قراءة في كتاب

قراءة في كتاب

11/05/2020

..عن مشايخه بالإسناد المتصل

..عن مشايخه بالإسناد المتصل

مُسنَد الإمام الصّادق عليه السلام للعلّامة العطاردي

 

  • قراءة: الشيخ أحمد التميمي

الكتاب: مُسنَد الإمام الصّادق عليه السّلام (22 مجلّداً)

المؤلّف: الشّيخ عزيز الله العُطاردي (ت: 1435 هجرية)

النّاشر: «نشر عطارد»، طهران 2005 م

 

في مجال التأليف قامت مشاريع كثيرة وابتكارات عديدة، بعد توفرّ المصادر الحديثيّة والتأريخيّة على شكل مجاميع ودورات، وبعد ظهور الحاجة إلى طرقٍ جديدةٍ للتصنيف والإعداد، لكي توفرّ للباحثين والمراجعين موسوعات تخصصيّة يسهل الاستفادة منها والاستعانة بها للحصول على المعلومات المطلوبة. ومن هنا ظهرت المؤلفات في مجال الفهرسة الحديثيّة، والموسوعات المتخصّصة، والمسانيد المتكاملة التي جُمِع فيها أكبرُ عددٍ من الأخبار والروايات المُسنَدة إلى أحد الأعلام: إماماً كان من أئمّة الهدى عليهم السّلام، أو شخصيّةً علميّةً أو روائيّةً مهمّةً.

ومن هذه المؤلّفات الفريدة في بابها: (مُسنَد الإمام الصّادق عليه السّلام) -الكتاب موضوع القراءة- وهو الكتاب السابع من الموسوعة الكبيرة (مسانيد أهل البيت عليهم السّلام) لجامعها ومرتبها الشّيخ عزيز الله العُطاردي رحمه الله، وقد بحث فيه عن حياة الإمام جعفر الصّادق سلام الله عليه وفضائله ومناقبه، وما جرى له مع الخلفاء، وأخباره ورواياته في الأصول والفروع والآداب والسُنن وأولاده وأصحابه ورواته عليه السّلام.

خصائص (المسنَد)

يمتاز (مُسنَد الإمام الصّادق عليه السّلام) بخصائص عديدةٍ، يمكن ذكر بعضها على النحو التالي:

أولاً: العَنْوَنة الدقيقة لمئات المواضيع الفرعيّة، ما يوفّر على الباحث وقتاً وجهداً.

ثانياً: الترتيب المنطقي للمواضيع، حيث أوردها بشكل علمي وتدرّج تأريخي يتسلسل معها القارئ بيسر وسهولة.

ثالثاً: الجمع المتكامل لرواة الإمام الصّادق عليه السّلام، مع تعريفٍ مفيدٍ وإرجاع إلى رواياتهم داخل الكتاب، بذكر الباب الذي وردت فيه أخبارهم ورقم الحديث الوارد عنهم، وقد بلغ بهم إلى (2144) راوياً.

رابعاً: ختم المؤلّف كتابه بقائمةٍ تُبيّن عدد الأحاديث المرويّة في كلّ جزء من أجزاء الكتاب، وقد بلغ المجموع الكلّي (38559) حديثاً.

 

مصادر (المسنَد)

قال المؤلّف: «أخذتُ أحاديثه ورواياته عن المصادر المشهورة والكتب المعروفة عند علماء الفريقين، تفحّصتُ كتب الأحاديث واستخرجتُ روايات الإمام أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصّادق عليهما السّلام من مصادرها، ورتّبتها على الكتب والأبواب حسب الموضوع ..ثمّ إنّي أروي رواية الإمام الصّادق عليه السّلام عن مشايخي العظام بالإسناد المتّصل حتى ينتهي إلى الإمام أبي عبد الله الصّادق عليه السّلام».

