أيها العزيز

أيها العزيز

27/01/2017

عذاب البرزخ لا يُشبهه شيءٌ في هذا العالم

عذاب البرزخ لا يُشبهه شيءٌ في هذا العالم

ورد في الحديث ما مضمونه، أنّ طائفةً من أهل المعصية يتعذّبون في جهنّم وهم ناسون اسمَ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وبعد انتهاء فترة العذاب وحصول الطهارة والنظافة من قذارات المعاصي، يتذكّرون اسم النبيّ المبارك أو يُلقى الاسم في قلوبهم، فيصرخون ويستغيثون قائلين: «وَامُحمّداه»، فتشملهم بعد ذلك الرحمة.*

نحن نظن أنّ حادثة الموت وسكراته تُضاهي حوادثَ هذا العالم.

عزيزي، إنّك عندما تعاني من مرضٍ بسيط، تنسى كلّ علومك وثقافاتك، فكيف بك عندما تواجه الصّعابَ والضغوط والمصائب والأهوال التي ترافقُ الموتَ وسكَراتِه؟

إذا تصادق الإنسان مع الحقّ سبحانه، وعملَ حسب متطلّبات الصداقة، وتذكّر الحبيبَ وتبِعَه، كانت تلك الصداقة مع الوليّ المطْلَق، والحبيب المطلق، الذي هو الحقّ المتعال، محبوبةً لديه سبحانه، وملحوظةً عنده تعالى.

ولكنّه إذا ادّعى المودّة ولم يعمل حسب مقتضاها، بل خالفه، فمن الممكن أن يتخلّى الإنسان عن تلك الصداقة مع الوليّ المطلق قبل رحيله عن هذه الدنيا، نتيجةَ التغييرات والتبدلّات والأحداث المتقلّبة في هذا العالم. بل والعياذ بالله، قد يصير عدوّاً له سبحانه وتعالى.

كما أننا شاهدنا أشخاصاً كانوا يدّعون المودّة والصداقة، و(لكنّهم) بعد العِشرة اللامسؤولة والأعمال البشعة تحوّلوا إلى أعداء وخصماء لله ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وأهل بيته عليهم السّلام.

وإذا فرضنا أن هؤلاء رحلوا من هذا العالم على حبّ محمّدٍ وآله، فهم على حسب الروايات الشريفة والآيات المباركة، من أهل النجاة يوم القيامة ومصيرُهم السعادة، ولكنّهم يكونون في معاناة عند البرزخ وأهوال الموت وعند الحشر...

أعوذ بالله من عذاب القبر وضغطه، وشدة البرزخ وعذابه، حيث لا يشابهه شيءٌ في هذا العالم. إن الكوّة التي تُفتح من جهنّم على القبر، لو انفتحتْ على هذا العالم لهلكت كافّة الموجودات. نعوذ بالله منه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* هذه الفقرة ملخّص رواية طويلة أوردها الميرزا جواد الملَكي التبريزي في (أسرار الصلاة: ص 140 – 142)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

27/01/2017

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات