«يا منصورُ أَمِتْ»
بشارة النصر بعد الأمر بإماتة البغاة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: شعائر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«يا منصورُ أَمِتْ»: شعارٌ اعتمده النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم في بعض حروبه، وهو الشعار نفسه الذي نادى به أصحاب أمير المؤمنين الإمام عليّ عليه السلام في معركة الجمل، ثمّ أصبح شعاراً للثورات والحركات المرتبطة بالعلويّين، كما في حركة مسلم بن عقيل، وثورة المختار الثقفي، وثورة زيد الشهيد. وهذا الشعار قد يأتي بصيغة «يا منصورُ أَمِتْ أَمِتْ»، أو قد يقتصر على قول «أَمِتْ أَمِتْ».
وقد كان للمسلمين في سائر الغزوات شعار يتعارفون به، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام (الفروع من الكافي: باب الشعار، ح 1) أنّه قال: «شعارُنا: (يا محمّد يا محمّد)، وشعارنا يوم بدر: (يا نصرَ الله اقترِبِ اقترب)، وشعار المسلمين يوم أُحد: (يا نصرَ الله اقترب)، ويوم بني النضير: (يا روحَ القُدسِ أرِحْ)، ويوم بني قينقاع: (يا ربّنا لا يَغْلِبُنّك)، ويوم الطائف: (يا رضوان)، وشعار يوم حنين: (يا بني عبدِ الله، يا بني عبدِ الله)، ويوم الأحزاب: (حم لا يُنصرون)، ويوم بني قريظة: (يا سلامُ أسلِمْهم)، ويوم المريسيع -وهو يوم بني المصطلَق: (ألا إلى اللهِ الأمر)، ويوم الحديبية: (ألا لعنةُ الله على الظالمين)، ويوم خيبر -يوم القموص: (يا عليُّ ائتِهم من عَلٍ)، ويوم الفتح: (نحن عبادُ الله حقّاً حقّاً)، ويوم تبوك: (يا أحدُ يا صمد)، ويوم بني الملَوّح: (أمِتْ أمِتْ)، ويوم صفّين: (يا نصرَ الله)، وشعارُ الحسين عليه السلام: (يا محمّد)، وشعارُنا: يا محمّد».
ويقول العلّامة المجلسي (بحار الأنوار: 19/164، مختصَر) تعقيباً على هذه الرواية: «الشِّعار، ككِتاب: العلامة في الحرب. وفي حديث الجهاد (إذا ثبتّم فقولوا: حم لا يُنصرون). قيل: إن معناه واللهِ لا يُنصرون... وفيه: (كان شعارنا يا منصورُ أمِتْ)، وهو أمرٌ بالموت، والمراد به التفأّل بالنصر بعد الأمرِ بالإماتة مع حصول الغرض للشعار، فإنّهم جعلوا هذه الكلمة علامةً بينهم، يتعارفون بها لأجل ظلمة الليل».
يقول المحقّق السيد جعفر مرتضى العاملي (الصحيح من السيرة النبوية: 10/294): «لقد رأينا أنّ شعار المسلمين في حروبهم مع أعدائهم -سواء في زمن رسول الله صلّى الله عليه وآله، أو في زمن عليّ عليه السلام في حروبه مع البُغاة- هو «حم، لا يُنصَرون»، وكذا عبارة «يا منصورُ أمِتْ»، وهاتان الكلمتان لهما دلالاتهما وإيحاءاتهما في ظرفٍ كهذا، حيث إنّهما تزرعان الطموح إلى النصر في قلب المقاتل المسلم وروحه، فيزداد جرأة على القتال وإقداماً على التضحية..».
وفي بعض المرويات، (انظر: الملاحم لابن طاوس: ص 138) أنّ هذا الشعار سيكون شعار الإمام المهديّ عجّل الله فرجه الشريف، فعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام: «يخرجُ المهديّ في اثني عشر ألفاً إنْ قلّوا، وخمسة عشر ألفاً إنْ كثروا، ويسير الرعبُ بين يدَيه، لا يلقاه عدوٌ إلّا هزمَهم بإذن الله، شعارُهم (أمِتْ أمِتْ)، لا يُبالون في الله لومةَ لائم..».