الكتاب: «أميركا وروسيا
والصين في الشرق الأوسط.. التحالفات والنزاعات»
USA, Russia & China in the Middle East, Alliances &
Conflicts
المؤلّف: Iakovos Alhadeff
الناشر: «Amazon»،
2015م
من الأهميّة بمكان الفهم
المتعمّق لأهداف سياسة القوى الكبرى في منطقة الشرق الأوسط خلال القرن الحادي
والعشرين، وهو ما كان محور اهتمام المؤلّف، حيث عرّف هذه القوى بحسبانها «الدول القادرة على الحشد
السريع للقوة العسكرية»، وهي (الولايات المتحدة الأميركية،
وروسيا، والصين)، والتي تمتلك أعلى معدلات
إنفاق عسكري في العالم.
يتناول الكتاب بدايةً هدف
كلّ دولة من الدول الثلاث في منطقة الشرق الأوسط، ثمّ العلاقة فيما بينها، وأبرز
الأحداث التي أثّرت في أهداف هذه الدول.
أوّلاً وفيما يتعلّق بالأهداف
الأميركية، يرى الكاتب أنّ منطقة الشرق الأوسط ما تزال الأكثر أهمية استراتيجياً
وجيوسياسياً للأميركيين، بسبب امتلاكها لأكثر من 50٪ من بترول العالم واحتياطيات الغاز، والذي يعزّز من أهمية
الشرق الأوسط للولايات المتحدة الأميركية رغبتها في إدارة شبكة أنابيب تربط الشرق
الأوسط بأوروبا من خلال تركيا، والتي ستقلّل من النفوذ الروسي على القارة العجوز.
أمّا الأهداف الروسية، فتتركّز في منع الولايات
المتحدة الأميركية والاتّحاد الأوروبي من اتصال أوروبا بأنابيب الشرق، لأنّ حدوث
ذلك سيخلق تنافساً في سوق الطاقة الأوروبية، ممّا سيقلّل من أسعار وإيرادات روسيا، وتقليل «جيوسياسيّة» الغاز والنفط الروسيَّين،
وبالتالي الاعتماد الأوروبي عليها في أمن الطاقة، خاصّة أنّ مبيعات الغاز والنفط
تمثّل غالبية الصادرات الروسية،
والتي بلغت نحو 68٪ عام 2013.م
أمّا الصين، فالمنطقة مصدر رئيسي لضمان
أمن طاقتها للعقود القادمة، وفي الوقت نفسه تتجنّب خلق أيّ عداء في الشرق الأوسط،
بإبعاد جيشها عن الانخراط في منطقة الخليج، تاركة هذا الدور للولايات المتحدة،
وبالتالي الظهور بمظهر «رجل الأعمال المسالم في المنطقة».
وخلص المؤلّف في النهاية
إلى نتيجة عدّها بمنزلة المبدأ، وهي أنّ مختلف النزاعات في الشرق الأوسط إنّما ترجع إلى التنافس على
النفط والغاز الطبيعي، وهو ما يعني أنّ حروب الشرق الأوسط هي «حروب
طاقة».
الكتاب: «إماطة اللّثام .. آمال عريضة وفرص ضائعة في
العراق»
The Unraveling: High Hopes and Missed Opportunities in Iraq
المؤلّف: Emma Sky
الناشر: «Public Affairs»، نيويورك 2015م
يتناول هذا الكتاب تدهور الأوضاع في المجتمع العراقي بعد الغزو
الأميركي واحتلال بلاد الرافدين سنة 2003م، ويحاول الإجابة على تساؤل مركزي مفاده:
كيف ولماذا فشلت الحرب الأميركية على العراق؟
وفي معرض الإجابة على
السؤال المتقدّم، تشير المؤلّفة إلى أنّ القوات الأميركية العاملة في العراق
ارتكبت العديد من الجرائم الوحشية للسيطرة على الفوضى التي أعقبت الغزو، وتعزو تدهور الوضع في العراق إلى
عدم اكتراث المسؤولين الأميركيين بطبيعة المجتمع العراقي، وعدم اهتمامهم بفهمه، وخصّت
بالذكر جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، والسفير الأميركي الأسبق في العراق كريستوفر هيل،
وهو رجل غير كفؤ، على حدّ قولها، وقد أعرب في كثير من اجتماعاته مع موظّفي
السفارة عن ازدرائه للعرب وكرهه للعراق والعراقيين.