«نور الإسلام»
(229-230)
«كان المقدّس الشيخ محمّد دبوق من أنجب طلّاب مدرسة الفقيه الكبير الشيخ موسى شرارة في بنت جبيل، وكان مشهوراً بالزهد والتقوى والجرأة في ذات الله.
ومرّة اجتمع أحد زعماء جبل عامل بمجموعة من العلماء، فيهم الشيخ دبوق، وخلال الجلسة طرح الزعيم مسألة حول جواز الصيد البرّي وعدمه، وكان الزعيم يذهب في رحلات صيد.
فأجابه الشيخ محمّد دبوق: (صيد محمّد دبوق حلال، أمّا صيدك فحرام). فتعجّب الزعيم، وسأل: لماذا؟
فأجاب الشيخ: (لأنّ صيد محمّد دبوق لحاجة، ففيه تأمين قوته وقوت عياله. أمّا صيدك فبطر ولهو، وليس لحاجة). فاندهش الزعيم لهذه الجرأة في الحق».
***
النصّ المتقدّم مقتطف من العدد المزدوج (229-230) من مجلة «نور الإسلام»، إصدار مؤسسة «الإمام الحسين عليه السلام الثقافية».
* تضمّن هذا العدد استطلاعاً مصوّراً عن المسلمين في مارسيليا - فرنسا، وممّا جاء فيه:
«..بدأت الغزوات الإسلامية للأراضي الفرنسية سنة 96 للهجرة؛ حيث أرسل طارق بن زياد، بدايةً، حملة استكشافية..فوصلت إلى بلدة ابنيون على نهر الردانة (الرون حاليّاً).
ثمّ أرسلت حملة بقيادة السمح بن مالك، واتّجهت إلى مدينة طلوشة [تولوز]...
وخرجت حملة ثالثة فوصلت إلى مدينة سانس على بعد 150 كيلومتراً من باريس، وهذه أبعد نقطة وصلها المسلمون في فرنسا».
* كما تضمّن الإصدار الجديد مقالات عديدة، أبرزها «عالِم البحار، جاك كوستو».
يقول كوستو في عبارة شهيرة: «لقد رأيت آيات الله الباهرة في هذه البحار التي درستها لسنوات طويلة من حياتي، ثمّ وجدت القرآن الكريم قد تحدّث عنها وذكرها قبل 14 قرناً... درستُ مضيق جبل طارق ومضيق باب المندب عند البحر الأحمر، حيث يفصل الأوّل ما بين البحر الأبيض المتوسّط والمحيط الأطلسي، ويفصل الثاني ما بين البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي، ومن المفترض أنّ المحيط الكبير يطغى بمائه على البحر الأصغر منه، كمثل الأواني المتّصلة، ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث أبداً. لقد وجدتُ أنّ هناك بحراً ثالثاً يفصل بينهما، هذا البحر له خصائصه التي يتفرّد بها عن البحرَين، وهذا التفرّد في كلّ شيء؛ في الملوحة والكثافة وفي الأسماك وفي درجة الحرارة، بل الأمواج والأسماك لا تدخل هذا الفاصل أبداً.
وحدّثت أحد البحّارة الزملاء من أهل اليمن، فقال لي: إنّ هذا الأمر موجود في القرآن الكريم: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾. [الرحمن:19-20] وقوله تعالى: ﴿..وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا..﴾. [النمل:61 ]... مَن أخبر محمّداً صلّى الله عليه وآله، بأنّ هناك حواجز وفواصل مائية بين البحار والمحيطات؟ إنّه الله.. إنّه الله».