سبحانَ من أبدعَ في الإيجادِ
|
بسرّه المودَعِ في السجّادِ
|
أبانَ سرَّ الحقِّ والحقيقهْ
|
بصورةٍ بديعةٍ أنيقهْ
|
تصوّرتْ في أعظمِ المجالي
|
حقيقةُ الجلالِ والجمالِ
|
جَلَّ عن الثناءِ في جلالهْ
|
عزَّ عن الأطرافِ في جَمالهْ
|
بدرُ سماءِ عالَمِ الأسماءِ
|
وزَينُ أهلِ الأرضِ والسّماءِ
|
غُرّةُ وجهِ عالَم الإمكانْ
|
قرّةُ عينِ العلمِ والعرفانْ
|
نورُ الهدى وبَهجةُ اللّاهوتِ
|
روحُ التُّقى ومُهجَةُ النّاسوتِ
|
قطبُ محيطِ الغَيبِ والشهادهْ
|
وقِبلةُ الأقطارِ في العبادهْ
|
ونفْسُه اللطيفةُ الزّكيهْ
|
صحيفةُ المكارمِ السنيّهْ
|
بل هي أمّ الصُّحُفِ المكرَّمهْ
|
جوامعُ الحكمةِ منها مُحكَمهْ
|
بل الحروفُ العالياتُ طُرَّا
|
تَحكي عن اسمِه العليِّ قَدْرا
|
هو الكتابُ الناطقُ الرُّبوبي
|
ومخزنُ الأسرارِ والغيوبِ
|
يفصحُ عن مقام سرِّ الذّاتْ
|
يُعرِبُ عن حقائقِ الصِّفاتْ
|
وفي الثناءِ والدعا لسانُهْ
|
لسانُ باريه تعالى شانُهْ
|
مقامُه الكريمُ في أقصى الفَنا
|
تراثُه من جدِّه حينَ دنا
|
وفوزُه بمنتَهى الشهودِ
|
من مبدإ الإيجادِ والوجودِ
|
وكيف لا وهو سليلُ الخِيَرهْ
|
حفيدُ «لا أعبدُ ربّاً لم أرَهْ»
|
ونورُه الباهرُ في المحرابِ
|
يذهبُ بالأبصارِ والألبابِ
|
كأنّ كفَّيه لدى الدعاءِ
|
ميزانُ عدلِ اللهِ في القضاءِ
|
قيامُه في ساعةِ الضَّراعهْ
|
يذكِّرُ الناسَ قيامَ السّاعهْ
|
وقوفُه بينَ يدَي معبودِهِ
|
يُذكِّرُ الموقفَ في رعودِهِ
|
لسانُه في موقعِ التلاوهْ
|
عينُ الحياةِ معدِنُ الحلاوهْ
|
وكيفَ لا وإنّما لسانُهْ
|
مهبِطُ وحيِ اللهِ جلَّ شانُهْ
|
تَمَثَّلَ الواجبَ في آياتِهِ
|
بل ذاتَه الأقدَسَ في صفاتِهِ
|
تمثّلَ الشّعائرَ المعظَّمَهْ
|
تمثُّلاً بكلّ مَعنى الكلمهْ
|
تمثَّلَ العروجَ في الصَّلاةِ
|
إلى سماواتِ المكاشفاتِ
|
ومكرماتُه بلا إحصاءِ
|
جلَّتْ عن المديحِ والثناءِ
|