الموقع ما يزال قيد التجربة
أعمال رجب الأصبّ
شهر الولاية وغرّة موسم العبادة
_____ إعداد: «شعائر» _____
شهر رجب شهر الولاية؛ ولاية الله تعالى ورسوله صلّى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام.
هو شهرُ البعثة، وشهر مولد أمير المؤمنين عليه السلام، وشهر «المَوْلودَين في رجب».
هو شهر العبادة لأنّه مفتتح الأشهر الثلاثة؛ ويزخرُ بالأعمال المقرّبة إلى الله عزّ وجلّ على اختلافها.
والروايات في فضيلة شهر رجب أكثر من أن تُحصى؛ فهو: «شَهْرٌ عَظيمٌ»، «لا يُقارِبُهُ شَهْرٌ مِنَ الشُّهورِ حُرْمَةً وَفَضْلاً عِنْدَ اللهِ تَبارَكَ وَتَعالى»، «الرَّحْمَةُ تُصَبُّ فيهِ عَلى أُمَّتي صَبّاً»، بهذه العبارات وشِبهها وصف رسول الله صلّى الله عليه وآله هذا الشهر الشريف.
يقول السيّد ابن طاوس في (الإقبال): «إنّ الشهور كالمراحل إلى الموت وما بعده من المنازل، وإنّ كل منزل ينزله العبد في دنياه في شهوره وأيّامه، فينبغي أن يكون محلّه على قدر ما يتفضّل الله جلّ جلاله فيه من إكرامه وإنعامه. ".." فكُن مقبلاً على مواسم هذا الشهر [شهر رجب] بعقلك وقلبك، ومعترفاً بالمراحل والمكارم المودعة فيك من ربّك، واملأ ظهور مطاياه من ذخائر طاعتك لمولاه ورضاه وممّا يسرّك أن تلقاه..».
أعمال رجب العامّة
الصّوم: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَنْ صامَ شَهْرَ رَجَبٍ كُلَّهُ كَتَبَ اللهُ تَعالى لَهُ رِضاهُ، وَمَنْ كَتَبَ لَهُ رِضاهُ لَمْ يُعَذِّبْهُ».
الذّكر البديل: وهو لمَن عجز عن الصوم، أو عن التصدّق كلّ يوم برغيف، فيقول في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيّامِ رَجَبٍ هَذا التَّسْبيحَ مِئَةَ مَرَّةٍ: «سُبْحانَ الإِلَهِ الجَليلِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغي التَّسْبيحُ إِلّا لَهُ، سَبْحانَ الأَعَزِّ الأَكْرَمِ، سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العَزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ».
الدّعاء: شهر رجب من أبرز مواسم الدّعاء، وقد رُوي فيه العديد من الأدعية عالية المضامين، بين خاصٍّ مؤقّتٍ، أو عامٍّ يقرأ في جميع أوقات هذا الشّهر. ومن أبرز الأدعية العامّة:
1. يَا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلّ خَيرٍ: هو أبرز الأدعية بعد كلّ فريضة. (تجده بتمامه في آخر الصفحة 14).
2. يا مَنْ يمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلينَ: حثّ السّيّدُ ابن طاوس في (الإقبال) على قراءته في كلّ يوم ٍ من رجب، وفي أوّل يومٍ منه خاصّة.
3. خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيرِكَ: وهو دعاءُ الإمام الصّادق عليه السلام في كلّ يومٍ من رجب.
4. أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشّاكرينَ لَك: رَواه الشّيخُ الطّوسيّ عن الإمام الصّادق عليه السلام.
5. يا ذَا الْمِنَنِ السّابِغَة: قال الشّيخ الطّوسيّ: «يستحبّ أن يدعو بهذا الدّعاء كلّ يوم».
6. أَسألُك بِالْمَوْلُودَينِ في رَجَب: روى الشّيخ الطّوسيّ أنّه خرجَ من النّاحية المقدّسة على يدِ الشّيخ أبي القاسم «الحسين بن روح» أحد النوّاب الأربعة. [يراجع كتاب (مفاتيح الجنان) في أعمال رجب العامّة]
الصّلاة: يحفل شهر رجب بالصّلوات؛ منها ما يُؤتى به كلّ ليلة، ومنها أوّل ليلة جمعة في الشّهر وهي ليلة الرّغائب [انظر: باب «بصائر» من هذا العدد]، ومنها في أوّل الشّهر وأوسطه وآخره كصلاة سلمان، وغيرها. [انظر: باب «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد]
الأذكار: وفي طليعتِها الاستغفار، والتّهليل، وقراءة التّوحيد. [انظر: باب «يذكرون» من هذا العدد]
الغسل: عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: «مَنْ أَدْرَكَهُ شَهْرُ رَجَبٍ فَاغْتَسَلَ في أَوَّلِهِ وَوَسَطِهِ وَآخِرِهِ خَرَجَ مِنْ ذُنوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» .
العمرة الرّجبيّة: عن أبي عبد الله، عليه السّلام، أنّه سُئل أيّ العمرة أفضل، عمرة رجب أو عمرة في شهر رمضان؟ فقال: لا، بَلْ عُمْرَةٌ في رَجَبٍ أَفْضَلُ..».
زيارة الإمام الرّضا عليه السّلام: المحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان): واعلم أنّ من المندوب في شهر رجب زيارة الإمام الرضا عليه السلام، ولها في هذا الشهر مزيّة: أنّها تالية الحجّ في الثواب.
أعمال رجب الخاصّة
في ما يلي، إشارة إلى أهمّ أوقات شهر رجب الحرام، مع بيان فضائلها وشيءٍ من خصوصيّاتها، والإشارة إلى أبرز الأعمال الواردة فيها، على أن تُراجع كُتب الأدعية للوقوف على جميع العبادات المسنونة في أيّام الشّهر المبارك، مثل كتاب (مفاتيح الجنان)، و(مناهل الرّجاء – أعمال شهر رجب)، و«كتاب شعائر الرّابع» الحاوي لجميع الأعمال مع متون الأدعية والزّيارات.
الليلة الأولى
قال الميرزا الملكي التّبريزي في (المراقبات): «وأوّلُ ليلةٍ منه من اللّيالي الأربع التي يتأكّد استحباب إحيائها والدّعاء عند الاستهلال بما رُوي..».
* ومن صلوات هذه الليلة أن يصلّي بعد صلاة المغرب عشرين ركعة يقرأ في كلّ ركعة (فاتحة الكتاب) و(قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ) مرّة ويسلّم بين ركعتين، ليُحفظ في أهله وماله وولده، ويجار من عذاب القبر، ويجوز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب.
* وروي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام أنّه قال: «يُسْتَحَبُّ أَنْ يَدْعُوَ بِهَذا الدُّعاءِ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ بَعْدَ العِشاءِ الآخِرَةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرٌ وَأَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ الله، إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللَّهُمَّ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَالأئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، أَنْجِحْ طَلِبَتِي. ثُمّْ تَسْأَلُ حاجَتَكَ».
اليوم الأوّل
في مثل هذا اليوم من سنة 57 للهجرة، كان مولدُ الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام في المدينة المنوّرة، وقيل إنّ مولده الشَّريف كان في الثَّالث من صفر من السّنة نفسها.
ومن أبرز أعمال هذا اليوم:
الصوم: ورد عن الإمام الصّادق عليه السلام: «..مَنْ صامَ ذَلِكَ اليَوْمَ تَباعَدَتْ عَنْهُ النّارُ مَسيرَةَ سَنَةٍ..».
زيارة سيّد الشهداء عليه السلام: روى الشّيخ الطّوسيّ، عن الإمام الصّادق عليه السّلام: «مَن زارَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِما السَّلامُ في أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ البَتَّةَ».
صلاة سلمان رضوان الله عليه [عشر ركعات]: وهي عشر ركعات يقرأ في كلّ ركعة (الفاتحة) مرّة و(التوحيد) ثلاث مرّات، وهي صلاة ذات فضلٍ عظيم؛ فإنّها توجب غفران الذنوب، والوقاية من فتنة القبر، ومن عذاب يوم القيامة، ويصرف عَمَّن صلّاها الجذام والبرص وذات الجنب.
