تحقيق

تحقيق

منذ أسبوع

مشهد المقدّسة.. جوهرة في قلب التاريخ

 

مشهد المقدّسة.. جوهرة في قلب التاريخ

____ إعداد: «شعائر» ____

يُعدّ المشهد الرضويّ المبارك المزار الأوّل في إيران، ولا شكّ أنّه من المشاهد الإسلاميّة المقدّسة التي يُجلّها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وهو سابع مشهد في العالم الإسلاميّ كلّه بعد: مكّة والمدينة، والعتبات المقدّسة الأربع في العراق [النجف الأشرف، وكربلاء المعلاّة، والكاظميّة المشرّفة، وسامرّاء حيث مرقد الإمامين: الهادي والعسكريّ عليهما السّلام]. على أنّ هناك من يرى أنّ مشهد الإمام الرضا عليه السّلام يكون سادس المشاهد الشريفة، قبل المشهد العسكريّ.

التحقيق التالي، مقتبس عن الموقع الإلكتروني لشبكة الإمام الرضا عليه السلام، ويضيء على جوانب من تاريخ العتبة الرضوية، على مشرّفها آلاف التحية والسلام.

 

يمكن أن تُعتبر مدينة مشهد إلى حدٍّ ما وريثةَ «طوس» التي كانت موجودة هناك قبل الإسلام، وكان قبر الإمام الرضا عليه السّلام، وليس قبر هارون، هو الذي جعل «سناباذ» أو (نُوقان) تشتهر في طول العالم الشيعيّ وعرضه، فنمت وتوسّعت بمرور الزمن من قرية صغيرة إلى مدينة تُسمّى بـ«المشهد».

أمّا ابن حوقل.. فهو يطلق على الروضة الرضويّة المباركة نفسها كلمة «مشهد» فقط، بينما يسمّيها ياقوت الحمويّ في (معجم البلدان) «المشهد الرضويّ»، ويرِد الاسم بالتعبير الفارسيّ هكذا: «مشهد مقدّس»، في حين يعبّر الرحّالة ابن بطّوطة عن المدينة بـ «بلدة مشهد الرضا». وقد لُوحظ في الكتابات الأدبيّة، لا سيّما في الشعر، اسم «طوس» فقط بدلاً من ذلك، أي طوس الجديدة التي اكتسبت أسمى شرف بأن كان فيها مضجع المولى الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليه.

وظلّت «سناباذ - مشهد» تزداد أهمّيّةً بازدياد الشهرة التي حظيَ بها المزار المقدّس خلال السنين والأجيال، وقد ضَعُف شأن طوس وهُجرت بعد الضربة القاصمة التي تلقّتها عام 791م على يد ميرانشاه أحد أولاد تيمورلنك، حيث قتل من سكّانها عشرة آلاف نسمة، أمّا الذين تمكّنوا من الهرب والنجاة بأنفسهم من تلك المجرزة الرهيبة فقد التجأوا إلى حماية المشهد الرضويّ، والتفّوا حوله وسكنوا عنده، فتُركت «طوس»، فيما أخذ المشهد الرضويّ مكانها، ليكون فيما بعدُ عاصمةً للمنطقة بأسرها.

«المشهد» بأقلام الرحالة والمورّخين

ذكر المشهدَ الرضويّ المقدّس عدد من الرحّالة والمؤرّخين في القرون المتقدّمة، منهم: ابن حَوْقَل، وياقوت الحمَويّ، وابن بطّوطة، والإصْطَخريّ، وزكريّا بن محمّد القزوينيّ في (آثار البلاد)، وكذا الأمير زين الدين محمّد في (زينة المجالس)، والقاضي الشهيد نورالله التستريّ الحسينيّ في (مجالس المؤمنين)، وأحمد الرازيّ في (هَفْت إقليم) - أي الأقاليم السبعة - وميرزا حسن الزنوزيّ في (رياض الجنّة)..

وكان من المشاهدات المفصّلة ما ذكره الرحّالة المغربيّ ابن بطّوطة، حيث زار المشهد الرضويّ بعد تشييده بسنوات معدودة، فوجده مدينة كبيرةً كثيرة السكّان، ولاحظ قبّةً كبيرة تعلو المرقد الرضويّ وهي مزيّنة بستائر من حرير وشمعدانات من ذهب. كما لاحظ ابن بطّوطة تحت القبّة مقابل ضريح الإمام الرضا عليه السّلام قبر هارون الرشيد يُركل بالأرجل، ثمّ يذهب الزائرون بعد ذلك إلى ضريح المولى عليّ الرضا سلام الله عليه ليتبرّكوا به.

ومن الغربيّين، ذكر المشهدَ الرضويّ الشريف: «فورشاير» الرحّالة الإنجليزيّ، في المجلّد الثاني من رحلته، وكان مرّ بالمشهد سنة 1783م.

