عمل
«أُمّ داوود» في النصف من رجب
للأعزّاء الأسرى حقوقٌ في رقابنا
_____ الشيخ حسين كوراني _____
من
المحطّات العباديّة البارزة في رجب، يوم النصف منه، والعمل الذي علّمه الإمام
الصادق عليه السلام لأمّ داوود، وهو «عمل الاستفتاح»، ويُسبق بصيام الأيّام
البيض من الشهر. في هذا المقتطف –الملخّص- من كتاب (مناهل الرجاء) للشيخ حسين
كوراني، حثّ على المبادرة الجماعيّة في إقامة هذا العمل، لما له من أثر في حلّ
المعضلات، وإطلاق الأسرى من السجون.
العمل العظيم المشهور، عمل
الاستفتاح لقضاء الحوائج، المعروف بعمل أُمّ داوود، الذي توارثته الأجيال مفتاحاً
لحلّ المشاكل المعضلة، لا سيّما في مجال إطلاق سراح الرهائن والأسرى، الذين غيّبتهم
ظلمات الجور والمطامير.
أتوجّه بالطلب إلى كلّ صاحب
حاجة صعبة ومستعصية، وبالخصوص إلى الأعزّاء عوائل الرهائن والأسرى والمفقودين، أن يولوا
هذا العمل أهمّية قصوى.
وألتمس من جميع المؤمنين بذل
أقصى الجهد للقيام بهذا العمل على أفضل وجه، فلأصحاب الحوائج المؤمنين حقّ على
المؤمنين جميعاً، وللأعزّاء الأسرى حقوق في رقابنا، والعمل على إطلاق سراحهم واجب
كفائي، فرحم الله مَن يبادر إلى هذا العمل فيخفّف المسؤوليّة عن عاتق الجميع. من
الضروريّ أن يتداعى عدد من الأخوة إلى مجلسٍ عام، وإذا كان العدد أربعين أو يفوق
ذلك، فهو نور على نور، وكذلك الأخوات يشتركن في مجلسٍ خاصّ بهنّ، ولتكن الحاجة «فكاك
الأسرى» وقضاء حوائج المؤمنين، لا سيّما الحوائج العامّة، كنصرة الإسلام
والمسلمين، وردّ كيد أميركا واليهود إلى نحورهم. ولنتعامل مع الدعاء بروحه العامّة،
لنضعه في موقعه الطبيعي، فندعو للمؤمنين في كلّ مكانٍ يواجه الإيمانُ فيه قوى
الشرك والفساد. ومَن أراد أن تُقضى حوائجه الخاصّة، فليهتمّ بالشأن العام.
وهو
عمل بالغ الأهميّة، ينتظره مَن يعرفه من شهر إلى شهر، حيث إنّه وإن كان في الأصل
يؤدَّى في منتصف رجب، ولكن وردت الرخصة في الإتيان به في كلّ شهر.
للدعاء
خصوصيّة
ومن
عجز عن العمل بكامل خصوصياته، فلا أقلّ من الاهتمام بدعائه، فإنّ له وحده أهمّية
خاصّة.
قال
السيّد ابن طاوس: «اعلم أنّ هذا الدعاء الذي نذكره في هذا الفصل دعاءٌ عظيم الفضل،
معروف بدعاء أمّ داود، وهي جدّتنا الصالحة المعروفة بأمّ خالد البربريّة، أمّ جدّنا
داود بن الحسن بن الحسن، ابن مولانا عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام».
ثمّ
قال حول الدعاء: «وهو دعاءٌ جليلٌ مشهورٌ بين أهل الروايات وقد صار موسماً عظيماً
في يوم النصف من رجب معروفاً بالإجابات وتفريج الكربات».
وقال التبريزي في (المراقبات): «وإن وُفِّق لدعاء الاستفتاح
مع الشرائط فهو، وإلّا لا يترك لا محالة نفس الدعاء».
بعض
الملاحظات المهمّة
*قال
السيّد في (الإقبال): قال شيخنا المفيد: «إذا لم تحسن قراءة السور المخصوصة في يوم
النصف من رجب، أو لم تطق قراءة ذلك، فلتقرأ (الحمد) مائة مرّة، وآية (الكرسيّ) عشر
مرّات، ثمّ تقرأ (الإخلاص)
ألف مرّة».
أضاف:
«وأقول: ورأيت في بعض الروايات، ويحتمل أن يكون ذلك لأهل الضرورات أو من يكون على
حال سفر أو في شيء من المهمّات، فيجزيه قراءة (قل هو الله أحد) مائة مرّة».
* ولا ينحصر وقت عمل الاستفتاح
بمنتصف
رجب، وإن كان ذلك موسمه
الأساس، الذي ورد فيه. تقول أُمّ داوود: «سألت الإمام الصادق عليه السلام، يا سيِّدي
أَيُدعى بهذا الدعاء في غير رجب؟ قال: نَعَمْ، يَوْمَ عَرَفَةَ، وَإِنْ وافَقَ
ذَلِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ لَمْ يَفْرَغْ صاحِبُهُ مِنْهُ حَتّى يَغْفِرَ اللهُ لَهُ،
وَفي كُلِّ شَهْرٍ إِذا أَرادَ ذَلِكَ، صامَ الأَيّامَ البيضَ وَدَعا بِهِ في آخِرِها
كَما وَصَفْتُ».