أيّها العزيز

أيّها العزيز

منذ يوم

لولا الدّعاء لكان الإنسان في سجنٍ خانق


لولا الدّعاء لكان الإنسان في سجنٍ خانق

من أعظم النِّعَم الإلهيّة التي وهبَها الله للإنسان نعمة الدّعاء. يكفي أنَّ الله سبحانه وتعالى هو خالقنا ومولانا، ونحن عباده الضّعفاء، وقد أجازَ لنا أن نطلب منه ونطلبَه [هو]، فهذا من أكبر نِعَم الله وأعظم مِنَنِه على الإنسان. ولولا نعمةُ الدّعاء لكان الإنسان في سجنٍ خانق، كما هو حال الّذين لا يؤمنون بالله عزَّ وجلَّ. ولا يقولنّ أحدٌ إنّه إذا كان هؤلاء في سجنٍ خانق، فلماذا لم يختنقوا بعد! كلّا، فهم يختنقون بالفعل.

 يعيش الإنسان حياته اليوميّة من دون أن يلتفت إلى نفسه وإلى ربِّه ما دامت جميع أموره تسير على ما يرام. لكنْ يكفي أن يقعَ في مأزقٍ واحدٍ حتّى يعلمَ أهمّيّة ذكر الله ودعائه، وقيمةَ مخاطبته وطَلَبِه. 
".." ففي تلك الحالات التي تنسدّ جميع الأبواب على الإنسان وتشتدّ عليه الدّنيا، لا ينجو ولا يفلح إلّا مَن كان مع الله، حاضراً بين يدَيه، مسموحاً له بالتّكلُّم مع ربِّه.. فأمثال هذا هم الذين ينعمون بالأمن والطمأنينة والراحة الحقيقيّة، وكلّ مَن عداهم مسكينٌ خاسر.

***

يعيش الإنسان حياةً صعبة. والدّعاء نعمةُ الله وبابُ الفَرَج. وويلٌ لمَن أغلقَ هذا الباب على نفسه، وويلٌ للغافلين الّذين لا يطلبون من الله شيئاً.

ليس الطّلب من الله أن يقول المرء بلسانه «اللَّهمَّ ارحمني واقضِ دَيني وافعل بي كذا وكذا...»، فليس هذا هو الطّلب، إنّه بعض تموّجات وذبذبات صوتيّة لا قيمة لها. الطّلب الحقيقيّ هو عندما يكون القلب وجميع الحواسّ مع الله تعالى وتحتَ تصرُّفه، ففي هذه الحال يُستجاب الدُّعاء قطعاً.

إنَّ قيمة الدُّعاء بالنّسبة إلى الدّاعي أسمى من استجابته، فنفس حالة الدُّعاء أعظم من استجابة الدُّعاء.

***

نُقل عن أحد كبار العرفاء قوله: «أنا مِنْ أنْ أُحرَم من الدُّعاء أخوفُ مِنْ أنْ أُحرَم من الإجابة».

إنَّ المسكين هو المحروم من الدّعاء والغافل عن التكلّم مع ربِّه. أنتم الشّباب يجب أن تَدْعوا وتتضرَّعوا وتتكلّموا مع الله، وتطلبوا منه حوائجكم، ".." وبالطّبع، إنّ مَن يعيش حالة الأنس مع الله لن تتبادر إلى ذهنه الأمور الصّغيرة، بل سيكون منصرفاً بشكلٍ تامّ إلى ما هو أعظم وأكبر. القليل هو عشرة آلاف .. (مثلاً)، والأكثر هو عشرة ملايين، ولكنّ الأغلى والأثمن هو طلب المغفرة من الله. وفي المناجاة الشّعبانيّة، يقول الإمام عليّ عليه السّلام: «إِلَهِي، مَا أَظُنُّكَ تَردُّنُي فِي حَاجَةٍ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمرِي فِي طَلَبِها مِنْكَ». فما هي؟ إنّها «في ما ادَّخَر».

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ يوم

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات