صحیفة مصریّة: دماء الحجّاج في رقبة (آل سعود)*
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــــــــ
شنّت
صحیفة مصریّة في تطوّر غیر مسبوق، حملة شعواء علی حكّام السعودیة، وحمَّلتهم
مسؤولیة دماء الحجّاج الذین قضوا إثر التدافع بمشعر مِنی، مبدیة اندهاشها من
محاولات تبرئتهم من هذه المسؤولیة.
فقد
صدرت صحیفة «المقال»، لرئیس تحریرها الإعلامي إبراهیم عیسی، الاثنین (28 أيلول
2015)، بعناوین عریضة تتساءل باستنكار: «لماذا یحاولون تبرئة السعودیة من موت
الحجّاج؟ ولماذا نسي الرئیس (السیسي) تعزیة المصریّین في وفیّات الحجّاج، وعزَّی
ملك السعودیة؟ وكیف أصبحت إیران شمّاعة السعودیة للتغطیة علی تقصیرها في خدمة
الحجیج؟ وهل ما حدث جریمة مدبّرة ومؤامرة علی السعودیة أم إهمال؟».
وفي
عددها الاثنین (28 أيلول 2015)، خصّصت صحيفة «المقال» أربع مقالات كاملة لمهاجمة
حكّام السعودیة.
قولاً
واحداً.. دماء الحجّاج في رقبة نظام آل سعود
هذا
هو العنوان الذي حمله المقال الأوّل، متسائلاً: «هل كان آل سعود ینتظرون سقوط مئات
القتلی لمراجعة خطط الحجّ؟ ولماذا تتكرّر حوادث تدافع الحجاج؟ ولماذا تغیب
الاستعدادات السعودیة لمنعها دائماً؟».
وفي
المقال قال عماد حمدي: «تكاد تكون كل حوادث التدافع السابقة متطابقة، وتكاد تكون
طریقة تعاطي المسؤولین السعودیّین معها متطابقة أیضاً، طالما أنّ هناك مبرّراً
اسمه التدافع، وطالما لا تخجل السلطات من تحمیل الحجّاج مسؤولیّة مقتلهم، كأنّ
الذي ذهب لأداء فریضة الحجّ یأبی أن یؤدّي مناسكه في سهولةٍ ویسر، ویرید أن یتدافع
أو یتزاحم أو یفقد حیاته».
وشدّد
الكاتب علی أنّ «كارثة مقتل الحجّاج لن تكون الأخیرة طالما استمرّ الإهمال
والتقصیر والعجز البیّن عن تأمین حیاتهم».
وأضاف:
«المسؤولون السعودیون - كعادتهم - لم یمتلكوا شجاعة تحمُّل مسؤولیّة الحادث، برغم
أنّه لا مسؤول غیرهم عن تأمین حیاة الملایین الذین یؤدّون شعائر الحجّ منذ وصولهم
إلی أراضي المملكة، وحتی مغادرتها، بل ألقوا باللوم علی الحجّاج لأنّهم تدافعوا
خلال رمي الجمرات، كأنّ نظام آل سعود لا یعلم أنّ وجود هذه الأعداد الغفیرة ینطوي
علی احتمال، ولو ضعیف، لحدوث مثل هذا التدافع، وأنّ مسؤولیتهم هي منع حدوث ذلك أو
التدخّل العاجل لوقف تفاقم الكارثة متی حدثت».
واستطرد
الكاتب: «جاءت التصریحات الرسمیّة كلّها باهتة كأيّ تصریح لمسؤول عربي بعد أيّ
كارثة، علی طریقة فتح تحقیق عاجل حول ملابسات الواقعة، ومراجعة خطط تأمین الحجّ،
فلا التحقیقات ستسفر عن شيء، ولا جدید سیحدث، وسیظلّ مثل هذه الحوادث مرشّحاً
للتكرار خلال مواسم الحجّ المقبلة».
والأمر
هكذا، اختتم عماد حمدي مقاله مؤكّداً أنّه «قولاً واحداً.. دماء الحجّاج في رقبة
نظام آل سعود».
