مرابطة

مرابطة

منذ أسبوع

«حزب الله» في جنوب سوريا يهدّد «الجبهة الشمالية»


«حزب الله» في جنوب سوريا يهدّد «الجبهة الشمالية»

ـــــــــــــــــــــــــــ حسن لافي* ـــــــــــــــــــــــــــ

اعتادت مراكز الأبحاث الصهيونية مع مطلع كلّ عام جديد رسم ملامح «المشهد الأمني الإستراتيجي الإسرائيلي» بما يحمله من تهديدات وفرص. وقد أجمعت تقديرات تلك المراكز مع بداية العام 2018م، أن التحدّي الأمني الأكبر الذي يُهدّد كيان «إسرائيل» هو جبهة موحّدة في الشمال مكوّنة من حزب الله والدولة السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ناهيك عن إمكانية توحيد الجبهات مع فلسطين؛ سواء من خلال انتفاضة شعبية في الضفة الغربية والقدس، أو تصعيد مسلّح من غزّة، وأنه لم يبقَ «لإسرائيل» إلا تعاون يتصاعد مع الدول العربية «المعتدلة» بقيادة السعودية وحلفائها في المنطقة، رغم تشكيكها في قدرة هذا المعسكر «المعتدل» على تحقيق إنجازات عسكرية مهمة، لا سيّما أن التجربة اليمنية حاضرة في المشهد، ناهيك عن انقسام حادّ داخل هذا المعسكر بسبب الأزمة القطرية - السعودية، ما جعل قطر تتّجه نحو تقوية العلاقات مع إيران. إضافة إلى ذلك، فإنّ التقارب التركي الإيراني يصبّ هو الآخر في إضعاف معسكر الدول العربية المتعاونة مع «إسرائيل»....

يعترف «أودي ديكل» المدير التنفيذي لـ«معهد الأمن القومي الإسرائيلي» أنّ دولته غير قادرة على القضاء على تواجد حزب الله وحلفائه في جنوب سوريا، ولا منْع انتشار الجيش السوري فيه، ولذلك يُوصي بأعمال عسكرية من قِبَل «إسرائيل» هدفها عرقلة هذا التواجد والحرص على عدم تخطّي حزب الله وإيران ما سمّاه «الخطوط الحمراء»، مع تأكيده على استخدام منضبط للقوّة العسكرية في هذه المنطقة لكي لا تضطرّ «إسرائيل» إلى احتلالها، وهذا ما وصفه «عاموس يدلين» رئيس «شعبة الاستخبارات العسكرية» السابق في جيش الاحتلال بالمعضلة الرئيسة لدولة «إسرائيل»، وتساءل: «كيف تتمّ تسوية التوتّر بين ضرب تنامي قوّة العدوّ بهدف تقليص التهديد على إسرائيل في المستقبل، وبين خطر التدهور إلى حرب بسبب تلك الضربات؟؟»!

دلالة المشهد الأمني الاستراتيجي لم تترك لدى «إسرائيل» القدرة على الدخول في معركة مفتوحة على «الجبهة الشمالية»، حيث شكّلت العوامل والتغيّرات الاستراتيجية الجديدة الناتجة من انتهاء الأزمة السورية حاجزَ ردعٍ حقيقياً أمام الرغبة «الإسرائيلية» في شنّ الحرب، وهذا ما أشارت إليه تقديرات «ديكل» و«يدلين» ضمنياً، وصرّح به السيّد حسن نصر الله علنياً: «إن توازن الرعب هو الذي يمنع اليوم العدوّ الإسرائيلي من القيام بحرب»، وسبب ذلك أن «إسرائيل» باتت غير قادرة على حسم المعركة في موازين البيئة الإستراتيجية الحالية من دون أن تأخذ بالحسبان جدّية تهديدات السيّد نصر الله عندما قال: «إن كلامي عن بداية نهاية إسرائيل ليس كلاماً عاطفياً أو حماسياً».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب فلسطيني مختصّ بالشأن الصهيوني

***

اخبار مرتبطة

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ أسبوع

إصدارات عربية

  سنن وآداب

سنن وآداب

منذ أسبوع

سنن وآداب

نفحات