صاحب الأمر

صاحب الأمر

منذ 0 ساعة

علاماتٌ قبل الظُّهور


 

مجلسٌ في ذِكر إمامةِ صاحب الزّمان ومناقبه عليه السّلام:

علاماتٌ قبل الظُّهور

ـــــ المحدّث الشّهيد الشّيخ محمّد الفتّال النّيسابوريّ ـــــ

 

 (روضةُ الواعظين وبصيرةُ المتّعظين) كتابٌ جليلٌ في الأخلاق والزّواجر والمواعظ والحِكَم والآداب، من تأليف الفقيه الشّيخ محمّد الفتّال النّيسابوريّ. وهو في مجلّدَين، الأوّل في ثلاثين مجلساً، أوّلها في (ماهيّة العقول)، وآخرُها في (ما رُوي في السّيّدة نرجس، والدة مولانا صاحب الأمر عليهما السلام). والمجلّد الثّاني في سبعين مجلساً، أوّلها في (ولادة القائم عليه الصّلاة والسّلام)، وآخرها في (ذِكر الجنّة والنّار).

النّصّ الآتي، منتخبٌ من المجلس الثّاني من المجلّد الثّاني:

 

قال الله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ *

وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَالقصص:5-6.

وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَالأنبياء:105.

والإمامُ بعد أبي محمّد الحسن، ابنُه المهديُّ المنتظَر عليهما السّلام بدليلٍ قد مَضى [أي تقدّم ذِكرُه في الكتاب، خصوصاً في (مجلس الإمامة) من المجلّد الأوّل، وعند ذِكر تراجم آبائه عليهم السّلام، لا سيّما في ترجمة الإمام العسكريّ عليه السّلام آخر المجلّد الأوّل]، وأنّه لا يخلو الزّمانُ من كَوْنِ معصومٍ يكونُ لُطفاً للمكلّفين على ما يقتضيه العقلُ بالاستدلال الصّحيح، لِأَنّا علمنا أنّ بِكَونِ المعصومِ يكونُ النّاسُ أقربَ إلى الصّلاح وأبعدَ من الفساد، وإذا كان اللّطفُ يجبُ على الله تعالى [أي أنّ اللهَ تعالى أوجبَ على نفسِه اللّطفَ، ومنه قولُه تعالى: ﴿..كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ..﴾ الأنعام:12] وَجَب أن لا يخلو الزّمانُ من الإمام.

* وقال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: «لنْ تَنقَضيَ الأيّامُ واللَّيالي حتَّى يَبعثَ اللهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتي، يُواطِئُ اسْمُهُ اسْمي، يَمْلؤها قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً».

 

* وقال صلّى الله عليه وآله: «لَوْ لَمْ يَبْقَ منَ الدُّنْيا إلَّا يومٌ واحِدٌ، لَطَوَّلَ اللهُ ذَلكَ اليومَ، حتّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنْ وُلْدِي، يُواطِئُ اسمُهُ اسمِي، يَمْلَؤها قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً».

 

* وقال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله لأصحابه: «آمِنُوا بليلةِ القدرِ، فإنّهُ يَنزلُ فيها أمرُ السَّنة، وإنَّ لذلكَ وُلاةً مِن بعدي؛ عليّ بن أبي طالب وأحد عشر من وُلده».

 

* قال أميرُ المؤمنين عليه السّلام لابن عبّاس: «إنَّ ليلةَ القدرِ في كلِّ سَنَةٍ، وإنَّهُ يَنزلُ في تلكَ اللَّيلةِ أمرُ السَّنة، ولذلكَ الأمرِ وُلاةٌ مِن بعدِ رَسُولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله، فقال ابنُ عبّاس: مَن هُم؟ قال: أنا وأَحَد عشر مِن صُلْبي، أئمَّةٌ مُحدَّثُون».

 

* قال أبو جعفر [الإمام الباقر] عليه السّلام: «إنَّ اللهَ أَرْسَلَ مُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله إِلَى الْجِنِّ والإِنْسِ، وجَعَلَ مِنْ بَعْدِه اثْنَيْ عَشَرَ وَصِيّاً، مِنْهُمْ مَنْ سَبَقَ ومِنْهُمْ مَنْ بَقِيَ، وكُلُّ وَصِيٍّ جَرَتْ بِه سُنَّةٌ، والأَوْصِيَاءُ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله عَلَى سُنَّةِ أَوْصِيَاءِ عِيسَى وكَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ، وكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السّلام عَلَى سُنَّةِ الْمَسِيحِ عليه السّلام».