الفكر
السلفي الوهّابي سبب مقتل الحَجیج في مِنی
المقال
الثاني قال أنّ «الفكر السلفي الوهّابي سبب مقتل الحجیج في منی»، بحسب عنوانه هذا.
فقد
تساءل طارق أبو السعد: «هل قتلی الحرم آثمون لقتل بعضهم؟».
وأبدی
أبو السعد اندهاشه من تبریرات المسؤولین السعودیین للحادث، فقال: «برغم امتلاك
المملكة سبعة آلاف كامیرا تصوّر الحجّ بالفیدیو، فیا للعجب لم تقدّم لنا فیدیو
واحداً یثبت من تسبّب في هذا الهرج والتدافع.. هل هي سلوكیّات الحجیج التي هي في
كلّ مرة المتّهمة في التدافع، وخصوصا المصریّین (رغم أنّهم في هذه المأساة لم یوجد
منهم إلّا عدد صغیر)، هل یجب أن نتوقّف عن البحث عن السبب، والاكتفاء بقولنا: یا
بختهم، ماتوا وهم یحجّون وأنّ هذه دلالة علی حسن الخاتمة.. أم أن ننظر إلی كلّ هذه
الكوارث علی أنّها تهدید لعرش المملكة كراعیة لضیوف الرحمن تستمدّ منهم القوّة،
والشرعیة؟».
الرئیس
لا یعزّي شعبه
في
مقاله بالعنوان السابق تساءل محمود صلاح، باستنكار: «كیف یعزّي السیسي ملك
السعودیة، وهو المتسبّب وحكومته في الفشل التنظیمي الذي راح ضحیّته أكثر من 750
حاجّاً؟».
وقال
صلاح: «المفاجأة أنّ الملك السعودي لم یعزِّ مصر، بل إنّ مَن قام بذلك هو الرئیس
السیسي، فهل یوجد شيء أكثر غرابة من هذا؟ رئیس یسقط من شعبه أكثر من 100 قتیل
وجریح خلال أقلّ من أسبوعین في دولة تسبَّب سوء تنظیمها لأهمّ حدث دیني في مقتل
أكثر من 900 حاجّ فضلاً عن مئات الجرحی؟».
السعودیّة
هي التي یجب أن ترسل برقیات تعزیة في تدافع «منی»
هكذا
عنون لؤي الخطیب مقاله، وهو الرابع في إطار حملة الجریدة علی حكام السعودیة،
متسائلاً: «كیف یختلف الموقف المصري من مقتل الحجّاج في تدافع منی عن الموقف
المكسیكي من مقتل سائحیها في مصر؟».
وأردف:
«یجب توجیه السؤال لكلّ الدول التي أرسلت البرقیّات، خصوصا مصر، رئاسة وحكومة».
وتساءل
الخطیب بالعامّیة المصري: «مین مفروض یعزّي مین؟».
وتابع:
«لنستدع من الذاكرة المصریة القریبة ما قامت به المكسیك بعد حادث مقتل السیّاح في
الواحات.. ماذا لو كانت المكسیك قد أرسلت برقیّة تعزیة للرئیس المصري؛ لأنّ
الحادثة وقعت علی أرضه؟».
واختتم
مقاله قائلاً: «هذا بالضبط ما حدث، وعلی الحكومة المصریة، في الفترة المقبلة، أن
تتابع بنفسها التحقیقات التي تجري في السعودیة، وأن تعلن ذلك صراحة، فعدد الحجّاج
المصریین الذین سقطوا – حسب آخر إحصاء معلن – هو 55 حاجّاً، وأُسَر هؤلاء ینتظرون
نتائج التحقیقات، ومحاسبة المسؤول المقصّر إنْ ثبت التقصیر، ولن تفیدهم برقیّات
التعزیة لملك السعودیة، أو لوزیر الداخلیة»، وفق قوله.
*
نقلاً عن الموقع الإلكتروني لقناة العالم الإخبارية