نهج الكوثرية
الشيخ محمد حسين الأنصاري
هو الشيخ محمد حسين بن الشيخ عبد الغفار الأنصاري. من مواليد العراق سنة 1952م، نشأ في منتدى أدبي وعلمي، مجلس والده العالم الجليل الشيخ عبد الغفار الأنصاري فكان العلم والأدب بالنسبة إليه كالماء والغذاء.
نَظم أرقى القصائد وهو في سن الرابعة عشر من عمره، له شعر كثير في مدح أهل البيت عليهم السلام، اخترنا من أشعاره هذه القصيدة الكوثريّة المسمّاة «نهج الكوثرية».
يَا أوَّل نور قَد صَوّر
|
وبِه كلّ نبيّ بَشَّرْ
|
إنّا أَعطيناك الزهرا
|
إنّا أعطيناكَ الكوْثَر
|
أبناء الزهراء نجوم
|
إذْ قيل لشانئك الأبترْ
|
فهُم أوّل مَنْ قد صلّى
|
أوّل مَنْ هلَّل أو كَبَّر
|
والشعر علا بمدائِحها
|
لا يذكر شيءٌ إن تُذْكَر
|
أنوار مدائحها تَطغى
|
حتّى في الصبح إذا أَسْفر
|
وعبير مدائحها يذْكو
|
حتّى في المسك أو العنْبَر
|
وجَمال مَدائحها يَبدو
|
كجَمال الرّوْض إذا أزْهَر
|
كالورد الأحمر إذ يبدو
|
يجلس في محراب أخْضَرْ
|
"وإذا ما شِئتَ لها وصفاً
|
فالنور لها أقرب مصدَرْ
|
ويكاد سنا برق الزهرا
|
يذهب بالأبصار إذا مَرّ
|
وربيعُ مدائحِها فَيْض
|
مِن جَنَبات العَرْش تحدَّر
|
الزهرا مِشكاة فيها
|
مِصباح يا حُسْنَ المنظر
|
والمصباح إذا ما يبدو
|
في نور زجاجته مغمر
|
دريٌّ كوكبُها يَعْلو
|
وبه نور الله تكَوَّر
|
يوقد من زيتونة خير
|
وله الله لهذا استَأْثَر
|
ويكاد الزيت يضيء ولَو
|
لَم تمسَسْه النار فيؤمَرْ
|
نورٌ في نور يتَجلّى
|
سبحان الله إذا صوّر
|
قد قال لها الهادي قولاً
|
حسبي هذا وبه أَفخَر
|
الباري يرضَى لرضاها
|
وبذا حتّى الشانئ قد قرّ
|
ويكنِّيها أمّ أبيها
|
وتخَصّ بآيات أكثر
|
ويقبِّل حُباً إكراماً
|
يدَها والأمرُ هُنا أَبْهَرْ
|
فالهادي لا ينطِقُ هَجْراً
|
لا يفعلُ إلاَّ ما يُؤْمَرْ
|