القلب.. أعجب ما في الإنسان
قال أمير المؤمنين عليه السلام، في القلب: «لَقَد عُلِّقَ بِنِيَاطِ هَذَا الإِنسَانِ بَضعَةٌ، هِيَ أَعجَبُ مَا فِيه وذَلِكَ القَلبُ، وذَلِكَ أَنَّ لَه مَوَادَّ مِنَ الحِكمَةِ وأَضدَاداً مِن خِلَافِهَا، فَإِن سَنَحَ لَه الرَّجَاءُ أَذَلَّه الطَّمَعُ، وإِن هَاجَ بِه الطَّمَعُ أَهلَكَه الحِرصُ، وإِن مَلَكَه اليَأسُ قَتَلَه الأَسَفُ، وإِن عَرَضَ لَه الغَضَبُ اشتَدَّ بِه الغَيظُ، وإِن أَسعَدَه الرِّضَى نَسِيَ التَّحَفُّظَ، وإِن غَالَه الخَوفُ شَغَلَه الحَذَرُ، وإِنِ اتَّسَعَ لَه الأَمرُ استَلَبَته الغِرَّةُ، وإِن أَفَادَ مَالًا أَطغَاه الغِنَى، وإِن أَصَابَته مُصِيبَةٌ فَضَحَه الجَزَعُ، وإِن عَضَّتهُ الفَاقَةُ شَغَلَه البَلَاءُ، وإِن جَهَدَه الجُوعُ قَعَدَ بِه الضَّعفُ، وإِن أَفرَطَ بِه الشِّبَعُ كَظَّته البِطنَةُ، فَكُلُّ تَقصِيرٍ بِه مُضِرٌّ وكُلُّ إِفرَاطٍ لَه مُفسِدٌ».
(نهج البلاغة)
ما هو والله حِفظُ آياتِه
روي عن الإمام الصادق عليه السلام، في تفسير قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آَتَينَاهُمُ الكِتَابَ يَتلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ..﴾، أنّه قال: «يُرَتِّلونَ آياتِه، ويَتَفَقّهونَ بِه، ويَعملونَ بِأحكامِه، ويَرجُونَ وَعدَهُ، ويَخافونَ وَعيدَه.. ما هو والله حِفظُ آياتِه.. وإنّما هو تدبُّرُ آياتِه والعملُ بِأحكامِه، قال اللهُ تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلنَاهُ إِلَيكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ..﴾.
(البقرة:121 – ص:29)
(تفسير الميزان: 1/266)
غَرّني كرمُ الكريمِ
«قيل للفُضَيلِ بنِ عِيَاض*: إن أَقَامَكَ الله يَومَ القيامةِ وقَالَ: ﴿مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيم﴾ فَماذا تَقُولُ؟
قَالَ: أقُولُ: غَرَّتني ستُورُكَ المُرخَاة.
وعن يَحيى بنِ مَعَاذ: لو أقامني الله بين يديه، فقال: ما غرَّك بي؟
قلت: أَقُولُ: غَرَّني بِكَ بِرُّكَ بي سَالِفاً وآنفاً.
وعن أبي بكر الوراق: غرني كرم الكريم، وإنّما قال سبحانه: (الكَرِيم) من دون سائرِ أسمائِهِ لأنّهُ كأنّه لقّنَهُ الإجابةَ حتّى يقولَ: غَرَّني كَرَمُ الكَرِيمِ.
(الطبرسي، تفسير مجمع البيان: 10/286)
..كان إذا انفتل رفع يده إلى السماء
«روي عن مسمع بن عبد الملك كردين، أنّه قال: صلّيتُ مع أبي عبد الله (الصادق) عليه السلام، أربعين صباحاً، فكان إذا انفتل رفع يده إلى السماء، فقال: (أصبحنا وأصبح الملك لله، اللّهمّ إنّا عبيدُك وأبناءُ عبيدِك، اللّهمّ احفَظْنا مِن حيثُ نَحتفِظُ ومِن حيثُ لا نَحتفِظ، اللّهمّ احرُسنا من حيثُ لا نحترِسُ ومن حيث نَحترِس، اللّهمُ استُرْنا من حيث نَستَتِرُ ومِن حيث لا نَستَتِر، اللّهمّ استرْنا بِالغِنى والعافية، اللّهمّ ارزُقْنا العافية، وارزُقْنا الشُّكرَ على العافية)».
(الطبرسي، مكارم الأخلاق: ص 277)