 

فصول (المُسنَد)

جاء (مُسنَد الإمام الصّادق عليه السّلام) في ثلاثة فصول توزعت على (22) جزءاً، وهي كالتالي:

الفصل الأول: في حياة الإمام جعفر الصّادق عليه السّلام، ومناقبه وفضائله، وما وقع بينه وبين زيد الشهيد ومحمّد بن عبد الله بن الحسن، والمنصور الدوانيقي، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري.

ومن روايات هذا الفصل، نقرأُ ما رُويَ من آيات الله الظاهرة التي تحقّقت على يدي الإمام الصّادق عليه السّلام، ممّا يدلّ على إمامته وحقّه، وبطلان مقال من ادّعى الإمامة لغيره، ومنها الرواية التالية: «روى الشّيخ المُفيد أنّ داوُدَ بنَ عليّ بن عبد الله بن عبّاس قَتلَ المُعلّى بن خُنَيْس -مولى جعفر بن محمّد عليهما السّلام- وأَخذَ مالَه، فدخل عليه جعفر عليه السّلام، فقال له: قتلتَ مولاي وأَخذتَ مالي، أَما علمتَ أنّ الرّجلَ ينامُ على الثُّكل ولا ينامُ على الحرب، أما واللهِ لأَدعُوَنَّ الله عليكَ.

فقال له داوُدُ: أتتهدّدُنا بدعائِكَ؟ كالمستهزئ بقوله. فرجع أبو عبد الله عليه السّلام إلى داره، فلم يَزلْ ليَله كلّه قائماً وقاعداً، حتّى إذا كان السّحُر سُمِعَ وهو يقولُ في مُناجاتِه: يا ذا القُوّةِ القويّةِ، ويا ذا المِحالِ الشّديدِ، ويا ذا العزّةِ التي كلُّ خلقِكَ لها ذليلٌ، اكفِني هذا الطاغيةَ وانتقِمْ لي منه.

فما كان إلّا ساعة حتّى ارتفعتِ الأصواتُ بالصياح، وقيلَ: قد ماتَ داوُدُ بن عليّ السّاعة».

الفصل الثاني: في الأحاديث والأخبار المرويّة عن الإمام الصّادق عليه السّلام، في التوحيد والنّبوة والإمامة والأحكام والسُنَن.

الفصل الثالث: مُعجم الرواة عن الإمام الصّادق عليه السّلام، الذين حدّثوا عنه أحاديث متّصلة أو مرسلة، مرتّبة أسماؤهم على حروف المُعجم، وذكر أحوالهم وما قيل في شأنهم من المدح والجرح بشكل مختصر.

 

«شفاعتنا لا تنال مستخفّاً بالصّلاة»

إنّ (مُسنَد الإمام الصّادق عليه السّلام) جهد نوعيّ مشكور، يُغني الباحثين عن مراجعة مئات المصادر، ويُوفّر لهم أبواباً جاهزةً للتحقيق والتأليف والمراجعة والاستفادة من حياة الإمام جعفر الصّادق صلوات الله وسلامه عليه، فجزى الله تعالى (الشّيخ عزيز الله العُطاردي) خير جزاء المُحسنين، ورحمهُ برحمته الواسعة.

وفي أجواء شهادة الإمام جعفر الصّادق عليه السّلام في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 هجريّة، نقرأُ في الجزء الأول من الكتاب -باب شهادته عليه السّلام- ما يلي:

«...عن أبي بصير، قال: دخلتُ على أُمّ حميدة أُعزّيها بأبي عبد الله عليه السّلام، فبَكتْ وبَكيتُ لبُكائها، ثمّ قالت: يا أبا محمّد لو رأيتَ أبا عبد الله عليه السّلام عند الموت لرأيتَ عجباً، فتح عينيه، ثمّ قال: اجمعوا إليّ كلّ مَن كان بيني وبينه قرابة، قالتْ: فما تركنا أحداً إلاّ جمعناه، قالتْ: فنظر إليهم، ثمّ قال: إنّ شفاعتَنا لا تَنالُ مستخفّاً بالصّلاة».

اخبار مرتبطة

نفحات