خَابَ الوَافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ
عن أبي عبد الله عليه السلام، أنّه كان إذا دخل رجب يدعو بهذا الدّعاء في كلّ يوم من أيّامه:
خَابَ الوَافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ، وخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إلّا لَكَ، وَضَاعَ المُلِمُّونَ إلّا بِكَ، وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إلّا مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ، وَفَضْلُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِينَ، وَنَيْلُكَ مُتَاحٌ لِلآمِلِينَ، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ، عَادَتُكَ الإحْسَانُ إلَى المُسِيئِينَ، وَسَبِيلُكَ الإبْقَاءُ عَلَى المُعْتَدِينَ. أللَّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدَى المُهْتَدِينَ، وَارْزُقْنِي اجْتِهَادَ المُجْتَهِدِينَ، وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنَ الغَافِلِينَ المُبْعَدِينَ، وَاغْفِرْ لِي يَومَ الدِّينِ.
أللَّهُمَّ وَمَوَاعِيدُكَ الصَّادِقَةُ
أيضاً، يُستحبُّ أن يُدعى بهذا الدّعاء: يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حَاضِرٌ وَجَوَابٌ عَتِيدٌ، أللَّهُمَّ وَمَوَاعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأيَادِيكَ الفَاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الوَاسِعَةُ، فَأَسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَقْضِيَ حَوَائِجِي لِلدُّنْيَا والآخِرَةِ إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير.
..وَامْنُنْ بِغِنَاكَ عَلَى فَقْرِي
عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند مولاي أبي عبد الله عليه السلام، إذ دخل علينا المعلّى بن خنيس في رجب فتذاكروا الدّعاء فيه، فقال المعلّى: يا سيّدي علّمني دعاء يجمع كلّ ما أودعته الشّيعة في كتبها فقال: قل يا معلّى:
أللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ، وَعَمَلَ الخَائِفِينَ مِنْكَ، وَيَقِينَ العَابِدِينَ لَكَ، أللَّهُمَّ أنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ، وَأنَا عَبْدُكَ البَائِسُ الفَقِيرُ، وَأَنْتَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ، وَأنَا العَبْدُ الذَّلِيلُ، أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَامْنُنْ بِغِنَاكَ عَلَى فَقْرِي، وَبِحِلْمِكَ عَلَى جَهْلِي، وَبِقُوَّتِكَ عَلَى ضَعْفِي يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ، أللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِيَاءِ المَرْضِيِّينَ، وَاكْفِنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
يَا مَنْ سَمَا فِي العِزِّ
دعاء يدعى به في كلّ يوم من رجب ويُدعى به في مسجد صعصعة أيضاً:
أللَّهُمَّ يَا ذَا المِنَنِ السَّابِغَةِ، وَالآلاءِ الوَازِعَةِ، وَالرَّحْمَةِ الوَاسِعَةِ، وَالقُدْرَةِ الجَامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ وَالمَوَاهِبِ العَظِيمَةِ، وَالأيَادِي الجَمِيلَةِ، والعَطَايَا الجَزِيلَةِ، يَا مَنْ لاَ يُنْعَتُ بِتَمْثِيلٍ، وَلاَ يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ، وَلا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يَا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ، وَأَلْهَمَ فَأنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلاَ فَارتفَعَ، وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَأتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ، وَأنْعَمَ فَأَسْبَغَ، وَأَعْطَى فَأَجْزَلَ، وَمَنَحَ فَأَفْضَلَ. يَا مَنْ سَمَا فِي العِزِّ فَفَاتَ خَوَاطِرَ الأَبْصَارِ، وَدَنَا فِي اللُّطْفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الأفْكَارِ، يَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فِلاَ نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطَانِهِ، وَتَفَرَّدَ بِالكِبْرِيَاءِ وَالآلاءِ، فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يَا مَنْ حَارَتْ فِي كِبْرِيَاءِ هَيْبَتِهِ دَقاَئِقُ لَطَائِفِ الأَوْهَامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْرَاكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبْصَارِ الأَنَامِ، يَا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقَابُ لِعَظَمَتِهِ، وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ، أسْأَلُكَ بِهَذِهِ المِدْحَةِ الَّتِي لاَ تَنْبَغِي إلّا لَكَ، وَبِمَا وَأَيْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ لِدَاعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، وَبِمَا ضَمِنْتَ الإجَابَةَ فِيهِ عَلَى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ، يَا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَيَا أبْصَرَ المُبْصِرِينَ، وَيَا أنْظَرَ النَّاظِرِينَ، وَيَا أَسْرَعَ الحَاسِبِينَ، وَيَا أَحْكَمَ الحَاكِمِينَ، وَيَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلَى أهلِ بَيْتِهِ الطِّاهِرينَ الأخْيارِ، وَأنْ تَقْسِمَ لِي فِي شَهْرِنَا هَذا خَيْرَ مَا قَسَمْتَ، وَأنْ تَحْتِمَ لِي فِي قَضَائِكَ خَيْرَ مَا حَتَمْتَ، وَتَخْتِمَ لِي بِالسَّعَادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأحْيِنِي مَا أحْيَيْتَنِي مَوْفُوراً، وَأمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتَوَلَّ أنْتَ نَجَاتِي مِنْ مُسَاءَلَةِ البَرْزَخِ، وَادْرَأْ عَنِّي مُنْكَراً وَنَكِيراً، وَأرِ عَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً، واجْعَلْ لِي إلَى رِضْوانِكَ وَجِنَانِكَ مَصِيراً، وَعَيْشاً قَرِيراً وَمُلْكاً كَبِيراً، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ بُكْرَةً وأصِيلاً يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
..وَأصْلِحْ لنَا خَبِيئَةَ أسْرَارِنَا
عن ابن عياش قال: ممّا خرج على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد رضي الله عنه من الناحية المقدَّسة:
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم. أُدعُ في كلّ يومٍ من أيّام رجب: أللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ بِمَعَانِي جَمِيعِ مَا يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ أمْرِكَ، المَأْمُونُونَ عَلَى سِرِّكَ، المُسْتَبْشِرُونَ بِأمْرِكَ، الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ، المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ. أَسْأَلُكَ بِمَا نَطَقَ فِيهِم مِنْ مَشِيئَتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعَادِنَ لِكَلِمَاتِكَ، وَأرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ، وَآيَاتِكَ وَمَقَامَاتِكَ، الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ، يَعْرِفُكَ بِهَا مَنْ عَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وبَيْنَهَا (بينهم) إلّا أنَّهُم عِبَادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُهَا وَرَتْقُهَا بِيَدِكَ، بَدْؤهَا مِنْكَ وَعَوْدُهَا إلَيْكَ، أعْضَادٌ وأشْهَادٌ، وَمُنَاةٌ وَأذْوادٌ، وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ، فَبِهِمْ مَلأْتَ سَمَاءَكَ وَأرْضَكَ حَتَّى ظَهَرَ أنْ لا إلهَ إلّا أنْتَ، فَبِذَلِكَ أسْأَلُكَ وَبِمَوَاقِعِ العِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وبِمَقَامَاتِكَ وعَلامَاتِكَ أنَ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأنْ تَزِيدَنِي إيمَاناً وَتَثْبِيتاً، يَا باطِناً فِي ظُهُورِهِ، ويَا ظاهراً في بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ، يَا مُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ والدَّيْجُورِ، يَا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ، وَمَعْروفاً بِغَيْر شِبْهٍ، حَادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ، وَشَاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ، وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ، وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ، وَفَاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُوٍد، أهْلَ الكِبْرِيَاءِ وَالجُودِ.
يَا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ، وَلا يُؤَيَّنُ بِأيْنٍ، يَا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ، يَا دَيْمُومُ يَا قَيُّومُ، وعَالِمَ كُلِّ مَعْلُوم،ٍ صلِّ عَلى عِبَادِكَ المُنْتَجَبِينَ، وَبَشَرِكَ المُحْتَجِبِينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ، وبُهْمِ الصَّافِّينَ الحَافِّينَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي شَهْرِنَا هَذا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الأشْهُرِ الحُرُمِ، وَأسْبِغْ عَلَيْنَا فِيهِ النِّعَمَ، وَأجْزِلْ لنَا فِيهِ القِسَمَ، وأبْرِرْ لنَا فِيهِ القَسَمَ، بِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأجَلِّ الأكْرَم الَّذي وَضَعْتَهُ عَلى النَّهَارِ فَأضَاءَ وَعَلى الَّلْيِل فَأظْلَمَ، وَاغْفِرْ لنَا مَا تَعْلَمُ مِنَّا وَمَا لَمْ نَعْلَمُ، وَاعْصِمْنَا مِنَ الذُّنُوبِ خَيْرَ العِصَمِ، وَاكْفِنَا كَوَافِيَ قَدَرِكَ، وَامْنُنْ عَلَيْنَا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَلا تَكِلْنَا إلى غَيْرِكَ، وَلا تَمْنَعْنَا مِنْ خَيْرِكَ، وَبَارِكْ لنَا فِيما كَتَبْتَهُ لَنَا مِنْ أعْمَارِنَا، وَأصْلِحْ لنَا خَبِيئَةَ أسْرَارِنَا، وَأعْطِنَا مِنْكَ الأمَانَ، واسْتَعْمِلْنَا بِحُسْنِ الإيمَانِ، وَبَلِّغْنَا شَهْرَ الصِّيَامِ، ومَا بَعْدَهُ مِنَ الأيَّامِ والأعْواَمِ، يَا ذا الجَلالِ والإكْرامِ.
دعاءُ المولودَين في رجب عليهما السلام
وممّا خرج من النّاحية المقدّسة على يد الشيخ أبي القاسم رضي الله عنه، هذا الدّعاء في أيّام رجب:
أللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِالمَوْلُودَيْنِ في رَجَبٍ، مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ، وَأتَقَرَّبُ بِهِما إلَيْكَ خَيْرَ القُرَبِ، يا مَنْ إلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ، وفِي مَا لَدَيْهِ رُغِبَ، أسْأَلُكَ سُؤالَ مُعْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قدْ أوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ، وَأوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ، وَطَالَ عَلى الخَطَايَا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزايا خُطُوبُهُ، يَسْألُكَ التَّوْبَةَ، وَحُسْنَ الأوْبَةَ، والنُّزُوعَ مِنَ الحَوْبَةِ، وَمِنَ النَّارِ فَكَاكَ رَقَبَتِهِ، والعَفْوَ عَمَّا فِي رِبْقَتِهِ، فَأنْتَ يا مَوْلايَ أعْظَمَ أمَلِهِ وَثِقَتِهِ. أللَّهُمَّ وأسْألُكَ بِمَسَائِلِكَ الشَّرِيفَةِ، وَوَسَائِلِكَ المُنِيفَةِ، أنْ تَتَغَمَّدَنِي فِي هَذا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ، وَنِعْمَةٍ وَازِعَةٍ، وَنَفْسٍ بِمَا رَزَقْتَهَا قَانِعَةٍ إلَى نُزُولِ الحَافِرَةِ، وَمَحَلِّ الآخِرَةِ، وَمَا هِيَ إليْهَا صَائِرَة.