صراط الله المستقيم
من وصية الإمام الخميني قدس سرّه
_____ إعداد: «شعائر» _____
في مناسبة ولادة روح الله الخميني المصادف مع يوم ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام، اخترنا في الباب «وصايا» مقتطفات من وصيّة الإمام الخميني قدس سرّه، نقلاً عن «شبكة المعارف الإسلامية» وفيها معالم واضحة لصراط الحق الذي ضحّى في سبيله الأنبياء والأئمّة الأطهار عليهم السلام، هذا الصراط خطّه الإمام في وصيته الخالدة ..فخراً، وأوصى به المؤمنين خصوصاً والشعوب المستضعفة عموماً.
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض». الحمد لله وسبحانك اللهم صلّ على محمّد وآله، مظاهر جمالك وجلالك وخزائن أسرار كتابك،الذي تجلّى فيه الأحديّة بجميع أسمائك حتّى المستأثر منها الذي لا يعلمه غيرك. واللّعن على ظَالميهم أصْل الشجرة الخبيثة. وبعد..
حقائق القرآن في الوحدة بين المسلمين
نحن وشعبنا العزيز الذي ملؤه الالتزام بالإسلام والقرآن فخورون باتباع مذهب يريد أنْ ينقذ مِن المقابر حقائق القرآن، الذي ينادي، كلّ ما فيه بالوحدة بين المسلمين بل بين البشريّة باعتباره أعظم وصْفة للبشر تُنجيهم من جميع القيود التي تكبّل أرجلهم وأيديهم وقلوبهم وعقولهم، وتجرّهم نحو الفناء والعدم والرقّ والعبوديّة للطواغيت. نحن فخورون أنْ نتبع مذهباً رسول الله مؤسّسه – بأمرالله – وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
نحن فخورون أنّ كتاب نهج البلاغة – الذي هو أعظم دستور للحياة الماديّة والمعنويّة بعد القرآن وأسمى كتاب لتحرير البشر، وتعاليمه المعنويّة والحكومية وأرقى نهج للنجاة – هو من إمامنا المعصوم.
منّا المناجاة ..منّا الصحيفة..ومنّا باقر العلوم
نحن فخورون بأنّ: الأدعية التي تهب الحياة والتى تسمّى بالقرآن الصاعد هي من أئمّتنا المعصومين.
نحن نفخر أنّ منّا: مناجاة الأئمّة الشعبانيّة،ودعاء عرفات للحسين بن علي عليهما السلام، والصحيفة السجاديّة زبور آل محمّد هذا والصحيفة الفاطمية ذلك الكتاب الملهم من قبل الله تعالى للزهراء المرضيّة.
نحن فخورون أنّ منّا: باقر العلوم أسمى شخصيّة في التاريخ، ولمْ ولنْ يُدْرك أحد منزلته غير الله والرسول صلّى الله عليه وآله والأئمّة المعصومين عليهم السلام.
نحن فخورون بأنّ: مذهبنا جعفري، وأنّ فقهنا – وهو بحر لا يتناهى – واحد من آثاره.
ونحن فخورون بكلّ الأئمّة المعصومين – عليهم صلوات الله – ونحن ملتزمون باتّباعهم.
نحن فخورون أنّ أئمّتنا المعصومين – صلوات الله وسلامه عليهم – كابدوا السجن والإبعاد في سبيل إعلاء الدين الإسلامي، وفي سبيل تطبيق القرآن الكريم، الذي يعتبر تشكيل الحكومة الإسلاميّة أحد أبعاده، واستشهدوا في طريق إسقاط الحكومات الجائرة وطواغيت زمانهم…
ونحن اليوم فخورون بأنّنا نريد تطبيق أهداف القرآن والسنة، وفئات شعبنا المختلفة منهمِكة في هذا الطريق المصيري العظيم، تنثر الأرواح والأموال والأعزّاء في سبيل الله تعالى.
ضجيج الإعلام العالمي
إنّي الآن أوصي الشعوب – الشريفة المظلومة والشعب الإيراني العزيز، الذين منَّ الله عليهم بهذا الصراط المستقيم الالهي، غيرالمرتبط بالشرق الملحد، ولا بالغرب الظّالم الكافر- أنْ:
- يظلّوا أوفياء لهذا النهج بكلّ صلابة واستقامة والتزام وثبات.
- لا يغفلوا لحظة عن شكر هذه النعمة،
- ولا يسمحوا للأيادي القذرة – لعملاء القوى الكبرى، سواء عملاء الخارج أو عملاء الداخل، الذين هم أسوأ من عملاء الخارج – أنْ يحدثوا أيّ زلازل في نيّتهم الطاهرة وإرادتهم الحديديّة، وليعلموا أنّه كلّما ازداد ضجيح وسائل الإعلام العالمي والقوى الشيطانيّة في الغرب والشرق، فإنّ ذلك دليل قدرتهم الإلهيّة، وسيَجزيهم الله تعالى على أعمالهم في هذا العالم، وفي العوالم الأخرى. إنّه وليّ النّعم وبيده ملكوت كلّ شيء.
اتّبِعوا عظماء عالم البشريّة وأدلاّءه
وأطلب – بمنتهى الجدّ والخضوع – من الشعوب المسلمة أنْ:
-يتبعوا الأئمّة الاطهار عظماء وادلاء عالم البشرية – وأن يلتزموا بمعارفهم السياسية والاجتماعية والاقتصاديّة والعسكريّة بالرّوح والقلب، وبذل الأرواح والتضحية بالأعزّاء. ومن جملة ذلك الفقه التقليدي، فلا ينحرفوا عنه أبداً فهو إيضاح لمدرسة الرسالة والإمامة، وضامن لرشد الشعوب وعظَمتها سواء في ذلك الأحكام الأوّلية أم الأحكام الثانويّة فهما مدرسة الفقه الإسلامي، ولا يصغوا إلى الموسوسين الخنّاسين المعاندين للحقّ والدين… وليعلّموا [الشعوب المسلمة] (أنّ) أيّ خطوة انحراف تشكّل مقدّمة لسقوط الدين والأحكام الاسلاميّة وحكومة العدل الإلهي. ومن جملة ذلك أنْ لا يغفلوا أبداً عن:
- صلاة الجمعة والجماعة، التى هي مظهر البعد السياسي للصلاة، فصلاة الجمعة من أعظم عنايات الحقّ تعالى على الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.
- مراسم عزاء الأئمّة الأطهار، وخصوصاً عزاء سيّد المظلومين ورائد الشهداء أبي عبد الله الحسين صلوات الله الوافرة وصلوات أنبياء الله وملائكته والصالحين على روحه العظيمة المقدامة، وليعلمو ا أنّ كلّ أوامر الأئمّة – عليهم السلام – في مجال إحياء ملحمة الإسلام التاريخيّة هذه، وأنّ كل اللّعن لظالمي أهل البيت والتنديد بهم ليس الا صرخة الشعوب في وجه الحكّام الظالمين عَبر التاريخ، وإلى الأبد.