وصايا

وصايا

10/12/2018

وصية الفقيه الشيخ عبد الله المامقاني إلى أحبّته وذريّته

 

التفكّر رأس العبادات وروح الطاعات

وصية الفقيه الشيخ عبد الله المامقاني إلى أحبّته وذريّته

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال أمير المؤمنين في وصيته لابنه اِلإمام الحسن عليهما السلام: «..ووجدتُك بعضي، بل وجدتُك كلّي، حتّى كأنّ شيئاً لو أصابَك أصابني، وكأنّ الموتَ لو أتاكَ أتاني..».

دأب العلماء على تدوين وصايا أخلاقية وعلمية لأبنائهم ضمّنوها عصارة علومهم وتجاربهم، فجاءت مضمّخة بعبَق الحنان واللّطف الأبويّين. ومن هؤلاء العلماء، الفقيه الشيخ عبد الله المامقاني رضوان الله عليه الذي أفرد وصيّة شاملة في كتاب عنونه: (مرآة الرّشاد في الوصيّة إلى الأحبّة والذريّة والأولاد). قال في مقدّمتها: «..وخِفتُ أن يُدركني الأجَل قبل تربية ولدي وفلذة كبدي.. فرأيتُ أن أفرِد رسالةً تتضمّن وصاياي إليه، وإلى سائر ذريّتي وأحبّائي».

يحتوي الكتاب على حديقة متنوعة من الوصايا العقائديّة، والأخلاقيّة، والعباديّة اخترنا باقة منها.

 

* النظر في أصول الدين: إعلم بُنيّ -هداك الله سبحانه إلى سواء الصراط، وجنّبك المعاصي والزلاّت- أنّ أوّل ما يجب عليك أن تنظر في أصول دينك، وتُحكِم بالأدلّة القطعيّة بنيانَ اعتقادك ويقينك في خالقك.. وأنبيائه.. وأوليائه.

* محاسبة النفس ومراقبتها:  عليك بُنيّ -رزقك الله تعالى خير الدارَين- بأن تحاسِب نفسك قبل أن تُحاسَب.. وعليك بُنيّ بها بملاحظة حضور الربّ واطّلاعه عليك في كلّ حالاتك وحركاتك، وأفعالك وأقوالك..

* التفكّر: فأوصيك بُنيّ به، فإنه من أعظم أسباب تنبّه النفس، وصفاء القلب، وله مدخلٌ عظيم في رفع الكدورات، وكسْر الشهوات، والتجافي عن دار الغرور، والتوجّه إلى دار الخلود والسرور، وأنه رأسُ العبادات ورئيسها، ولُبّ الطاعات بل وروحها.

* الصبر والشكر والرضا: الصبر على البلاء، والشّكر على النَّعماء، والرّضا بالقضاء.

* مكارم الأخلاق: ثمّ أوصيك بُنيّ، بمكارم الأخلاق، ومحامد الأوصاف، ومنها: حفظُ اللسان عمّا لا يعينك، فإنّ أكثر خطايا ابن آدم لسانه...

* التوسّل بالنبيّ وآله الأطهار: وعليك بُنيّ بالتوسّل بالنبيّ وآله صلّى الله عليه وآله، فإنّي قد استقصيتُ الأخبار، فوجدتُ أنّه ما تاب الله على نبيّ من أنبيائه، ممّا صدر منه من الزلّة، إلاّ بالتوسّل بهم.

* إكرام الفقهاء: وعليك بُنيّ بإكرام العاملين من الفقهاء رضوان الله عليهم، فإنّهم أعلامُ الدين، وهم نُوَّاب وليّ العصر عجّل الله تعالى فَرَجه.

* صِلة الرَّحِم: وعليك بصِلة الرَّحِم، فإنّها تُطيل العمر، وتُوسِّع الرزق، وتُرضي الرّب، وتنفع في الدنيا والآخرة.

* مخالفة الهوى: وعليك بُنيّ بمخالفة الهوى والنفْسِ الأمّارة بالسوء، فإنّ متابعتهما سُمّ ناقع، ومرضٌ مُهلك.

