سُليم بن قيس ثقةٌ جليل القدر

أجوبة على مسائل مختارة لفقيد العلم والجهاد السيد الشاهرودي رضوان الله تعالى عليه

ـــــــــــــــــــ إعداد: سليمان بيضون ـــــــــــــــــــ

س: من هم أصحاب الأعراف الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ..﴾ الأعراف:48؟

: ورد في كثير من رواياتنا تفسير الرجال الذين على الأعراف، وأصحاب الأعراف بالأئمّة عليهم السلام، والأولياء. وقد يشهد عليه ما ورد في ذيل الآية من توصيف هؤلاء الرجال بأنّهم يعرفون كلّ الناس بسيماهم، وهذا ليس شأن الناس العاديّين، بل هو شأن الأئمّة عليهم السلام.

س: قال تعالى في سورة التوبة، الآية 122: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَافَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾. ما هي العلاقة، وما السرّ في كون الآية الشريفة تنصّ على أنّ الرجوع يكون إلى (قَوْمَهُمْ)، وليس إلى (قوم مسلمين)، أو إلى (أيّ قوم آخرين)؟ وبالتحديد: أين جهة الرجوع؟ هل هي مُحددة؟ أم غير مُحددّة؟

: لعلّ ذكر كلمة ﴿قومهم﴾ باعتبار أنّ العادة جارية على أنّ الشخص الذي يترك قومه للتعلّم والتفقّه يرجع إليهم بعد الفراغ من التعلّم، فليس المراد تخصيص التبليغ بالرجوع للقوم. وإلّا فمن الجائز أن يذهب إلى مكان آخر للتبليغ.

الصلاة على محمّد وآل محمّد

س: ورد عن المعصومين عليهم السلام استحباب الصلاة على النبيّ صلّى الله علیه وآله حيثما ذُكر، أو ذكر عنده ولو كان في الصلاة، هل ورد مثل هذا الاستحباب عندما يُذكر أحد من الأئمّة الإثني عشر، والسيدة الزهراء عليهم السلام؟

: الصلاة على النبيّ صلّی الله علیه وآله مستحبّة دائماً وفي كلّ الحالات، ولا يختصّ الاستحباب بخصوص حالة ذكر اسمه صلّی الله علیه وآله، ولكن يتأكّد الاستحباب عند ذكر اسمه. أمّا في خصوص حالة ذكر أحد الأئمّة عليهم السلام، والسيدة الزهراء سلام الله عليها، فلم يرد استحباب خاصّ للصلاة على النبيّ صلّی الله علیه وآله، يبقى ذاك الاستحباب العامّ الثابت دائماً.

س: ما هو تعليقكم على الأخبار التي تقول بأنّ المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام يحضرون حالة احتضار الميّت؟

: هذا أمر ممكن في نفسه، وقد يستفاد من بعض الروايات، لأنّ أرواح الأنبياء والأئمّة الأطهار لها مكانةٌ وموقع خاصّ عند الله سبحانه وتعالى.

س: هل يجوز استعمال كلمات من أمثال: يا علي مدد، أو يا علي أدركني، عند القيام أو عند طلب المساعدة؟

: نعم یجوز.

س: هل يمكن إعطاء لقب أمير المؤمنين إلى بقيّة الأئمّة، والأنبياء عليهم السلام؟

: كلّا، لا يمكن ذلك.

تسبيح الزهراء عليها السلام

س: هل تُشترط الموالاة في أذكار تسبيحة الزهراء علیها السلام المستحبّة بعد الصلاة؟ فإذا قطعنا أذكار التسبيحة بدعاء، أو بالصلاة على محمّد وآل محمّد ثلاث مرّات -كما يحصل بعد صلاة الجماعة- فهل نعيدها من بدايتها؟

: إذا كان الفصل بين أذكار تسبيحة الزهراء عليها السلام معتدّاً به عُرفاً، فيعيد التسبيحة من بدايتها. أمّا لو كان الفصل غير معتدّ به عُرفاً فله أن يكمل من حيث انتهى.

س: ما سبب عدم إظهار الأئمّة سلام الله عليهم لوحَ صحيفة فاطمة الزهراء عليها السلام، وفيه أسماء الأئمّة منصوصٌ عليهم، وكذلك عدم إظهارهم سلاح رسول الله صلّى الله عليه وآله، الذي ينتقل من إمام الى الإمام الذي يلي، ودرع رسول الله، أمام الناس لإقامة الدليل على أحقّيتهم بالإمامة؟

: هم عليهم السلام أعلم بفعلهم وعملهم، وهذا يدل على أنّه ليس في الإظهار مصلحة، بل ربما كانت فيه مفسدة، أو لحكمة أخرى.

الاستشفاء بالتربة الحسينية

س: المعروف لدى المتشرّعة جواز الاستشفاء بتراب قبر الإمام الحسين عليه السلام، لكن في هذه الأيام يتعذّر الحصول على هذا التراب لأسباب عديدة، منها أنّه قد تمّ البناء على القبر الشريف. سؤالي هو: هل التربة الحسينية التي يتمّ السجود عليها، والمتوفّرة عند الجميع لها نفس الأثر في الاستشفاء؟

: لا يبعد أن يكون لها نفس الأثر إذا كان بنيّة الاستشفاء، ومع التوسّل بالإمام الحسين عليه السلام إلى الله سبحانه وتعالى، إلّا أنّه يجب وضع مقدار قليل منها جدّاً داخل الماء بنحو تُستهلك فيه.