والمتجوّل «هانوي» في رحلته إلى بلاد الروس وإيران سنة 1743م، وقد تمكّن من الدخول إلى المشهد الطاهر نفسه، وأفاض الكتابة في تاريخه القديم والحديث، حتّى أورد فصولاً شائقة عن البلدة، محصياً مدارسها وعدد طلاّبها، وذاكراً أوقافها وأجناسها.. إلى غير ذلك.

وكتب الدكتور «دونالسون» فصلاً خاصّاً بالمشهد الرضويّ، وذلك في كتابه: The Shi'Ite Religion. A History oF Islam in Persia & Iraq Cluzac, London 1933

وقد حمل الفصل هذا العنوان: المشهد القَصيّ في خراسان، جاء فيه ما ترجمته:

«إنّ دفن الإمام الرضا عليه السّلام في مكان قصيّ مثل «طوس» قد حظي بنصيبه الأوفى من الرعاية والاهتمام في أخبار الشيعة. حتّى لَيُقال: إنّ النبيّ محمّداً نفسه قال مرّة: «ستُدفَنُ بضعةٌ منّي بخراسان، ما زارها مؤمنٌ إلاّ أوجب الله له الجنّة وحرّم جسده على النار». ويُنسب إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام أنّه تنبّأ نبوءة جليلة حين قال: «يُقتَل ابن من أبنائي مسموماً في خراسان، ويكون اسمه اسمي، واسم أبيه موسى»، ويقول بعد ذلك: مَن زار ضريحه يغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ولو كانت ذنوبه بعدد النجوم..».

والمنقول أنّ الإمام موسى بن جعفر، والد الإمام الرضا عليهما السّلام، كان يقول جازماً: «يُقتَل عليٌّ ابني بالسمّ ظلماً وعدواناً، ويُدفن إلى جنب هارون».

أمّا في دائرة المعارف الإسلاميّة:

فقد جاء أنّ المشهد الرضويّ هو عاصمة خراسان الإيرانيّة، وأعظم مزار من مزارات الشيعة في إيران. يقع على ارتفاع 300 قدم فوق سطح البحر، في وادي «كشف رود» الذي يتراوح عرضه بين عشرة أميال إلى خمسة وعشرين ميلاً، ويمتدّ من الجهة الشماليّة الغربيّة إلى الجهة الجنوبيّة الشرقيّة.

من قلب العتبة الرضوية المقدسة

الضريح المنوّر: ليس من المعلوم متى وُضعت صيغة بناء سردابٍ للقبر وضريح لمزار الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام على الصورة التي نراها اليوم. ولكنّه من المسلَّم أنّه لم يكن فوق القبر المطهَّر أيّة شبابيك أو محجّرات حتّى القرن الهجريّ الثامن.

أما الضريح الحالي فهو الخامس من الأضرحة التي أثبتتها لمشهد الرضا عليه السلام مدوَّنات التاريخ، تم نصبه يوم عيد الأضحى المبارك من سنة 1421.

يشتمل تصميم هذا الضريح المتفرّد - في ما يشتمل - على (14) محراباً، تيمّناً بعدد المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم. أمّا ما في الضريح الشريف من الزخارف النباتية (التوريقية والزَّهرية) فإنّها صُمِّمت ليكون المحور في إبداعها وهيئتها: العددان (5) و (8). ولا خفاء أنّ العدد (5) إنّما يشير الى الخمسة أصحاب الكساء، في حين يشير العدد (8) الى الامام الرضا ثامن أئمة أهل البيت عليهم السلام.

القبر المقدّس: يُرى حجره الرخاميّ من شبّاك الضريح الشريف، بينما يستقرّ القبر الطاهر في جوف السرداب الذي يقع على عمق عدّة أمتار عن سطح الأرض.

السرداب الطاهر: لعلّ الأقلّ الأقلّ من الزائرين، وحتّى المجاورين للمرقد الطاهر للإمام الرضا عليه السّلام، هم الذين يعلمون أنّ تحت الضريح المطهَّر للمولى عليّ بن موسى الرضا سلامُ الله عليه سرداباً يستقرّ فيه قبره الشريف. وهنالك سرداب محيطيّ ينسحب من داخل الضريح الطاهر عن طريق نافذة صغيرة تقع تحت القدم المبارك للإمام الرضا عليه السّلام.


أوقاف العتبة الرضوية المقدسة

على مدار القرون والأجيال المتعاقبة كانت للعتبة الرضوية المقدسة أوقاف كثيرة تُوقَف عليها - داخل إيران وخارجها - من قِبل محبيّ أهل البيت عليهم السّلام.

ومن أوقاف العتبة الرضوية في خارج إيران، أملاك وعقارات في أفغانستان أو في مناطق خوارزم وما وراء النهر - التي كانت جزءاً من خراسان الكبرى - غير أنّ هذه الأوقاف اقتُطِعت بعد الترسيم السياسي للحدود بين بلدان هذه المنطقة. وثَمّةَ أوقاف أخرى كانت أيضاً في القفقاز وأذربيجان، وفي الهند والباكستان.

المكتبة المركزية للعتبة الرضوية

تؤكّد الوثائق التاريخية أن مكتبة العتبة الرضوية كانت موجودة في عام 861 للهجرة، وكانت أبوابها مفتوحة للروّاد من مختلف الطبقات الاجتماعية، وهي تضمّ المصاحف وكتب التفسير ومعاجم اللغة وغيرها.

وفي أواخر القرن الثامن وبدايات القرن التاسع.. شهدت المساجد والمدارس والمراكز الدينية في مدينة مشهد حركة فعّالة، وهذا يعني - بالضرورة - أنّ المكتبة قد شهدت أيضاً ازدهاراً ملحوظاً واكتسبت أهميّة مُضاعَفة.

ومع الزمن.. أُضيف إلى محتويات المكتبة المزيد من المصاحف والتفاسير وكتب الحديث والأدعية وأنواع من كتب العقائد والفقه واللغة والتاريخ والأدب، وظلّت هذه المكتبة في مدينة مشهد - وهي عاصمة دينية كبيرة - في نموّ واتّساع، حتّى وُصفت - في نصّ وقفيّة كتاب (غاية الوصول) للعلامة الحلّي - بأنها «خزانة الكتب».

في قسم المخطوطات من هذه المكتبة خمس نُسخ موقوفة من المصحف مكتوبة بالخط الكوفي على جِلد الغزال، منسوبة إلى أمير المؤمنين الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، ومزيّنة بختم (كتبه عليّ بن أبي طالب).

إحدى هذه النسخ موضوعة على الضريح الطاهر للإمام الرضا عليه السّلام، إلى جانب سائر المصاحف الموجودة على الضريح.


من دُفَناء العتبة الرضوية المقدسة

• محمد بهاء الدين العاملي (953 - 1030 هـ)

المعروف بالشيخ البهائي، من مشاهير علماء القرن العاشر والحادي عشر. كان متعمقاً في الفقه والحديث والفلك والرياضيات والهندسة والطب وفن العمارة. ينتسب إلى الحارث الهمداني من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السّلام.

ولد الشيخ البهائي في بعلبك بلبنان سنة 953هـ، ورافق أباه إلى إيران سنة 966هـ. تعلّم مبادئ العلوم في لبنان وواصل في إيران دراسة العلوم العقلية والطب والرياضيات حتّى غدا من أعلام علماء عصره.

عُيِّن في أواخر حياته بمنصب شيخ الإسلام في إصفهان العاصمة، وهو أعلى منصب ديني ومعنوي في إيران، حتّى وافاه الأجل سنة 1030 أو 1031هـ في إصفهان، ونُقل جثمانه إلى مدينة مشهد، ودفن في موضع الرواق الحالي المعروف برواق الشيخ البهائي.

وينسب إليه تخطيط عمارة كثير من الآثار المعمارية في عصر عباس الصفوي، وأجزاء من عمارة العتبة الرضوية المقدسة.

• محمد بن الحسن الحرّ العاملي ( 1033 - 1104 هـ )

محمد بن الحسن، المعروف بالحر العاملي.. من كبار علماء الإمامية ومشاهير محدّثيهم. ولد في مشغرة بالبقاع اللبناني.

وفي حوالي سنة 1080هـ قدم إلى مشهد وأقام بها مجاوراً للإمام الرضا عليه السّلام، حيث مكث فيها 24 سنة، و كان له فيها حلقة درّس فيها كتابه تفصيل وسائل الشيعة.

توفي سنة 1104هـ ودفن في سرداب مدرسة الميرزا جعفر المتصلة بصحن الثورة من العتبة الرضوية المقدسة.

• الفقيه العارف الشيخ حسن علي الاصفهاني ( 1279 - 1361 هـ )

المعروف بـ « نَخُودَكي » نسبة إلى قرية نَخُود في أطراف مشهد، وكان مولده في إصفهان. أمضى الشيخ نخودكي سنوات مديدة من عمره في خدمة الخلق، لا يفتر عنها في ليل أو نهار، وعُرف عنه كراماته بمعالجة الأمراض والأدواء المتنوعة ببركة يده.

توفي عام 1361هـ، ودفن في الصحن العتيق من الحضرة الرضوية المقدسة قرب الإيوان العباسي، وما يزال مرقده مزاراً لعارفي فضله ولعامة الناس.

