حكم
من مواعظ الإمام عليّ بن موسى الرضا
عليه السلام
فإذا فَعلَ ذلك فقد علا مجدُه، وطاب خَيرُه
قال الإمام الرضا عليه السلام:
«لا يَتمُّ عقلُ امرءٍ مُسلمٍ حتّى تكون
فيه عشرُ خِصالٍ:
الخيرُ منهُ مأمولٌ، والشّرُّ منه مَأمونٌ، يَستِكثرُ قليلَ
الخيرِ مِن غَيرِه، ويَستَقِلُّ كثيرَ الخيرِ مِن نفسِه، لا يَسأمُ مِن
طَلَبِ الحَوائِجِ إليه، ولا يَملُّ مِن طَلَبِ العِلمِ طولَ دَهرِه. الفَقرُ
في الله أحَبُّ إليهِ مِن الغِنى، والذُّلُّ في اللهِ أحَبُّ
إليهِ مِن العِزِّ في عَدُوه، والخُمولُ أَشهى إليهِ مِنّ الشُّهرة.
ثمّ قال عليه السلام: العاشِرةُ وما العاشرة .
قيل له:
ما هي؟
قال عليه السلام: لا يَرى أحداً إلّا قال: هو خَيرٌ منّي وأَتقَى؛ إنّما النّاسُ رَجُلان: رَجُلٌ
خَيٌر مِنهُ وأَتقَى، ورَجُلٌ شَرٌّ منهُ وأَدْنى، فإذا لَقِيَ الّذي
شَرٌّ مِنه وأدنى، قالَ: لَعَلَّ خَيرَ هذا باطِنٌ وهو خيرٌ له،
وخَيري ظاهرٌ وهو شَرٌّ لي. وإذا رَأى الّذي هو خَيرٌ مِنهُ وأَتقى
تَواضَعَ لهُ لِيَلْحَقَ بِه. فإذا فعلَ ذلكَ فقد عَلا مَجدُه، وطابَ
خَيرُه، وحَسُنَ ذِكرُه، وسادَ أهلَ زَمانِه».
(ابن شعبة الحراني، تحف العقول: ص 443)
لغة
قعد
* قعد: القُعُودُ: نقيضُ القيامِ.
* قَعَدَ يَقْعُدُ قُعوداً ومَقْعَداً أَي جلس، وأَقْعَدْتُه وقَعَدْتُ به.
* والمَقْعَدُ والمَقْعَدَةُ : مكان القُعودِ.
* والقِعْدَةِ، بالكسر: الضرب من القُعود كالجِلْسَة، وبالفتح: المرّة الواحدة.
ابن السكيت: يقال ما تَقَعَّدني عن ذلك الأَمر إِلا شُغُلٌ
أَي ما حبسني.
* وقِعْدَة الرجل: مقدار ما أَخذ من الأَرض قُعُودُه.
* وأَقْعَدَ البئرَ: حفرها قدر قِعْدة، وأَقعدها إِذا تركها على وجه الأَرض ولم
ينته بها الماء.
* وذو القَعْدة: اسم الشهر الذي يلي
شوًالاً وهو اسم شهر كانت العرب تَقْعد فيه وتحجّ في ذي الحِجَّة، وقيل: سمّي بذلك لقُعُودهم في رحالهم عن الغزو والميرة
وطلب الكلإ، والجمع ذوات القَعْدَةِ؛ وقال الأَزهري في ترجمة شعب: قال يونس: ذواتُ القَعَداتِ، ثم قال: والقياس أَن تقول ذواتُ القَعْدَة.
* والعرب تدعو على
الرجل فتقول: حَلَبْتَ قاعداً
وشَرِبْتَ قائماً؛ تقول:
لا ملكت غير الشاء التي تُحْلَبُ من قعود، ولا ملكت إِبلٌا تَحْلُبُها
قائماً، معناه : ذهبت إِبلك فصرتَ
تحلب الغنم لأَن حالب الغنم لا يكون إِلّا قاعداً، والشاء مال الضَّعْفَى
والأَذلَّاءِ، والإِبلُ مال الأَشرافِ والأَقوياء ويقال: رجل قاعد عن الغزو، وقوم قُعَّادٌ وقاعدون.
(ابن منظور، لسان العرب: 3/358)