حُبّهم هو المطْلَع والخِتام
الحبُّ الصادقُ اتّباع: ﴿..إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي..﴾.
والاتّباعُ الصادقُ انقطاع: ﴿..قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ..﴾!
وغاية الانقطاع محضُ الولاية بتمام الطاعة: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ..﴾! ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا..﴾!
والانقطاعُ القائم على شَوْب الغنى إدلال: ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا..﴾! وعلى الفقر تبتّل: ﴿..وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾.
والفصل بين حبّ الله تعالى وبين حبّ المصطفى الحبيب، سيّد الأولين والآخرين، ضلالٌ بعيد. واعتبارُ حبّهما واحداً لا يعرَف الأصل منه من الفرع، ضلالٌ ما بعدَه ضلال.
التوحيد، توحيد الاتّباع، وتوحيد الانقطاع، وتوحيد الولاية، بتمام توحيد الطاعة.
وبدء التوحيد محمّديّ الأسوة: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ..﴾.
ومسار التوحيد محمّديُّ الإتيان والانتهاء: ﴿..وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا..﴾!
وتصحيح المسار عند الانحراف: ﴿..جَاءُوكَ..﴾!
والمصير محمّديّ: «أنا فَرْطُكم على الحَوض»!
الوسام عند أول بارقة حبّ، محمّديّ: ﴿..فَاتَّبِعُونِي..﴾. والوسام بعد طيّ المراتب، واكتمال بدر الحب: ﴿..يُحْبِبْكُمُ اللهُ..﴾!
فهل إلى فصلٍ بين الحبَّين من سبيل؟!حبُّ الرسولِ حبُّ المُرسِل.ليسا اثنين، وليسا واحداً. «لغة الحبّ غير كلّ اللغات». إنّهما الأصل والتجلّي.
لا تُعكِّر صفو عوالم الحبّ والمعنى بحديث المرآة.أين ومضةُ التجلّي من التماع كلّ المرائي؟أين الثريّا من الثرى؟!
وبدء التِّيه والضلال البعيد: الفصلُ بين حبّ المصطفى وآله!!
أهل البيت أدرى بما في البيتِ ودَحْوِ الأرض من تحته، وخَلْقِ السماء قبل الدحْو، والسرِّ المستتِر في ملاحم ما قبل الخلق. وهم الأدرى بالكنز المخفيّ.
نورٌ واحد، وحقيقة محمّديّة واحدة. حبّهم التجلّي. مَن أحبّهم فقد أحبّ الله!! فهل إلى أوهام الفصل من سبيل؟
حبُّ آل الرسول، حبُّ الرسول، وحبُّه حبُّ المُرسِل. حبُّهم -أيضاً- حبُّ المُرسِل. لولا أمرُه بحبِّهم، لما عمَر قلوبَنا حبُّهم. حبُّهم هو التوحيد.
* * *
«مَن أراد اللهَ بدأ بهم». ومَن بدأ بهم ولم يَصِل بالمطلِع الختامَ،لم يُكمِل البدء، ولا استقام على الطريقة.
* * *
لم يقُم للزمان عمود، ولا اخضرّ لشريطه عود، إلّا بسرّهم. فلو خلا منهم لما كان، ولا استدار. «مَن لمْ يَعرفْ إمامَ زمانِه، فمِيتَتُه جاهليّة»
* * *
البيت الذي هم أهله، مبدأ دَحْو الأرض! هل أتاك حديث البيت المعمور؟ ﴿هَلْ أَتَى..﴾؟
لولا ظاهرهم لم يُخلق المكان! لا ماء ولا هواء إلّا بهم، ولا نور.
موحِّدٌ أنت إنْ قلت: بدون الماء والهواء والضياء، لا حياة لموجود. ومُشرِكٌ مَن قال: بدون الحقيقة المحمّديّة، لا يكون الوجود، ولا يستقيم؟!
تلك هي القسمة الضيزى!! هل أنت موحِّد؟
* * *
ما وحَّد الله تعالى، ولم يعرفه، مَن لم يكن المصطفى الحبيب أحبَّ إليه من نفسه! ومَن لم يعمر قلبَه حبُّ عِترته أكثر من عترته، فلم يعرف المصطفى الحبيب، ولن يجد إلى حبِّه سبيلاً!
* * *
لقد وجد يعقوب ريح يوسف ﴿وَلَمَّا فَصَلَتِ..﴾ فارتدّ بصيراً.
فهل وجد القلبُ ريحَ العِطر المحمّديّ في المهديّ المنتظَر؟!!!
________________
* (آداب عصر الغَيبة)