المتمسّك بدينه كالقابض على الجمر
أوضاع العالم قبل ظهور
الإمام المهديّ المنتظَر عجّل الله تعالى فرجه الشريف
ــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر»
ــــــــــــــــــــــــ
تفيد الروايات عن المعصومين عليهم السلام بأن الحقبة
الزمنية التي تسبق عصر ظهور الإمام المهديّ المنتظَر صلوات الله عليه تكون مشحونةً
بالفتن والاضطرابات وكثرة الحروب. ينتشر الغلاء وتكسد التجارات وتشحّ المياه،
وتسفّ الأمم إلى الدرك الأسفل من الانحطاط البشري. ويؤدي كلّ ذلك إلى يأس الناس من
الأنظمة والدول والأحزاب والمخلّصين ودعاة التحرّر، فتضيق عليهم الأرض بما رُحبت
ويفشو فيهم تمنّي الموت.
حينها يأذن الله تعالى لوليّه بالظهور، فيخرج الإمام
المهديّ صلوات الله عليه ويدوّي في أذُن البشرية النداء السماويّ: «ألا يا أهل
العالم، هذا مهديّ آل محمّد، بايِعوه تهتدوا..».
النصّ التالي عبارة عن حوار افتراضي مع العلامة المحقق
الشيخ نجم الدين الطبسي، اقتبسناه من كتابه (في رحاب حكومة الإمام المهديّ عليه
السلام)، ويتناول فيه معالم حكومة الإمام التوحيدية، وأوضاع العالم قبل عصر الظهور.
* ما هي السّمة
العامة للأوضاع السياسية التي تسبق عصر ظهور الإمام المهديّ عليه السلام؟
تقدّم الروايات عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، والأئمّة
عليهم السلام، صورة عامّة للحكومات قبل قيام المهديّ عليه السلام، وإحدى المسائل
التي يتألّم منها المجتمع البشري قبل ظهور الإمام عليه السلام، هي الظلم الذي يجري
على الناس من قِبل الحكومات. يقول رسول الله صلّى الله عليه وآله، في هذا المجال: «تمتلئ
الأرض ظلماً وجَوراً حتّى يدخل كلّ بيتٍ خوفٌ وحربٌ..».
وعنه صلّى الله عليه وآله: «ينزل بأمّتي في آخِر
الزمان بلاءٌ شديد من سلطانهم، لم يُسمع ببلاءٍ أشدّ منه، حتّى تضيق عليهم الأرض
الرحبة.. لا يجد المؤمن ملجأً يلتجئ إليه من الظلم..».
وعن أبي حمزة الثمالي، قال: «سمعتُ أبا جعفر (الباقر) عليه
السلام، يقول: لا يقوم القائم إلّا على خوفٍ شديد».
ومن معالم ذلك الزمن أيضاً تسلّم الصبيان أو السفهاء
إدارة الأمور، وكذلك تسود حكومات آخر الزمان سلطة النساء ونفوذهنّ، فيحكمن الناس
إمّا بشكلٍ مباشر، أو بإخضاع القادة لسلطتهن.
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «تعوّذوا بالله من
رأس السبعين، وإمارة الصبيان».
ويقول الإمام عليّ عليه السلام: «..إذا تسلّطن
النساء، وسُلِّطنَ الإماء، وأُمِّر الصبيان..».
والحكومات
في آخر الزمان تكون في حالة تزلزل؛ فقد تأتي حكومة في أوّل النهار، وتُنحّى عن
الحكم عند الغروب. يصف الإمام الصادق عليه السلام هذه الحالة بقوله: «..إمارة
من أوّل النهار، وقتل وخلع من آخر النهار..».
ومن الخصائص أيضاً، الضعف الذي يعتري الحكومات
الظالمة، وهذا يشكّل أرضيّة لقبول حكومة الإمام المهديّ عليه السلام العالمية. يُروى
عن الإمام زين العابدين عليه السلام قوله في هذا الصدد: «.. وأعداؤه تكون أضعف
ناصراً وأقلّ عدداً، إذا ظهر القائم عليه السلام».
* في الحديث الشريف
أن ظهور الإمام عليه السلام يكون عند امتلاء الأرض ظلماً وجوراً، فهل ينسحب ذلك
أيضاً على مستوى الالتزام الديني والعقائدي للمسلمين؟
يفهم من الروايات أنّه لن يبقى من الإسلام والقرآن في
ذلك العصر إلّا الاسم والمظاهر الشكلية المجرّدة من الصدق ومن المحتوى الحقيقي.
رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنه قال: «سيأتي زمانٌ على أمّتي لا يبقى
من القرآن إلّا رسمه، ولا من الإسلام إلّا اسمه، يسمّون به وهم أبعد الناس منه..».
وعن الإمام الباقر عليه السلام: «.. سيأتي على الناس
زمانٌ لا يعرفون الله وما هو التوحيد حتّى يخرج الدجّال..».
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «سيأتي زمانٌ على
أمّتي.. مساجدهم عامرة، وهي خرابٌ من الهدى..».
وعنه صلّى الله عليه وآله: «سيأتي زمانٌ.. فقهاء ذلك
الزمان شرّ الفقهاء تحت السماء، منهم خرجت الفتنة، وإليهم تعود».
والمقصود هم علماء البلاط والخاضعون له، الذين يبرّرون
جرائم الملوك الظالمين ويعطونها اللون الإسلامي؛ مثل وعّاظ السلاطين المرتبطين
بالحكّام الذين يرون مواجهة أميركا و«إسرائيل» خلاف الشرع.
ومن سمات ذلك العصر التجارة بالدين، بل الخروج منه
تماماً، والعياذ بالله تعالى. يُروى أنّ الإمام الحسين عليه السلام دخل على أمير
المؤمنين صلوات الله عليه وعنده جلساؤه، فقال: «هذا سيّدكم، سمّاه رسول الله صلّى
الله عليه وآله وسلّم سيّداً، وليخرجنّ رجلٌ من صُلبه شبهي، شبهه في الخَلق والخُلق،
يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.
قيل له: ومتى ذلك يا أمير المؤمنين؟
فقال: هيهات، إذا خرجتم عن دينكم...».
وعن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «ويلٌ للعربِ من شرٍّ
قد اقترب؛ فتناً كقِطَع الليل المظلِم، يُصبحُ الرجلُ مؤمناً ويمسي كافراً، يبيعُ قومٌ
دينَهم بعرضٍ من الدنيا قليل، المتمسِّك يومئذٍ بِدينه كالقابض على الجمر، أو قال:
على الشوك».
* هل تتحدث روايات
عصور الظهور عن الجانب الأخلاقي - الاجتماعي أيضاً؟
نعم، ومن المفردات البارزة لهذا العنوان الأخلاقي
الاجتماعي تصدُّع بنيان العائلة، والاستخفاف بالرحِم والصداقات، وخمود العواطف
الإنسانية، والقسوة. ويبيّن رسول الإسلام الأكرم صلّى الله عليه وآله، وضع ذلك
العصر من الناحية العاطفية، فيقول: «.. فلا الكبير يرحمُ الصغير، ولا القويّ
يرحم الضعيف، فحينئذٍ يأذن الله له بالخروج..».
وقال صلّى الله عليه وآله: «إنّ الساعة لا تقوم حتّى
يدخل الرجل على ذي رحِمه، يسأله برَحِمه فلا يعطيه، والجارُ على جاره يسأله بجواره
فلا يُعطيه».
وكذلك تعاني المجتمعات من انحطاط الأخلاق وشيوع الفحشاء.
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «لا تقوم الساعة حتى تؤخَذ المرأة نهاراً
جهاراً في وسط الطريق..». وكذا قوله صلّى الله عليه وآله: «يتهارجون
في الطريق تهارُجَ البهائم..».
وعنه صلّى الله عليه وآله: «كأنّك بالدنيا لم تكن إذا
ضيّعت أمّتي الصلاة واتّبعت الشهوات وغلت الأسعار وكثر اللواط».
وعن محمّد بن مسلم، قال: «قلت لأبي جعفر الإمام الباقر
عليه السلام: يا ابن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، متى يخرج قائمكم؟
قال: إذا تشبّه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال..».
وقال الإمام الصادق عليه السلام: «يتمشّط الرجل كما
تتمشّط المرأة لزوجها..».
ومن سمات ذلك العصر كراهة كثرة الأولاد وقلّة الرجال
نسبةً إلى عدد النساء. عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «ليأتينّ على الناس
زمانٌ يغبطون فيه الرجل بخفّة الحال كما تغبطونه اليوم بكثرة المال والولد..».
وعنه صلّى الله عليه وآله: «من أشراط الساعة أن يقلّ
الرجال ويكثر النساء، حتى يكون في خمسين امرأة قيِّمٌ واحد».
* أشرتم في بداية
الحديث إلى ضعف الحكومات وحالة من الفوضى تسود أنظمة الدول، ومن الطبيعي أن ينعكس
ذلك على الاستقرار العامّ ويؤدي إلى اضطرابات أمنية.
بالتأكيد، فالحكومات الصغيرة والشعوب الضعيفة تتعرّض
لاعتداءات مدمّرة من قبل القوى الكبرى، فينتفي الأمن ويُضيّق على الحريات بشكل
كبير حتى يظنّ الناس أنهم محرومون من التنفّس. وسبب ذلك تخلّي المسلمين عن عقيدتهم
وانصرافهم إلى شؤون الدنيا، فيسلَّط عليهم أعداؤهم. ويصوّر النبيّ الأكرم صلّى
الله عليه وآله ذلك بقوله: «يوشك أن تَداعى عليكم الأمم كما تداعى القومُ إلى
قصعتهم.
قال: قيل: مِن قلّةٍ؟
قال: لا، ولكنّه غثاءُ كغثاء السيل، يجعل الوهَن في قلوبكم،
وينزع الرعب من قلوب عدوّكم، بحبّكم الدنيا وكراهتكم الموت».
ويُمكننا في هذا السياق الإشارة إلى مجموعة من العناوين
تناولتها الروايات، وهي:
أ) انقطاع السبل
يخاطب رسول الله صلّى الله عليه وآله الصدّيقة الكبرى
عليها السلام، فيقول: «يا فاطمة، والذي بعثَني بالحقِّ إنّ منهما – أي
الحسن والحسين عليهما السلام - مهديَّ هذه الأمّة، إذا صارت الدّنيا هرجاً ومرجاً،
وتظاهرت الفِتَن، وتقطّعت السُّبُل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبيرٌ يرحمُ صغيراً..».
ب) الجرائم المهولة
جرائم الظالمين والجلّادين على مدى التاريخ مفجعة
ومخيفة. ولكنّ الجرائم التي تحصل قبل ظهور الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه
الشريف، أكثر الجرائم التي يمكن تصوّرها وحشية.
ج) تمنّي الموت
عن أبي حمزة الثمالي، قال: «سمعتُ أبا جعفر محمّد بن
عليٍّ الباقر عليهما السلام، يقول: يا أبا حمزة، لا يقوم القائم إلّا على خوفٍ شديدٍ
وزلازل وفتنةٍ وبلاءٍ يصيب الناس.... حتى يتمنّى المتمنّي الموتَ صباحاً ومساءً من
عِظَمِ ما يرى من كَلَبِ النّاسِ وأكلِ بعضهم بعضاً».
د) زيادة الموت فجأة
يقول النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله: «من أشراطِ الساعة:
الفالج وموت الفجأة».
ه) اليأس العالمي
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله: «ينزل بأمّتي في آخرِ
الزمان بلاءٌ شديدٌ من سلطانهم، لا يجدُ المؤمنُ ملجأً يلتجئُ إليه من الظُّلم».
عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعتُ أبا جعفر (الباقر) عليه
السلام، يقول: «.. وخروجه إذا خرجَ عند اليأسِ والقنوطِ».
و) الحرب، القتل، والفتن:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لتأتينّكم بعدي أربع فتن: الأولى يُستحلُّ فيها الدماء، والثانية
يُستحلُّ فيها الدماء والأموال، والثالثة يُستحلُّ فيها الدماء والأموال والفروج، والرابعة
صمّاء عمياء مطبقة، تمور مَور السفينةِ في البحر حتى لا يجِدَ أحدٌ من النّاسِ منها
ملجأً. تطير بالشام، وتغشى العراق، وتخبط الجزيرة بيدها ورِجلها، يعرك الأنام فيها
البلاء عَرْك الأديم، لا يستطيع أحدٌ أن يقول فيها: مه؟! مه؟! لا ترفعونها (ترقعونها)
من ناحية إلّا انفتقت من ناحية أخرى».
ويقول صلّى الله عليه وآله: «ستكون بعدي فتنةٌ لا
يهدأ منها جانبٌ إلّا جاش منها جانبان، حتّى ينادي منادٍ من السماء: إنّ أميركم
فلان – أي المهديّ عليه السلام».
وعن عمّار بن ياسر: «..فإذا خالف الترك والروم وكثُرت
الحروب في الأرض، ينادي منادٍ على سور دمشق: ويلٌ من شرٍّ قد اقترب».
* كيف تكون الأوضاع
الاقتصادية والمعيشية للناس في ظلّ هذه الفوضى والهرج الأمني؟
يستفاد
من روايات هذا الفصل أنّه على أثر انتشار الفساد وانعدام الرحمة والعاطفة، ووجود
الحرب، يعيش العالم من الناحية الاقتصادية في وضعٍ سيّئ، وتفقد التجارة قيمتها،
وينتشر الفقر والجوع.
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «يأتي على الناس
زمانٌ.. فعند ذلك يحرمهم اللهُ قطرَ السماءِ في أوانه، ويُنزله في غير أوانه..».
وعن الإمام الصادق عليه السلام: «..ويكون جفاف
الأنهار.. ويقع القحطُ والغلاء ثلاث سنين».
ويُوجز أمير المؤمنين عليه السلام الوضع الاقتصادي في
ذلك الزمان بقوله صلوات الله عليه
«..وتجارات
كثيرة وربحٌ قليل، ثمّ قحطٌ شديد».
وعن محمّد بن
مسلم، قال: سمعتُ أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: «إنّ قدّام القائم علاماتٍ تكون من الله عزّ وجلّ للمؤمنين».
ثمّ عدّ منها
الإمام عليه السلام: «.. كساد التجارات وقلّة الفضل.... قلّة رَيع ما يُزرع...».
وعند ذلك تكون البشارة الموعودة في القرآن الكريم للمؤمنين الصابرين «بتعجيل
خروج القائم عليه السلام».
* هل يعني ما تقدّم أن الظلام والظلم يكون مطبقاً، وينعدم
بريق الأمل؟
قد نقرأ روايات
تُشعر أنّه سيأتي زمان تخلو فيه المجتمعات من وجود أناس مؤمنين. لكنّ الأئمة عليهم
السلام نفوا هذا الظن وأخبروا عن وجود المؤمنين في كلّ عصر.
في كتاب زيد
الزراد، قال: «قلتُ لأبي عبد الله (الصادق) عليه السلام: نخشى أن لا نكون مؤمنين.
قال: ولِمَ
ذلك؟
فقلت: وذلك أنّنا
لا نجد فينا مَن يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره، وتجد الدينار والدرهم آثر
عندنا من أخٍ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين عليه السلام.
قال: كلا،
إنّكم مؤمنون، ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج قائمُنا؛ فعندها يجمع الله
أحلامكم. فتكونون مؤمنين كاملين.. والذي نفسي بيده إنّ في الأرض، في أطرافها، مؤمنين،
ما قَدْرُ الدنيا كلّها عندهم تعدِلُ جناحَ بعوضة..».
أضف إلى ذلك دور
علماء الدين في كلّ زمانٍ تُرخي فيه حُجب الظلْمة والجهل بظلّها على المجتمعات
البشرية، حيث يتصدّى الفقهاء لرفع الجهل عن الأفكار، والفساد والهلاك عن الناس،
ويفهَم من الروايات أنّ العلماء المخلصين في آخر الزمان يقومون بهذا الدور بشكلٍ
جيّد.
رُوي عن الإمام
الهادي عليه السلام، أنّه قال: «لولا مَن يبقى بعد غَيبة قائمكم عليه السلام، من
العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحُجج الله، والمنقذين لضعفاء
عباد الله من شباك إبليس ومَرَدَتِه، ومن فخاخ النواصب، لمّا بقيَ أحدٌ إلّا ارتدّ
عن دين الله، ولكنّهم الذين يُمسكون أزمّةَ قلوب ضعفاء الشيعة، كما يُمسك صاحب السفينة
سَكّانها، أولئك هم الأفضلون عند الله عزّ وجلّ».
وعن النبيّ صلّى
الله عليه وآله: «إنّ الله تعالى يقول: يبعث لهذه الأمّة على رأس كلّ مائة سنةٍ
مَن يجدّد لها دِينها».
هاتان الروايتان
والروايات التي من هذا القبيل تشير بصراحة إلى دور العلماء في عصر الغَيبة، وإفشال
مكائد الشيطان، وتجديد حياة الدين على أيديهم. ثمّ إنّ إثبات هذا الأمر في عصرنا
الحالي لا يحتاج إلى دليلٍ وبرهان، لأنّ دور الإمام الخميني قدّس سرّه، من أجل
إفشال مخطّطات الأعداء المشؤومة التي جعلت أُسُس الدين في العالم المعاصر في معرض
الخطر، ليست خافية على أحد.
ولا شكّ أنّ
العزّة التي يتمتّع بها الدين الإسلامي في هذا العصر هي ببركة الثورة الإسلامية في
إيران وقائدها الإمام الخميني قدّس سرّه، وخليفته المفدّى وليّ أمر المسلمين
الإمام الخامنئي دام ظلّه الشريف.