كتاب الإمام الجواد إلى الوالي العبّاسي
«رُوي عن رجل من أهالي (بُست وسَجسْتان)*، قال:
رافقت أبا جعفر [ يقصد الإمام الجواد عليه السلام ] في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصِم، فقلت له وأنا على المائدة: إنّ والينا -جُعلت فداك- يتولاّكم أهلَ البيت ويحبّكم، وعَلَيَّ في ديوانه خَراج**، فإنْ رأيتَ، جعلني الله فداك، أنْ تكتبَ إليه بالإحسان إليّ.
فقال عليه السلام: لا أعرفه.
فقلت: جُعلت فداك، إنّه على ما قلتُ: من مُحبيّكم أهلَ البيت، وكتابُك ينفعني عنده. فأخذ القرطاسَ فكتب:
(بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد: فإنّ مُوصِلَ كتابي هذا ذَكر عنْك مذهباً جميلاً، وإنّ ما لكَ من عملِك ما أحسنتَ فيه،*** فأَحْسِن إلى إخوانِك، و اعلمْ أنّ اللهَ عزّ وجلّ سائلُك عن مثاقيل الذرّة والخَردل).
قال السجستانيّ: فلمّا وردتُ سجستان سبقَ الخبرُ إلى الحسين بن عبد الله النّيسابوريّ، وهو الوالي، فاستقبلني على فرسخَين من المدينة. فدفعتُ إليه الكتابَ
فقبّله ووضعه على عينَيه، ثمّ قال لي: ما حاجتك؟ فقلت: خَراجٌ علَيّ في ديوانك.
فأمر بطرحه عنّي، وقال لي: لا تؤدّ خَراجاً ما دام لي عمل. ثمّ سألني عن عيالي فأخبرتُه بمبلغهم، فأمر لي ولهم بما يقوتُنا وفضلاً، فما أدّيتُ في عملِه خَراجاً ما دام حيّاً، ولا قطعَ عنّي صِلتَه حتّى مات».
(الكافي للكليني: 5/111)
* المنطقة الواقعة حالياً بين إيران وأفغانستان/ ** الخراج: الضريبة/ *** أي ليس لك من عملك إلا ما أحسنتَ فيه
الكونغو وزيمبابوي: أفقر دول الأرض
جمهورية الكونغو الديموقراطية -زائير (برازافيل) سابقاً- من دول وسط إفريقيا، على أربعين كيلومتر من ساحل المحيط الأطلسي، وهي ثاني أكبر دول القارة من حيث المساحة، بعد الجزائر. عاصمتها كينشاسا، على ضفاف نهر الكونغو، وهي المركز الإداري، والاقتصادي، والثقافي، والسياسي للبلاد.
تعدّ الكونغو أفقر دولة في العالم، حيث لا يتجاوز الدخل السنوي للفرد في هذه «الجمهورية الديمقراطية» 350 دولار أميركي.
وتأتي زيمبابوي -روديسيا الجنوبية سابقاً- في المرتبة الثانية من البلدان الفقيرة في العالم، وهي بلد غير ساحلي يقع في جنوب إفريقيا، تحدّها كلّ من جمهورية جنوب إفريقيا، وبوتسوانا، وزامبيا، وموزامبيق. عاصمتها هراري (ساليسبري). نالت الاستقلال المعترف به دولياً عام 1980م. يبلغ معدل دخل الفرد السنوي في زيمبابوي 595 دولاراً.
وللتوضيح، فإن متوسّط دخل الفرد في الجمهورية اللبنانية يبلغ 11 ألف دولار سنوياً، وبذلك يحتلّ هذا البلد المرتبة السابعة من بين 22 دولة عربية.
(عدّة مصادر)