* ذِكر الله سبحانه: وعليك بُنيّ بالإكثار من ذِكر الله تعالى، فإنّ ذِكرَه جلّ شأنه يُحيي القلب، ويُكثر البركة، ويُنزل الرحمة والسّكينة.

* الاستغفار: وعليك بكثرة الاستغفار بالأسحار، والمداومة في كلّ صبيحة بمائة مرة: «ما شاءَ الله، لا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بالله، أستغفرُ الله».

* الالتزام بالنوافل: وعليك بُنيّ بالالتزام بنوافل الليل والنهار جميعاً ولو مُخفَّفة، فإنّها مُكمِّلة للفرائض.

* مراجعة الأخبار والمواعظ: وعليك بمراجعة الأخبار والمواعظ ساعةً في كلّ يوم وليلة، فإنّ لها تأثيراً غريباً في إحياء القلب، وحِفظ النفس الأمّارة من الطغيان.

* ترْك الشِّبع وكثرة النوم: وإيّاك بُنيّ من الإفراط في الأكل، فإنّ ذلك يُورِث الكَسَل، وقسوة القلب. وإيّاك وكثرة النوم؛ فإنّها إفناء للعُمر العزيز، من غير حاصل.

* تجنّب كثرة الضحك: وإيّاك بُنيّ وكثرة الضّحك، فإنّ الأخبار قد استفاضت بأنّها تُميت القلب.

* إياك والغِيبة والبهتان: فإنهما يُخلِيان كتابك من أعمال الخير، ويملآنه بالشرّ، لذهاب أعمالك الخيريّة بهما إلى كتاب مَن اغتبته أو بَهَتّ عليه، فتبقى صفرَ الكفّ.. بل مُحمَّلاً أوزارَ غيرك.

* وإيّاكَ والحسد: فإنّ الحاسد لا يَصِلُ عملُه إلى السماء... وهو في التعب في الدنيا والآخرة.

* اِحذر الكَذِب: وإيّاك والكذب، فإنّ الله يَمقُت به العبد ويُذلّه بين خلقه... بل ينبغي ترك التَوْرِية أيضاً، وإنْ لم تكن كذباً.

* تجنّب الشماتة: وإيّاك والشماتة؛ فإنّ عمل الشامت يُضرَبُ به وَجهُ صاحبه، وما أصاب غيرَك، يُمكن أن يُصيبك مِثلُه.

* ترك الكبر والغرور: وإيّاك بُنيّ -أعانك الله سُبحانه على نفسك- والكِبرَ والغرور، فإني قد جرَّبتُ فوجدتُ أنّ من عادة الله جلّ شأنه إذلال المتكبّر وإرغامَ أنفِه، وما اغتررتُ بشيءٍ إلاّ وخيّب اللهُ تعالى رجائي منه.

* الصبر على الفقر ومَرارته: وعليك بُنيّ -رزَقكَ الله الكفاف والعفاف- بحبّ الفقر والصبر على مرارته وسمّهِ، فقد رُوي أنّ الله تعالى قال لموسى عليه السّلام: «إذا رأيتَ الدنيا مُقبلةً عليك فقُل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، عُقوبةٌ عُجّلت في الدنيا، وإذا رأيتَ الدنيا مُدبِرةً عنكَ، فقل: مَرحباً بشِعار الصالحين».

* قصدُ القربة في طلب العِلم، لا الرئاسة: وعليك، بتصحيح القصْدِ في طلب العِلم، وإخلاص النيّة، وتطهير القلب من دَنَس الأغراض الدنيويّة. وإيّاك بُنيّ إن طلبتَ العِلم، وبلغتَ المرتبة العليا منه أن تطلب الرئاسة، وتحنّ نفسك إليها، فإنّها مُهلكة، وللدين مُفْنية، وللراحة سالبة.. وإن أَتَتْكَ قهراً عليك، فعليك بمراقبة نفسِك آناً بعد آن، فإنّ خطرها عظيم.

 

اخبار مرتبطة

  ايها العزيز

ايها العزيز

  دوريات

دوريات

10/12/2018

دوريات

  اجنبية

اجنبية

10/12/2018

اجنبية

نفحات