صلاة سلمان رضوان الله عليه [عشر ركعات من أصل ثلاثين ركعة]: يؤتَى بها على ثلاثِ دفعاتٍ، في أوّل الشّهر، وفي أوسطه، وفي آخره، وهي علامة بين المؤمنين والمنافقين. [انظر: باب «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد]
حَرِّم شَيبَتي على النَّار
عن محمّد بن ذكوان، قال: قلتُ للصّادق عليه السلام: «جُعِلتُ فداك، هذا رجب، علّمني فيه دعاءً ينفعُني الله به. قال عليه السلام: اكتُبْ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ، قُلْ في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ رَجَبٍ، صَباحاً ومَساءً، وَفي أَعْقابِ صَلَواتِكَ:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كلِّ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الْكَثيرَ بِالْقَليلِ، يا مَنْ يُعْطي مَنْ سَأَلَهُ، يا مَنْ يُعْطي مَنْ لَمْ يسْأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِني بِمَسْأَلَتي إِيّاكَ، جَميعَ خَيرِ الدُّنْيا وَجَميعَ خَيرِ الآخِرَةِ، وَاصْرِفْ عَنّي بِمَسْأَلَتي إِياكَ، جَميعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآْخِرَةِ، فَإنَّهُ غَيرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيتَ، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ يا كَريمُ.
ثمّ مدّ عليه السلام يدَه اليُسرى فقبضَ على لحيتِه، ودعا بهذا الدّعاء، ثمّ قال: يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرامِ، يا ذَا النَّعْماءِ وَالْجُودِ، يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ، حَرِّمْ شَيبَتي عَلَى النّارِ».
اللّيالي والأيّام البيض
اليوم الثّالث عشر: هو أوَّلُ الأيّام البِيض، وقد وَرَد للصِّيام في هذا اليوم واليومَين بعدَهُ أجرٌ جزيل، ومَن أرادَ أنْ يدعو بـ «دعاء أمّ داود» الآتي ذِكرُه فليَبدأ بصيام هذا اليوم. وكان في هذا اليوم على المشهور ولادةُ أمير المؤمنين، صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيه، في الكعبة بعدَ ثلاثين سنةٍ من عام الفيل.
صوم الأيّام البيض: عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال لأمير المؤمنين عليه السلام: «مَن صامَ الأَيّامَ البِيضَ؛ الثّالِثَ عَشَرَ وَالرّابِعَ عَشَرَ وَالخامِسَ عَشَرَ، كَتَبَ اللهُ لَهُ بِصَوْمِ أَوَّلِ يَوْمٍ صَوْمَ عَشَرَةَ آلافِ سَنَةٍ، وَبِثاني يَوْمٍ صَوْمَ ثَلاثينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَبِثالِثِ يَوْمٍ صَوْمَ مائَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، ثمّ قال: هَذا لَكَ وَلِمَنْ عَمِلَ ذَلِكَ».
ليلة النّصف من رجب: عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إِذا كانَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ، أمرَ اللهُ خازِنَ ديوانِ الخَلائِقِ وَكَتَبَةَ أَعْمالِهِمْ، فَيَقولُ لَهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ: انظُروا في ديوانِ عِبادي، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ وَجَدْتُموها فَامْحوها وَبَدِّلوها حَسَناتٍ».
* من مستحبّات هذه اللّيلة:
1- الغُسل.
2- إحياؤها بالعبادة حتّى الصّباح.
3- زيارة الإمام الحسين عليه السلام.
يومُ النّصف من رجب: وهو يومٌ مباركٌ، وفيه -مضافاً إلى الغُسل وزيارة سيّد الشُّهداء عليه السلام- عدّة أعمال:
الصَّوم: قال المحقّق البحرانيّ في (الحدائق النّاضرة): «ومنها [الصَّوم المندوب] صومُ يوم النّصف من رجب أيضاً. ويدلُّ عليه ما رواه الشّيخ الطّوسيّ في (المصباح) عن الرَّيّان بن الصَّلت، قال: صام أبو جعفر الثّاني عليه السلام [الإمام الجواد] لمَّا كان ببغداد، يوم النّصف من رجب ويوم السّابع والعشرين منه، وصامَ معهُ جميعُ حَشْمه..».
صَلاتان:
أ- عن الإمام الصَّادق عليه السلام: «دَخَل عَدِيُّ بْنُ ثابِتٍ الأَنْصارِيُّ عَلى أَميرِ المُؤْمِنينَ عليه السلام في يَوْمِ النِّصْفِ مِنْ رَجَبٍ وَهُوَ يُصَلّي، فَلَمّا سَمِعَ حِسَّهُ أَوْمى بِيَدِهِ إِلى خَلْفِهِ أَنْ قِفْ.
قالَ عَدِيٌّ: فَوَقَفْتُ، فَصَلّى أَرْبَعَ رَكَعاتٍ لَمْ أرَ أَحَداً صَلّاها قَبْلَهُ وَلا بَعْدَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ بَسَطَ يَدَهُ، وَقالَ:
اللَّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَيا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ، وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً، وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي، وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها، وَمُنْشِىءَ البَرَكَةِ مِنْ مَوَاضِعها، يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشُّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ، فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، أَسْأَلُكَ بِكَيْنُونِيَّتِك الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ، فَخَلَقْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ.
قال: ثمّ تكلّم بشيءٍ خَفِيَ عنّي، ثمّ التَفتَ إليّ، فقال: يا عَدِيُّ، أَسَمِعْتَ؟ قلت: نعم، قالَ: أَحَفِظْتَ؟ قُلْتُ: نعم، قالَ: وَيْحَكَ! احْفَظْهُ وَاعرِبْهُ، فَوَالّذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وَنَصَبَ الكَعْبَةَ، وَبَرَأَ النَّسَمَة، ما هُوَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، وَلا دَعا بِهِ مَكْروبٌ إِلّا نَفَّسَ اللهُ كُرْبَتَهُ».
ب- صلاة عشر ركعات في نصف رجب من «صلاة سلمان الفارسيّ» الّتي تقدَّم ذكرُها في اليوم الأوَّل [انظر: باب «كتاباً موقوتاً» من هذا العدد].
عمل أُمّ داوود: هو أهمُّ أعمال هذا اليوم، ومن آثارِهِ قضاءُ الحوائج وكَشْفُ الكروبِ ودَفْعُ ظُلم الظَّالمين. [انظر: باب «بصائر» من هذا العدد]
المبعث النبويّ الشريف
الليلة السابعة والعشرون، ليلة المبعث:
عن الإمام الجواد، قال عليه السلام: «في رَجَبٍ لَيْلَةٌ هِيَ خَيْرٌ للنّاسِ مِمّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ، وَهِيَ لَيْلةُ سَبْعٍ وَعِشْرينَ مِنْهُ، بُعِثَ النَّبِيُّ في صَبيحَتِها، وَإِنَّ للعاملِ فيها -أصلَحَكَ اللهُ- مِنْ شيعَتِنا مِثْلَ أَجْرِ عَمَلِ سِتّينَ سَنَةً.
قِيل: وما العمل فيها؟ قال: إِذا صَلَّيْتَ العِشاءَ الآخِرَةَ، وَأَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ أَيَّ ساعَةٍ مِنْ ساعاتِ اللَّيْلِ كانَتْ قَبْلَ زَوالِهِ أَوْ بَعْدَهُ، صَلَّيْتَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، بِاثْنَتَي عَشْرَةَ سورَةً مِنْ خِفافِ المُفَصَّلِ مِنْ بَعْدِ (يس) إِلى (الجُحْدِ)، فَإِذا فَرَغْتَ مِنْ كُلِّ شَفْعٍ، جَلَسْتَ بَعْدَ التَّسْليمِ، وَقَرَأْتَ الحَمْدَ سَبْعاً، وَالمُعَوَّذَتَيْنِ سَبْعاً، وَ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) سَبْعاً، وَ(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) سَبْعاً، وَ(إنّا أَنْزَلْناهُ) سَبْعاً، وَ(آيَةَ الكُرْسِيِّ) سَبْعاً، وَقُلْتَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنَ الدُّعاءِ:
الحَمْدُ للهِ الّذي لَم يَتّخِذْ صاحِبةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكبيراً. اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلى أَرْكانِ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ، وَذِكْرِكَ الأَعْلى الأَعْلى الأَعْلى، وَبِكَلِماتِكَ التّامّاتِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَفْعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ.