 

* قال جابر: «دخلتُ على فاطمة عليها السّلام وبين يَدَيْها لوحٌ فيه أسماءُ الأوصياءِ والأئمَّةِ من وُلدِها فَعَدَدْتُ اثنَي عَشَرَ اسماً آخِرُهُم القائم، ثلاثةٌ منهم محمَّد، وثلاثةٌ منهم عليّ».

* قال مسروق: «بينا نحنُ عند عبد الله بن مسعود نَعرضُ مَصاحِفَنا عليه، إذ يقول فتًى شابّ: هل عَهدَ إليكم نبيُّكُم عليه السّلام كَم يكونُ مِن بعدِه خليفة؟ قال: إنَّكَ لَحَدَثُ السِّنِّ، وإنَّ هذا شيءٌ ما سَأَلَني عنهُ أحدٌ قَبلَك، نعم عَهدَ إلينا نَبِيُّنا صلواتُ اللهِ عليه وآله أنَّه يكونُ مِن بعدِه اثنا عَشَر خليفةً بِعَدَدِ نُقَباءِ بَني إسرائيل».

 

* قال الشّعبيّ: «قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: لا يزالُ أَمْرُ أُمَّتِي ظاهِراً حتّى يَمضي اثنا عشَرَ خليفة، كلُّهُم مِن قُرَيش».

 

* قال أبو هاشم الجعفريّ: «قلتُ لأبي محمَّد [الإمام الحسن العسكريّ] عليه السّلام: جلالتُكَ تَمْنَعُني مِن مُساءلَتِكَ أفتَأْذَنُ لي أن أسْأَلَكَ؟ فقال: سَلْ، قلتُ: يا سيِّدي، هل لكَ وَلَد؟ قال: نعم، قلتُ: فإنْ حَدَثَ حَدَثٌ فأينَ أسألُ عنه؟ قال: بالمدينة».

*  قال عمرو الأهوازيّ: «أراني أبو محمَّد ابنَه وقال: هذا صاحِبُكُم بَعدي».

 

* قال داود بن القاسم الجعفريّ: «سمعتُ أبا الحسن عليَّ بن محمّد عليه السّلام يقول: الخَلَفُ مِن بَعدي الحسن، فكيفَ لكُم بالخَلَفِ بعدَ الخَلَف؟ قلتُ: ولِمَ جَعلَنِيَ اللهُ فداكَ؟ قال: لأنَّكم لا تَرَوْنَ شَخْصَهُ ولا يَحِلُّ لكُم ذِكْرُهُ باسْمِهِ، قلتُ: فَكَيفَ نَذكُرُه؟ قال: قولوا الحُجّةَ مِن آلِ مُحمّدٍ صلّى الله عليه وآله».

 

* «..وحكيمة بنت محمّد بن عليّ وهي عمَّة الحسن عليه السّلام، وأبو عمرو العمريّ، وأبو عليّ بن مطهّر، وأبو عبد الله بن صالح، وإبراهيم بن إدريس، وجعفر بن عليّ، وأبو نصر طريف الخادم: كلُّهم رَأَوْا صاحبَ الزَّمان، وبعضهم ذَكَرَ صِفَتَهُ وقدَّه عليه السّلام».

