| أَضاءَ بك الأفُقُ المُشْرقُ |
ودانَ لِمنطقِكَ المَنْطقُ |
| وكنت ولا آدمٌ كائناً |
لأنَّك مِن كَوْنِه أَسبَقُ |
| فَمِيمُك مفتاح كلِّ الوُجود |
وميمُكَ بالمنتهى يغلِقُ |
| تجلَّيتَ يا خاتمَ المرسَلين |
بِشَأْوٍ من الفضلِ لا يُلْحَقُ |
| فأنتَ لنا أوَّلٌ آخرٌ |
وباطن ظاهرك الأسْبقُ |
| تعاليْتَ عن صفةِ المادحين |
وإنْ أَطْنَبُوا فيك أو أَغْمَقُوا |
| فمَعناك حولَ الورى دارةٌ |
على غَيْبِ أسرارها تـُحْدِقُ |
| ورُوحك مِن مَلَكوتِ السماء |
تَنَزَّلُ بالأمرِ ما يُخْلَقُ |
| ونَشْرُك يَسري على الكائناتْ |
فكلٌّ على قَــدْرِهِ يَعْبِـقُ |
| إليكَ قلوبُ جميع الأنام |
تَحنُّ وأعناقها تعنــُقُ |
| وفيضُ أياديك في العالمين |
بِأنهارِ أسرارِها يَدفقُ |
| وآثارُ آياتِك البيِّناتْ |
على جَبَهاتِ الورى تُشرقُ |
| فموسى الكليمُ وتَوْراتُه |
َيدُلَّان عنك إذا اسْتُنطِقوا |
| وعيسى وإنجيلُه بَشَّرا |
بأنَّك أحمدُ مَنْ يُخلقُ |
| فَيا رحمةَ الله في العالمين |
ومَنْ كان لَوْلاهُ لم يُخْلَـقُوا |
| لأنَّك وجهُ الجلال المنيرْ |
ووجْهُ الجمال الذي يُشْرِقُ |
| وأنت الأمينُ وأنت الأمانْ |
وأنت تُرَتِّقُ ما يُفْتَقُ |
| أتى «رجبٌ» لك في عاتِقٍ |
ثقيلِ الذُّنوبِ فهل تُعْتِقُ؟ |