مهدويات

س: ما هو منشأ وضع اليد على الرأس عند زيارة الإمام صاحب الأمر عليه السلام؟ وهل وردت روايات في ذلك؟ وما هو رأي العلماء فيها؟

: كأنّ وضع اليد على الرأس يعبّر عن حالة الانتظار والاستعداد لظهوره الشريف المأمور به في الروايات. وقد رأينا رواية مرويّة في كتاب (مرآة الكمال) للعلّامة المامقاني في الأمر الأوّل من تذييل أحوال الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، في ذيل الخبر المفصّل الطويل عن الشيخ محمّد بن عبد الجبّار في كتاب (مشكاة الأنوار) أنّه قال: لمّا قرأ دعبل قصيدته المعروفة التي أوّلها (مدارسُ آيات) على الرضا عليه السلام، وذكَره عجّل الله تعالى فرجه الشريف، وضع الرضا عليه السلام يده على رأسه، وتواضع قائماً، ودعا له بالفرج. والله العالِم.

صلة الأرحام

س: هل يُعدّ قطع رحم الوالدين من الظلم؟ وما هو تأثيره على مستقبل الإنسان؟

: صلة الأرحام أمرٌ مستحبّ استحباباً مؤكّداً، وأمّا قطيعة الرحم فهي حرام، وموجبة لقلّة الرزق، والعمر، والبركة في حياة الإنسان.

س: إذا كانت صلة الأرحام تتقوّم بالإحسان إليهم بوجه من الوجوه، ألا يكفي في تحقيق ذلك القيام ببعض أعمال الخير وإهداء ثوابها لهم؟ وكذلك الدعاء لهم بقضاء حوائج الدنيا والآخرة؟

: الدعاء للأقارب، وإهداء الثواب لهم، والصدقة عنهم، وغير ذلك، وإن كان من الإحسان إليهم وله ثواب كبير عند الله تعالى، ولكنّ ذلك لا يعدّ عرفاً وشرعاً مصداقاً لصلة الرحم.

س: هل وسيلة «الرسائل النصيّة»، ووسيلة «الواتس أب» تعدّ من الوسائل للتواصل مع الأرحام، بحيث يكتفى بها عن الزيارة لهم؟

: نعم تتحقّق بذلك مرتبة من التواصل.

علاج المرض النفسي

س: أعاني من مرض نفسي، بماذا تنصحونني لكي أشفى منه؟

: 1- عليك بتلاوة القرآن الكريم، وخصوصاً سورة يس، وإهداء ثوابها إلى الأئمّة المعصومين عليهم السلام.

2- التوسّل بأرواح الأنبياء والأئمّة المعصومين سلام الله عليهم.

3- يجب أن تتحلّى بالإرادة القويّة في مواجهة هذا المرض، وأن تلقّن نفسك بعكس ما تقتضيه منك نفسُك في هذا المرض، لأنّ الكثير من الأمراض تكون شبه عادة للإنسان، يستطيع التغلّب عليها بالمثابرة والصبر لتزول بإذن الله.

متفرقات

س: لو تضيّق وقت المكلّف بحيث لا يستطيع إلّا أن يقرأ أحد الأدعية التالية، فأيّها يختار: دعاء الصباح لأمير المؤمنين عليه السلام؟ دعاء الصباح للإمام زين العابدين عليه السلام؟ دعاء يستشير؟ دعاء العهد؟

: الأولى أن يقرأها جميعها، كلّ مرّة واحداً منها.

س: كتاب (سليم بن قيس) هو أوّل كتاب ظهر لشيعة أمير المؤمنين عليه السلام، ما هو رأيكم الشريف في الكتاب والمؤلّف من حيث الاعتبار؟

: المؤلّف وهو سليم بن قيس ثقةٌ جليل القدر، كما أنّ كتابه مسلَّمٌ، وكان موضع قبول الطائفة واهتمام الأصحاب، إلّا أنّ الكتاب الموجود والمطبوع في الأسواق، هل هو ذلك الكتاب أم أنّ فيه زيادة أو نقصان؟ فهذا لا يمكن إثباته بالقطع واليقين، أو بطريق معتبر. فلا يمكن الحكم بصحّة كلّ ما فيه، وإن كان مجمله صحيحاً.

س: ما هو ردّ المظالم؟ وما هي التبعات التي تتعلّق بالشخص في هذا الباب؟

: المقصود بالمظالم حقوقُ الناس المالية التي في ذمّة الإنسان وهو لا يعلم صاحبها، ويجب صرفها على الفقراء والمساكين بإذن الحاكم الشرعي، أو إعطائها إليه.

س: هل الحجامة ثابتة الاستحباب شرعاً؟

: وردت روايات تحثّ عليها وتذكر احتجام النبي صلّى الله عليه وآله وبعض الأئمّة عليهم السلام. وظاهرها الاستحباب، فيكون مستحبّاً توصّلياً. ولو أتى بها مع قصد القربة أثيب عليها أيضاً.

س: تفشّى في مجتمعنا نشرُ الفتيات والشباب صورهم على مواقع التواصل الإلكتروني، الأمر الذي شجّع الطرفين على تبادل الإعجاب والتواصل السهل، علماً أنّ بعضاً ممّن ينشرْن صورهنّ محجبّات، وهنّ يعتقدن أنّ حجابهنّ يسوّغ لهنّ نشر صورهنّ. هو رأيكم في ذلك؟

: لا يجوز ذلك لما فيه من المفاسد وارتكاب المحرّمات للطرفين.

س: هل يجبّ على الأب تعليم ابنه الأحكام الشرعية؟

: نعم، يجب عليه التعليم، إمّا بنفسه، وإمّا بإرساله إلى من يعلّمه.