من
أقوال الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليه السلام
.. مَن كانَ على بَيِّنَةٍ من ربّه، هانَتْ
عليه مصائبُ الدّنيا
* «عَنِ
الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ قَالَ: ضَمَّنِي وأَبَا الْحَسَنِ (الإمام
الهادي عليه السلام) الطَّرِيقُ فِي مُنْصَرَفِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى خُرَاسَانَ،
وهُوَ سَائِرٌ إِلَى الْعِرَاقِ. فَسَمِعْتُه يَقُولُ: مَنِ اتَّقَى اللهَ
يُتَّقَى، ومَنْ أَطَاعَ اللهَ يُطَاعُ.
فَتَلَطَّفْتُ فِي الْوُصُولِ إِلَيْه، فَوَصَلْتُ
فَسَلَّمْتُ عَلَيْه، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ: يَا فَتْحُ،
مَنْ أَرْضَى الْخَالِقَ لَمْ يُبَالِ بِسَخَطِ الْمَخْلُوقِ، ومَنْ أَسْخَطَ
الْخَالِقَ فَقَمَنٌ [أي جديرٌ]
أَنْ يُسَلِّطَ اللهُ عَلَيْه سَخَطَ الْمَخْلُوقِ..».
ومن
قصار مواعظه صلوات الله عليه:
*
«مَنْ أَمِنَ مَكْرَ اللهِ وَأَلِيمَ أَخْذِهِ، تَكَبَّرَ حَتَّى يَحِلَّ بِهِ قَضَاؤُهُ وَنَافِذُ
أَمْرِه، وَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ هَانَتْ عَلَيْهِ مَصَائِبُ الدُّنْيَا،
وَلَوْ قُرِضَ وَنُشِر».
*
«المِراءُ يُفْسِدُ الصَّدَاقَةَ القَدِيمَة، ويُحِلُّ العُقْدَةَ الوَثِيقَةَ، وَأَقَلُّ
مَا فِيهِ أَنْ تَكُونَ فَيهِ المُغَالَبَة، والمُغَالَبَةُ أُسُّ أَسْبَابِ القَطِيعَةِ».
جبر
الجَبْرُ: خِلافُ الكَسْرِ.
يُقال: جَبَرَ العَظْمَ والفقيرَ واليتيمَ وجَبَّرَهُ. وَقالَ عليٌّ عَلَيْهِ
السَّلامُ: «وَجَبّارُ القُلوبِ عَلى فِطَرَاتها»؛ كَأَنَّهُ أَقامَ القُلوبَ
وَأَثْبتَها عَلى ما فَطَرَها عَلَيْهِ مِنْ مَعْرِفَتِه، وَالإِقْرار بِهِ، شَقِيَّها
وَسَعِيدَها. وَالمادَّةُ مَوْضُوعةٌ لِإِصْلاحِ الشَّيْءِ بِضَرْبٍ مِنَ القَهْرِ.
والجَبَّارُ: مِنْ أَسْماءِ اللهِ الحُسْنَى، عَزَّ اسْمُهُ، أَيِ القاهِرُ خَلْقَهُ عَلى
ما أَرادَ مِنْ أَمْرٍ وَنَهْيٍ؛ وقيلَ الجَبَّارُ العالِي فَوْقَ خَلْقِهِ، وَالّذي
لا يُنالُ. وَجائِزٌ أَنْ يَكونَ الجَبّارُ في صِفَةِ اللهِ، تَعالَى، مِنْ جَبْرِهِ
الفَقْرَ بِالغِنَى، وَهُوَ، تَبارَكَ وتَعالَى، جابِرُ كُلِّ كَسيرٍ وَفَقيرٍ، وَهُوَ
جابِرُ ديِنِهِ الّذي ارْتَضاهُ.
والجَبَّارُ في صِفَةِ الخَلْقِ: كُلُّ عاتٍ مُتَمَرِّدٍ.
وَالجَبَّارُ: المُتَكَبِّرُ عَنْ عِبادَةِ اللهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعالى: ﴿..وَلَمْ
يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا﴾، [مريم: 14] أَي مُتَكَبِّراً عَنْ عِبادَةِ اللهِ.
والجَبَّارُ: الذي يَقْتُلُ عَلى الغَضَبِ، أو في غَيْرِ حَقٍّ؛ وَفي التَّنْزيلِ العَزيزِ:
﴿وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ﴾. [الشّعراء :
130]
نَخْلَةٌ جَبّارَةٌ: فَتِيَّةٌ قد بَلَغَتْ غايَةَ الطُّولِ، وحَمَلَتْ.
رَجُلٌ جَبَّار: إِذا كانَ طَويلاً عَظيماً قَوِيّاً تَشْبيهاً بِالجَبَّارِ مِنَ النَّخْلِ.
الجَبْرُ: العَبْدُ؛
وجِبْرِيلُ: عبدُ الله أو عبدُ الرَّحمن. و«إِيل»: لفظُ الجَلالة
بالسُّرْيانِيَّةِ.
وَالعَرَبُ تُسَمّي الخُبْزَ جابِراً، وَكُنْيَتُهُ أَيْضاً أَبو جابِرٍ، كُلُّ
ذَلِكَ مِنَ الجَبْرِ الّذي هُوَ ضِدُّ الكَسْرِ.
وجابِرَة: اسْمُ المَدينَةِ
المُنَوَّرَةِ.
والجُبارُ: الهَدَرُ؛
يُقالُ ذَهَبَ دَمُهُ جُبَاراً.
(لسان العرب؛ وتاج العروس)
المجلة