 

حول كرامات الإمام الرضا عليه السلام

يقول العلامة السيد محمد حسين الطهراني في كتاب (الروح المجرّد): «أمّا بالنسبة‌ لقضاء حوائج‌ الناس‌ من‌ قِبَلِ الإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌ فلا يتّسع‌ له‌ الحصر والعدّ، والحقير يعرف‌ بعض‌ الأرامنة‌ في‌ طهران‌ من‌ الذين‌ كانوا ينذرون‌ للإمام‌ الرضا عليه‌ السلام‌ لقضاء حوائجهم‌ ويذهبون‌ إلى‌ مشهد المقدّسة‌ فيصحبون‌ معهم‌ سجّادة‌ أو رأساً من‌ الغنم‌ أو قطعة‌ من‌ الذهب‌، لأداء نذرهم‌.

يقول‌ المرحوم‌ المحدِّث‌ القمّي‌ّ: «لقد ذُكرت‌ في‌ كتب‌ المعجزات‌ وخاصّة‌ كتاب‌ (عيون‌ أخبار الرضا عليه‌ السلام)‌ تأليف‌ الشيخ‌ الصدوق‌ عليه‌ الرحمة‌ كرامات‌ ومعجزات‌ كثيرة‌ للروضة‌ المقدّسة‌ الرضويّة‌ على مشرّفها السلام‌، لا مجال‌ لذكرها في‌ المقام‌، على أنّ المعجزات‌ والكرامات‌ التي‌ تظهر في‌ كلّ زمان‌ هي‌ بالقدر الذي‌ يغني‌ عن‌ نقل‌ الوقائع‌ السابقة»‌.

وأقول‌ أيضاً: ولا ينبغي‌ أن‌ تستبعد هذا الأمر، فتلك‌ المعجزات‌ والكرامات‌ التي‌ ظهرت‌ من‌ هذه‌ المشاهد المشرّفة‌ ووصلت‌ حدّ التواتر هي‌ أكثر من‌ أن‌ تُحصى‌. ولقد حصل‌ في‌ شهر شوّال‌ السابق‌، لسنة‌ ألف‌ وثلاثمائة‌ وثلاث‌ وأربعين‌ أن‌ شفى‌ ثامن‌ الأئمّة‌ الهداة‌ وضامن‌ الاُمّة‌ العصاة‌ مولانا أبو الحسن‌ عليّ‌ّ بن‌ موسي‌ الرضا صلوات‌ الله‌ عليه‌ في‌ الحرم‌ المطهّر ثلاث‌ نساء مقعدات‌ بالشلل‌ وغيره‌، كان‌ الأطبّاء قد عجزوا عن‌ علاجهنّ. وهذه‌ المعجزات‌ لذلك‌ القبر المطهّر قد بانت‌ وظهرت‌ للملأ ناصعة‌ كالشمس‌ في‌ السماء الصاحية‌، ولقد كانت‌ هذه‌ القضيّة‌ من‌ الوضوح‌ والاشتهار بحيث‌ صادق‌ عليها الأطبّاء الذين‌ كانوا قد اطّلعوا على مرض‌ هؤلاء النسوة‌ بالرغم‌ من‌ تبيّنهم‌ للأمر ودقّتهم‌ المتناهية‌ فيه‌، بل‌ إنّ بعضـهم‌ كتب‌ مصـادقته‌ على‌ شـفائهنّ، ولولا مراعـاة‌ الاختصـار وضـيق‌ المجال‌ لنقلنا قصّـتهن‌ بالتفصـيل‌.

ولفد أجاد شيخنا الحرّ العامليّ في أرجوزته:

 

وَمَا بَدَا مِنْ بَرَكَاتِ مَشْهَدِهْ

فِي‌ كُلِّ يَوْمٍ أَمْسُهُ مِثْلُ غَدِهْ

وَكَشِفَاءِ العُمْي‌ِ وَالَمْرضى‌ بِهِ

إجَابَةُ الدُّعَاءِ فِي‌ أَعْتَابِهِ

 

وكان‌ من‌ دأب‌ الحقير في‌ جميع‌ كتاباتي‌ أن‌ أنقل‌ ما رأيته‌ بنفسي‌، أو ما ذكره‌ لي‌ بعض‌ الثقات‌ المعروفين‌ والمشهورين‌ بلا واسطة‌، لا أن‌ أذكر ما سبق‌ أن‌ دوّنه‌ السابقون‌ شكر الله‌ مساعيهم‌ في‌ كتبهم‌ ودفاترهم‌؛ وبعبارة‌ أُخرى فقد اعتمدتُ الدراية‌ والمشاهدة‌ لا الرواية‌ والمحاكاة»‌.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات