(سيرتنا وسنّتنا) للعلاّمة الشيخ عبد الحسين الأميني
قراءة: الشيخ أحمد التميمي
الكتاب: سِيرتنا وسُنّتنا
المؤلّف: العلاّمة الشيخ عبد الحسين الأميني (ت: 1390 هجرية)
المحقّق: الشيخ لؤي المنصوري
النّاشر: «المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام»، بيروت 1433 هجرية
أصل هذا الكتاب هو محاضرة ألقاها العلاّمة المحقّق الشيخ عبد الحسين الأميني في مدينة حلب خلال زيارته لسوريا في الستينيات من القرن الماضي، ثم صدرت في كتاب تحت عنوان (سيرتنا وسنّتنا).
يقول العلاّمة الأميني في مقدّمة كتابه «اُتيحت لنا في سنتنا هذه، 1384 هجرية، زيارة ديار الجمهورية العربية السوريّة، وأقمنا بها أربعة أشهر، واستفدنا من مكتباتها العامرة القيّمة..»... إلى أن يذكر سؤالاً وجّهه إليه أحد الأساتذة، أثناء تواجده في «مكتبة دار الكتب الوطنيّة» بحلب، والسؤال هو: «كنت أقول: غلوّ الشيعة في حُبّ أهل البيت ورسوله عليهم السلام وفيهم علماء أمثالكم، لماذا؟ والمسلمون كلّهم على بكرة أبيهم يحبّون علياً وأولاده، ونحن أيضاً نحبّهم، ما هذه المآتم للعزاء، والدؤوب بالتأبين كلّ يوم؟ ما سيرتهم هذه: حسين حسين؟ ما هذا التعبّد بتربته، والالتزام بالسجدة عليها؟».
محاور الكتاب
وفي مقام الإجابة عن السؤال المتقدّم وضع العلاّمة الأميني كتابه في ثلاثة محاور رئيسية، هي:
الأول): «حُبّ الله تعالى وحُبّ رسوله وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، ونفي الغلوّ في الحبّ»: وفيه نقرأ تأصيلاً لقضية عقيديّة وأخلاقيّة، وهي المتعلّقة بالحبّ وصِلتها بعقيدة التوحيد، استناداً إلى القرآن الكريم والسنّة النبوية.
وفي نهايته يقول العلاّمة الأميني: «هذا حبّنا طبقاً على سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، يوافقها حتّى قيد الشعرة، ويرادف العقل والمنطق الصحيح، والعلم الناجع، ولا غلوّ فيه ولا فرطاً، لو لم نك فرّطنا منه في شيء».
الثاني): «الإمام الحسين عليه السلام ومأتمه وكربلاؤه»: وفيه نقرأ تفصيلاً لمآتم الإمام الحسين عليه السلام التي أقيمت من يوم ولادته وحتى يوم شهادته، استناداً لما ورد في السنّة النبوية.
يقول الشيخ محمّد مهدي الآصفي في تقديمه للكتاب -في غير هذه الطبعة موضوع القراءة: «رَحِم الله الشيخ الأميني فقد أجاد وأحسن في استخراج أصول هذه المآتم والنياحة وجذورها القيّمة. . . إنّ ما يتعارف عليه شيعة أهل البيت عليهم السلام من... إقامة المآتم على السبط الشهيد وأهل بيته وأصحابه... إنّما هو امتداد لسيرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في التفجّع والبكاء لمصيبة سيّد الشهداء عليه السلام وأنصاره».
الثالث): «السجدة وما يصحّ السجود عليه، واتخاذ الأرض مسجداً، والسجدة على تربة كربلاء»: وفيه نقرأ إثباتاً لما يصحّ السجود عليه، وجواز السجود على الأرض، وهذا بالاستناد لما ورد في السنّة النبوية، ونقرأ أيضاً استحباب أنْ يتّخذ المصلّي لنفسه تربةً من قبر سيّد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، تأسّياً برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث اتّخذ «تربة كربلاء بلسماً لبيته».
خاتمة الكتاب
يقول العلاّمة الأميني: «كلمتنا الأخيرة: هذا حُبّنا وهذا حسيننا، وهذا مأتمه، وهذه كربلاؤه، وهذه تربته، وهي مسجدنا، والله ربّنا، وسنّتنا وسيرتنا سيرةُ نبيّنا وسنّته، ولله الحمد».