 

علاماتٌ قبل قيام الإمام المهديّ عليه السَّلام

يضيفُ المحدّث النّيسابوريّ: «ورُوي علاماتٌ قبل قيامِه عليه السّلام: منها خروجُ السّفيانيّ، وقَتْلُ الحَسَنيّ، واختلافُ بني العبّاس في مُلْكِ الدُّنيا، وكُسوفُ الشّمس من نصفِ شهر رمضان، وكسوفُ القمر في آخرِه على خلاف العادات، وخسفٌ بالبَيداءِ، وخَسفٌ بالمشرقِ، ورُكودُ الشَّمسِ من عندِ الزَّوال إلى أوساط أوقاتِ العصر، وطلوعُها من المغربِ، وقتلُ نفسٍ زكيّةٍ بِظهرِ الكوفة في سبعينَ من الصَّالحين.. [إلى أن يقول] ونِداءٌ يسمعُهُ أهلُ الأرضِ، كلُّ أهلِ لغةٍ بِلُغَتِهم.. ثمَّ يُختَم ذلك بأربعٍ وعشرين مطرةً يتَّصل فتُحيى به الأرضُ من بعد موتِها، ويُعرفُ بركاتُها، ويزولُ بعد ذلك كلُّ عاهةٍ عن مُعتَقِدي الحقِّ من شيعةِ المهديّ عليه السّلام، فيَعرفون عند ذلك ظهورَه بمكّة، فيتوجَّهون نحوَه لِنُصرتِه، كما جاءت بذلك الأخبار».

 

أخبارٌ منها محتومة، ومنها مُشتَرَطة

بعد أن ذكر العلّامة الفتّال النّيسابوريّ طائفةً من العلامات التي تسبقُ الظّهورَ المبارك، معتمداً في ذلك على الأخبار الواردة عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين، يُورد سبع عشرة روايةً حول الظّروف المحيطة بخروج صاحب الأمر عجّل الله تعالى فرجه الشّريف، ويُصدِّرها بقوله: «ومن جملة هذه الأخبار محتومةٌ ومنها مُشترَطة»، ونكتفي هنا بذكر أربعةٍ منها:

1- قال الإمامُ الصّادق عليه السّلام: «لا يَخرجُ القائمُ إلَّا في وِتْرٍ من السِّنين، سنة إحدَى، أو ثَلاثٍ، أو خَمسٍ، أو سَبْعٍ، أو تِسْع».

2- وقال عليه السّلام: «يُنادى باسْمِ القائمِ في ليلةِ ثلاثٍ وعِشرين، ويقومُ في يومِ عاشُورا، وهو اليومُ الّذي قُتِلَ فيه الحسينُ بن عليٍّ عليهما السّلام. لَكَأنِّي بِهِ في يومِ السَّبتِ العاشرِ من المحرَّم، قائماً بينَ الرُّكنِ والمقامِ، جبرئيلُ بين يَدَيه يُنادي: البَيعة لله، فيَصيرُ إليهِ شِيعتُه مِن أطرافِ الأرضِ، تُطْوَى لهُم الأرضُ حتّى يُبايِعوه، فيملأُ اللهُ به الأرضَ عَدْلاً كَما مُلِئَت جَوْراً وظُلماً».

3- وقال أبو جعفر الباقر عليه السّلام: «يَدخُلُ المَهديُّ الكوفةَ وبِها ثلاثُ راياتٍ قد اضْطَرَبَت، فيَصطفُّوا لهُ، ويَدخلُ حتَّى يأتيَ المنبرَ فيَخطِب، فلا يَدري النَّاسُ ما يقولُ مِن البُكاء. فإذا كانت الجُمعةُ الثّانيةُ يسألُه النَّاسُ أن يُصلِّي بهم الجمعةَ، فيَأَمرُ أنْ يُخَطَّ له مسجدٌ على الغَرِيّ، ويصلّي بهم هناك، ثمَّ يأمرُ مَن يَحفرُ مِن ظهر مشهد الحسين عليه السّلام نهراً يجري إلى الغَرِيِّ حتّى ينزلَ الماءُ في النّجف، ويعمل على فوّهته القناطرَ والأرحاءَ، فكأنِّي بالعجوز على رأسِها مِكْتَلٌ فيه بُرّ، تأتي تلكَ الأرحاء فتَطحنهُ بلا كِرا».

4- وقال عليه السّلام: «كأنِّي بالقائمِ على نجفِ الكوفة، قد سارَ إليها من مَكّةَ في خمسة آلافٍ من الملائكةِ؛ جبرئيلُ عن يَمينِهِ، وميكائيلُ عن يَسارِهِ، والمؤمنون بين يدَيه، وهو يُفَرِّقُ الجنودَ في البلاد».

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

منذ 0 ساعة

كتب أجنبيّة

نفحات