استهلال
..إلّا وأنا
مُسمِعُكُموه
من
خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام في الرسول الأعظم
صلّى الله عليه وآله وسلّم:
أَرْسَلَه عَلَى حِينِ
فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ، وطُولِ هَجْعَةٍ مِنَ الأُمَمِ، واعْتِزَامٍ مِنَ الْفِتَنِ، وانْتِشَارٍ مِنَ
الأُمُورِ، وتَلَظٍّ مِنَ الْحُرُوبِ.
والدُّنْيَا كَاسِفَةُ النُّورِ ظَاهِرَةُ
الْغُرُورِ "..." فَهِيَ
مُتَجَهِّمَةٌ لأَهْلِهَا عَابِسَةٌ فِي وَجْه طَالِبِهَا، ثَمَرُهَا الْفِتْنَةُ،
وطَعَامُهَا الْجِيفَةُ، وشِعَارُهَا الْخَوْفُ، ودِثَارُهَا السَّيْفُ.
فَاعْتَبِرُوا عِبَادَ اللهِ!
واذْكُرُوا تِيكَ
الَّتِي آبَاؤُكُمْ وإِخْوَانُكُمْ بِهَا مُرْتَهَنُونَ، وعَلَيْهَا مُحَاسَبُونَ.
ولَعَمْرِي مَا
تَقَادَمَتْ بِكُمْ ولَا بِهِمُ الْعُهُودُ، ولَا خَلَتْ فِيمَا بَيْنَكُمْ
وبَيْنَهُمُ الأَحْقَابُ والْقُرُونُ، ومَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ مِنْ يَوْمَ
كُنْتُمْ فِي أَصْلَابِهِمْ بِبَعِيدٍ.
واللهِ مَا أَسْمَعَكُمُ الرَّسُولُ شَيْئاً، إِلَّا
وهَا أَنَا ذَا مُسْمِعُكُمُوه "..."
فَلَا يَغُرَّنَّكُمْ
مَا أَصْبَحَ فِيه أَهْلُ الْغُرُورِ، فَإِنَّمَا هُوَ ظِلٌّ مَمْدُودٌ إِلَى
أَجَلٍ مَعْدُودٍ».
(نهج البلاغة، شرح محمد
عبده: خ 89)