أَشرقَ الفجرُ من كُوى الظَّلْماءِ
|
فإذا الكونُ (دَفقةٌ) مِن ضياءِ
|
وسَرَت همْسَةٌ مِن الغَيْب كالأنْـ
|
ـغَامِ طافَتْ في عالَمِ الأَحْياءِ
|
ومَضَتْ نجمةٌ تقولُ لأُخرى
|
إنَّ في ذا الصباحِ فَجْرَ هُدَاءِ
|
هَتَفَ الهاتفونَ في كَعْبَةِ اللّـ
|
ــهِ أَطَلَّ ابنُ سيّدِ البَطْحاءِ
|
وُلِدَ الحَقُّ في صَعِيدِ أمانِ اللّـ
|
ــهِ في مَشهَدٍ مِنَ الأنْبياءِ
|
فَتَعالى الهُتافُ مِن كَعْبةِ اللهِ
|
تَدْوِي أَصْداؤهُ في الفَضاءِ
|
وأَبو طالِبٍ معَ النَّفَرٍ البِيـ
|
ـضِ حُماةِ الدّيارِ كَهْفِ الرّجاءِ
|
يَنْحَرونَ الجَزُورَ فِداءً عنِ الطِّفْـ
|
ـلِ طَعامَ الضّيوفِ والفقراءِ
|
من ترى أمه فردَّدَ صوتٌ
|
كصَدَى الغَيْبِ شَيِّقَ الإِيحاءِ
|
فأَجابَ النبيُّ ذاكَ عَلِيٌّ
|
اسمُهُ كالأَثيرِ في الأَجْواءِ
|
هوَ سَيْفُ الإلهِ في وَهَجِ الحَربِ
|
وصُبْحٌ في الظُّلْمَةِ العَمياءِ
|
فإذا ذاكَ الصّبيُ يَشُقُّ الـ
|
ـجيشَ ضَرْباً كالشُّعْلَةِ الحَمْراءِ
|
حَامِلاً رايةَ الإِلهِ بِيُمناهُ
|
وَمِن خَلْفِهِ جُنُودُ الفِداءِ
|
مَوكبٌ فيهِ للفُروسِيَّةِ البَيضاءِ
|
ءِ، كَفٌّ أودَتْ بعَرْشِ الشَّقَاءِ
|
جَلْجَلَ الحقُّ صارِخاً بِبَني الأَ
|
رضِ، فَهَبُّوا للدَّعْوةِ السَّمْحَاءِ
|
فإذا دَعْوةُ النَّبيِّ انتِصَارٌ
|
وازْدِهارٌ كالوَاحَةِ الخَضْراءِ
|
فأَرادَ النبيُّ إكمالَ دُسْتُو
|
رٍ، بَنَاهُ عَلى أسَاسِ الإِخاءِ
|
فَأَتمَّ المطافَ بالحِجَّةِ الكُبْر
|
ى، مُبيِّناً عواقِبَ الأَشياءِ
|
فَأَتى راجِعاً معَ الصَّحْبِ والجَمْـ
|
ـعُ كَمَوجٍ يَضِجُّ في الدَّأْمَاءِ
|
وهنا صاحَ في الجُموعِ (بلالٌ)
|
(الصَّلاةَ الصَّلاةَ) رجْعَ النِّدَاءِ
|
فَاعْتَلى المِنْبَرَ الرّسُولُ وَأَدْلَى
|
بِبَيانٍ كَالدّيمَةِ الوَطْفَاءِ
|
قَدْ أَقامَ الإِلهُ فِيكُمْ إِمَاماً
|
حاكِماً بالكِتابِ لا الأَهْواءِ
|
دونَكُم كفُّهُ فَمُرّوا عَلَيها
|
فَهَلُمُّوا للبَيعَةِ البَيضَاءِ
|
فَعَليٌّ يَدُورُ والحَقُّ في أُفُـ
|
ـقٍ، مَدارَ الشُّمُوسِ فَي الأَجْواءِ
|
فأَتَتْهُ الجُمُوعُ طَوْعَاً تُلَبِّيـ
|
ـهِ، خُشُوعاً في ذلكَ الإمْسَاءِ
|
مَهْرَجَانٌ قَد تُوِّجَ الحَقُّ فيهِ
|
خِلْوَاً مِنْ مَظاهِرِ الكِبرياءِ
|
|
|