وَادْعُ بِما أَحْبَبْتَ، فَإِنَّكَ لا تَدْعو بِشَيْءٍ إِلّا أُجِبْتَ، ما لَمْ تَدْعُ بِمَأَثَمٍ، أَوْ قَطيعَةِ رَحِمٍ، أَوْ هَلاكِ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ..».
ومن أعمال هذه الليلة المباركة:
* زيارة أمير المؤمنين عليه السلام: وهي أفضلُ أعمال هذه اللّيلة.
* قراءة الدُّعاء الذي رواه السّيّد في (الإقبال) والشّيخ الكفعميّ في (البلد الأمين)، وأوّله:
«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَّجَلِّي الأَعْظَمِ فِي هَذِهِ اللَيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ المُعَظَّمِ وَالمُرْسَلِ المُكَرَّمِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا ما أَنْتَ بِهِ مِنَّا أَعْلَمُ، يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ ..»، ويُقرأ هذا الدَّعاء في يوم المبعث الشّريف أيضاً.
اليوم السابع والعشرون، المبعث النبوي الشريف:
هو عيدٌ من الأعياد العظيمة، وفيه كانت بعثةُ النّبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله، وهبوط جبرئيل عليه صلّى الله عليه وآله بالرِّسالة، ومن الأعمال الواردة فيه:
1- الغُسل.
2- الصِّيام، وهذا اليوم أحدُ الأيّام الأَربعة الّتي خُصَّت بالصِّيام من بين أيّام السَّنة، ويعدلُ صومُه صيامَ سبعين سنة.
3- الإكثار من الصَّلاة على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ.
4- زيارة النّبيّ وزيارة أمير المؤمنين عليهما وآلهما السّلام.
5- الصَّلاة المرويّة في (الكافي) عن الإمام الصَّادق عليه السلام، حيث قال: «يوْمُ سَبْعَةٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ نُبِّئَ فِيه رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وآله، مَنْ صَلَّى فِيهِ أَيَّ وَقْتٍ شَاءَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وسُورَةٍ مَا تَيَسَّرَ، فَإِذَا فَرَغَ وسَلَّمَ جَلَسَ مَكَانَه ثُمَّ قَرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ [الفاتحة] أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، والْمُعَوّذَاتِ الثَّلَاثَ [التّوحيد والمعوّذتَين] كُلَّ وَاحِدَةٍ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا فَرَغَ وهُوَ فِي مَكَانِه، قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا اللهُ واللهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ للهِ وَسُبْحَانَ الله، وَلَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله، (أَرْبَعَ مَرَّاتٍ)، ثُمَّ يَقُولُ: اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِه شَيْئاً، (أَرْبَعَ مَرَّاتٍ)، ثُمَّ يَدْعُو، فَلَا يَدْعُو بِشَيْءٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَه فِي كُلِّ حَاجَةٍ، إِلَّا أَنْ يَدْعُوَ فِي جَائِحَةِ [الجَوح: الهلاك والاستئصال] قَوْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ».
6- صلاة اثنتَي عشرة ركعة قبل الزّوال، تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وما تيسّر من السُّوَر.. [وقد ذكر لهذه الصلاة دعاء بعد كلّ ركعتين، تجده في كتاب (مفاتيح الجنان) وغيره من كتب الأدعية].
7- قراءة الدّعاء الذي أوّله: «يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ..».
اليوم الأخير من الشَّهر
وَرَد فيه الغُسل، وصيامُه يوجبُ غفران الذُّنوب، ما تقدّمَ منها وما تأخَّر، كما في الرّواية عن الإمام الرِّضا عليه السلام، ويصلّي فيه الرّكعات العشر الأخيرة من صلاة سلمان الّتي مرَّت في اليوم الأوّل.
0
أيـــــــــــــــــــــــــن الرَّجبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون؟ يستحب في شهر رجب قراءة سورة التوحيد عشرة آلا مرة..
يدعوكم المركز الإسلامي- حسينية الصديقة الكبرى عليها السلام للمشاركة في مجالس ليالي شهر رمضان لعام 1433 هجرية. تبدأ المجالس الساعة التاسعة والنصف مساء ولمدة ساعة ونصف. وفي ليالي الإحياء يستمر المجلس إلى قريب الفجر. نلتمس دعوات المؤمنين.