ديمقراطية الدماء..
كيف تأسّست أميركا على أشلاء السكان الأصليّين؟
-
- وصل كريستوفر كولومبس إلى أراضي القارة الأميركية -أو «العالم الجديد»- عام 1492م، ومن حينه دارت الحروب بين المحتلّين الأوروبيّين والسكان الأصليّين، ولم تتوقّف إلا مع بدايات القرن العشرين.
- كان عدد السكان الأصليين «الهنود الحُمر»، في مطلع القرن السادس عشر، 15 مليوناً في أميركا الشمالية، وفي مطلع القرن التاسع عشر بلغ تعدادهم 240 ألفاً، نتيجة الحروب، ومجازر الرجل الأبيض، وهي أكبر وأطول إبادة مسجّلة طوال التاريخ الإنساني.
- الأستاذ في «جامعة برينستون» كلاوس كونور: «الإنجليز هم أكثر قوى الاستعمار الأوروبي ممارسة للإبادات الجماعية، فهدفهم في العالم الجديد هو إفراغ الأرض من أهلها ووضع اليد على ثرواتها».
- تعمّد الأوروبيون المهاجرون تجريد سكّان أميركا الأصليّين من إنسانيّتهم، ووسمهم بـ «كائنات منحطة بالوراثة»، أو «وحوش لا تعقل ولا تفكر وتأكل نساءها وأبناءها»، وفق تعبير عالمة الإنسانية المعاصرة مارغريت هدغن.
- يحتفل الأميركيون سنويا في عيد الشكر (الخميس الرابع من شهر تشرين الثاني) بنجاتهم من ظلم فرعون البريطاني و«خروجهم» من أرضه، و«تِيههم» في البحر، و«عهدهم» الذي أبرموه على ظهر سفينتهم مع «الإله يهوه»، ووصولهم في النهاية إلى «أرض كنعان».
- الباحث السوري د. أحمد دعدوش: «بعد بدء حركة الهجرة والاستيطان، اقترنت إبادة الهنود الحمر برؤية توراتية وعلمانية مزدوجة».
- سّمى المتديّنون البيوريتان أو الطُّهرانيّون –وهم إحدى طوائف البروتستانت- أنفسهم «عبرانيين»، وتصرّفوا على أنهم في مهمّة مقدسة لتطهير أرض الميعاد من «الكنعانيّين».
- أما العلمانيون فتصرّفوا على أن مهمّتهم هي إزاحة «الهمج» -أي السكان الأصليّين- عن طريق العقلانية والتنوير.
- تصوّرات العِبرانيين القدامى ومفاهيمهم عن السماء والأرض والحياة والتاريخ، زرعها المستعمرون الإنجليز في أميركا التي أسموها «أرض الميعاد» و«صهيون» و«إسرائيل الله الجديدة».
- استمدّ الإنجليز أخلاق إبادة الهنود الحُمر وغيرهم من هذا التقمّص التاريخي، فقتلوهم على قناعة بأنهم «عبرانيون» و«شعب الله المختار».
- عند ذكر لفظ «الإبادات الجماعية» في المدارس الأميركية، ينصرف ذهن الأميركيين إلى «الهولوكست»، ولا يتمّ التفكير أبداً في المذابح التي ارتكبتها الولايات المتحدة الأميركية.
- قوبل قرار «مجلس الجامعة الأميركي»، في عام 2012م، بإضافة موضوع مذابح الأميركيين بحقّ الهنود الحُمر، إلى مادة التاريخ الأميركي لطلاب الثانوي، باعتراض واسع في جميع أنحاء الدولة.
- رفض أعضاء الكونغرس المنهج المقترَح، وأدانوا عدم تناوله «قدَر أميركا الإلهي»!
- المخرج الأميركي ستيفان فيراكا: «الهنود الحمر الذين خلقتْهم سينما هوليوود، وألبستهم ريش الطيور لا يتمّ اعتبارهم بشراً، وعلينا أن نتذكّر أن كثيراً من الأطفال الأميركيين يعتقدون أن الريش ينبت في رؤوس الهنود الحمر».
______________________________
* كاتب مصري، والنص مختصر عن مدونته