الملف

الملف

06/04/2016

الإمام الكاظم عليه السلام في عقيدة العلماء المسلمين

 

 

الإمام الكاظم عليه السلام في عقيدة العلماء المسلمين

... وفيكم قَد عَرفْنا التّكوينَ والإيجادا

_____ إعداد: «شعائر» _____

بالرغم من الظّلم الكبير الذي ألحقه الحكّام العبّاسيّون بالإمام أبي الحسن الكاظم عليه السلام، وسجنهم إيّاه مدّة طويلة حتّى استشهاده، فإنّ ذلك لم يَحُلْ دون معرفة جمهور المسلمين بفضل الإمام وخصاله الباهرة. وقد عكست كلمات أعلام العلماء من أهل السنّة في أمّهات كتبهم عقيدتَهم علوَّ شأن الإمام علماً وخُلُقاً وجهاداً، نقتطف منها بعض ما جاء في موسوعة (شرح إحقاق الحقّ) لآية الله السيّد المرعشي النجفي رحمه الله. 

* قال العلّامة محمّد بن طلحة الشافعي (ت: 652 هـ) في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول):

«أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم، هو الإمام الكبير القدر، العظيم الشأن، المجتهد الجادّ في الاجتهاد، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، المشهور بالكرامات، يبيتُ الليل ساجداً وقائماً، ويقطع النهار متصدّقاً وصائماً، ولفرط حِلمه وتجاوزه عن المعتدين عليه دُعي كاظماً.

كان يجازي المسيء بإحسانه، ويقابل الجاني بعفوه عنه، ولكثرة عبادته كان يُسمّى بالعبد الصالح، ويُعرف في العراق بباب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسّلين إلى الله تعالى به، كراماته تحار منها العقول، وتقضي بأنّ له عند الله قدمَ صدقٍ لا تَزِلُّ ولا تزول».

وقال معقّباً على كرامات الإمام عليه السلام، بعد أن روى بعضاً منها: «فهذه الكرامات العالية الأقدار، الخارقة العوائد... لا يُعطاها إلّا مَن فاضت عليه العناية الربّانية وأنوار التأييد... وما يلقّاها إلّا ذو حظّ عظيم».

* وجاء في (تذكرة الخواصّ) (ت: 654 هـ) لسبط ابن الجوزي قوله عن الإمام عليه السلام:

«يلقّب بالكاظم والمأمون والطيّب والسيد، وكنيته أبو الحسن، ويُدعى بالعبد الصالح لعبادته واجتهاده وقيامه بالليل... وكان موسى جواداً حليماً».

* وقال أيضاً في (صفة الصفوة): «كان [الإمام الكاظم عليه السلام] يدعى العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وكان كريماً حليماً إذا بلغه عن رجل أنّه يؤذيه بعثَ إليه بمال».

* وقال العلّامة زين الدين الشهير بابن الوردي (ت: 749 هـ) في (ذيل تاريخ أبي الفداء):

«إنّ الكاظم كان إذا صلّى العتمة حمد الله ومجّده ودعاه إلى أن يزول الليل، ثمّ يقوم يصلّي حتّى يطلع الصبح، فيصلّي الصبح، ثمّ يذكر الله حتّى تطلع الشمس، ثمّ يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثمّ يرقد ويستيقظ قبل الزوال، ثمّ يتوضّأ ويصلّي حتّى يصلّي العصر، ثمّ يذكر الله حتّى يصلّي المغرب، ثمّ يصلّي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه إلى أن مات..».

* وقال العلامة عبد الله اليافعي (ت: 768 هـ) في (مرآة الجنان):

«السيّد أبو الحسن موسى الكاظم ولد جعفر الصادق، كان صالحاً عابداً جواداً حليماً كبير القدر، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر المعصومين في اعتقاد الإماميّة، وكان يُدعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده، وكان سخيّاً كريماً..». ثمّ ينقل قصّة الإمام مع الرجل العُمَري الذي رجع عن عداوته لأهل البيت عليهم السلام، ببركة خُلُق الإمام العظيم معه.

* وقال العلّامة ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ) في (الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة):

«وكان موسى الكاظم أعبدَ أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفّاً وأكرمهم نفساً، وكان يتفقّد فقراء المدينة ويحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم والنفقات ولا يعلمون من أيّ جهة وصلهم ذلك، ولم يعلموا بذلك إلّا بعد موته، وكان كثيراً ما يدعو: اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ الرّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ».

* وقال ابن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ) في (الصواعق المحرقة):

«موسى الكاظم، وهو وارثه [أي جعفر بن محمّد عليهما السلام] علماً ومعرفة وكمالاً وفضلاً، سُمّي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفاً عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم».

* ويروي بعض هؤلاء العلماء ما يتعلّق بكراماته عليه السّلام في مرقده الشّريف، فقد روى الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الشافعي «الخطيب البغدادي» (ت: 463 هـ) في (تاريخ بغداد) يقول: «..(عن) الحسن بن إبراهيم أبي عليٍّ الخلّال، قال: ما همّني أمر فقصدتُ قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلّا سهّل الله تعالى لي ما أحبّ».

* ومن الأعلام المسلمين السنّة مَن مدح الإمام الكاظم عليه السلام مُعبّراً عن عقيدته وولائه شعراً:

ومن هؤلاء السيّد عبد الغفّار بن عبد الواحد بن وهب الموصلي البغدادي البصري، المتوفّى سنة 1291 للهجرة، في (ديوان الأخرس)، الذي وفد إلى المرقد المطهّر حاملاً هدية أحد السلاطين، وهي ستائر كانت على الضريح النبويّ الشريف، لتوضع على ضريح الإمام، فقال مادحاً ومتوسّلاً من ضمن قصيدة طويلة:

يا إمامَ الهُدى ويا صَفْوَةَ اللهِ

ويا مَنْ هَدى هُداهُ العِبادا

يا ابْنَ بِنْتِ الرَّسولِ يا ابْنَ عَلِيٍّ

حَيِّ هَذا النّادي وَهَذا المُنادى

قَدْ أَتَيْنا بِثَوْبِ جَدِّكَ نَسْعى

وَأَتْيناكَ سَيِّدي وِفادا

فَأَتْيناكَ راجِلينَ احْتِراماً

وَاحْتِشاماً وَهَيْبَةً وَانْقِيادا

نَتَهادى بِهِ إِلَيْكَ جَميعاً

وَبِهِ كانَتِ المَطايا تَهادى

رامياتٍ سَهْمَ النَّوى عَنْ قِسِيٍّ

قاطِعاتٍ دَكادِكاً وَوِهادا

طالباتٍ (موسى بنَ جعفرٍ) فيه

وَكَذا القُدْوَةَ (الإمام الجوادا)

مِنْ نَبِيٍّ قَدْ شَرَّفَ العَرْشَ لَمّا

أَنْ تَرَقّى بِاللهِ سَبْعاً شِدادا

شَرَفٌ في ثِيابِ قَبْرِ نَبِيٍّ

عَطَّرَتْ فِي وُرودِهَا بَغْدَادَا

أَنْتُمْ عِلَّةُ الوُجودِ وَفيكُمْ

قَدْ عَرَفْنا التَّكْوينَ وَالإِيجادا

(كاظِمُ الغَيْظِ) سالِمُ الصَّدْرِ عافٍ

وَما هَوَى قَطّ صَدْرُهُ الأَحقادا

قَدْ وَقَفْنا لَدى عُلاكَ وَأَلْقَيْنا

إِلى بابِكَ الرَّفيعِ القِيادا

مَعَ أَنَّ الذُّنوبَ قَدْ أَوْثَقَتْنا

نَرْتَجي الوَعْدَ نَخْتَشي الإِيعادا

أَيُّها الطاهِرُ الزَّكِيُّ أَغِثْنا

وَأَنِلْنا الإِسْعافَ وَالإِسْعادا

        

  

* ونختم بما قاله العلّامة يوسف بن إسماعيل النبهاني (ت: 1350 هـ) في (جامع كرامات الأولياء):

«موسى الكاظم، أحد أعيان أكابر الأئمّة، من ساداتنا آل البيت الكرام، هُداة الإسلام رضي الله عنهم أجمعين، ونفعنا ببركاتهم، وأماتنا على حبّهم وحبّ جدّهم الأعظم صلّى الله عليه [وآله] وسلّم».

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

07/04/2016

دوريات

نفحات