَبَّأَ الخَيْلَ
وَعَبّأَ الإِبِلَ، ثمّ يَقول: اللَّهُمَّ أَنْتَ عِصْمَتِي وَنَاصِري وَمَانِعي،
اللَّهُمَّ بِكَ أَصولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ».
*
وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله إذا شَهِدَ
قتالاً قال: «رَبِّ احْكُمْ بِالحَقِّ».
*
وفي (نهج البلاغة): «من كتابٍ له عليه السّلام
إلى معاوية - إلى أن قال: وكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ إِذَا
احْمَرَّ الْبَأْسُ وأَحْجَمَ النَّاسُ، قَدَّمَ أَهْلَ بَيْتِهِ فَوَقَى بِهِمْ أَصْحَابَهُ
حَرَّ السُّيوفِ وَالأَسِنَّةِ.. الخطبة».
كيفيّة
البيعة
*
وفي حديث بيعة المأمون، عن الإمام الرضا عليه السلام: أنَّ رَسولَ اللهِ صَلّى
اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ هَكَذا كاَن يُبايِعُ النّاسَ، فَبَايَعَ وَيَدُه عَلَيْهِ
السَّلامُ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ.
*
وعن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام: «كانَ رَسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ لَا يُصَافِحُ النَّساءَ، فَكانَ إذا أرادَ أنْ يُبايِعَ النِّساءَ أَتى
بإناءٍ فيه ماءٌ، فَغَمَسَ يَدَهُ ثُمَّ يُخْرِجُها ثُمَّ يَقولُ: اغْمِسْنَ أَيْديَكُنّ
فيهِ فَقَدْ بايَعْتُكُنَّ».
*
وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه كان ممّا يأخذُ على النساء في البيعة أن
لا يحدّثن مع الرجال إلّا ذا محرَم.