الملف

الملف

11/05/2020

ملامح من سيرة الإمام الرضا عليه السلام

 

أُعطيَ فهم أمير المؤمنين وعِلمَه

ملامح من سيرة الإمام الرضا عليه السلام

 

وُلد الإمام الرضا عليه السلام، سنة ثمانٍ وأربعين ومائة، وقُبض عليه السلام في صفر -أو ذي القعدة- من سنة ثلاثٍ ومائتين، وهو ابنُ خمس وخمسين سنة.

قال الشيخ الكليني في (الكافي): «وقد اختُلف في تاريخه إلّا أنّ هذا التاريخ هو الأقصد، إن شاء الله».

وقيل: «إن ولادته في حادي عشر ذي الحجّة سنة ثلاث وخمسين ومائة للهجرة، بعد وفاة جدّه أبي عبد الله الصادق عليه السلام بخمس سنين».

أمّه عليه السلام: ذُكرت لها عدّة أسماء؛ أشهرها تُكتَم ونجمة، ويقال لها: أمّ البنين. فلمّا ولدت الرضا عليه السلام، سمّاها الإمام الكاظم «الطاهرة».

كنيته: «أبو الحسن»، ومن سائر ألقابه صلوات الله عليه: «الإمام الرؤوف»، «أنيس النفوس»، «قرّة أعين المؤمنين»...

 

مدة إمامته وملوك عصره

كانت مدّة إمامته وخلافته لأبيه الكاظم عليه السلام، عشرين سنة. وكانت في أيام إمامته:

1- بقية مُلك هارون العباسي..

2- وملك ابنه محمّد الأمين بعده ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً.

3- ثمّ خلع الأمين وأجلس عمّه إبراهيم بن المهديّ، المعروف بابن شكلة، أربعة عشر يوماً.

4- ثمّ أخرج محمّد ثانية وبويع له، وبقي بعد ذلك سنة وسبعة أشهر، وقتله طاهر بن الحسين.

5- ثمّ ملك المأمون: عبد الله بن هارون بعده عشرين سنة.

 

من النصوص على إمامته عليه السلام

* عن يزيد بن سليط الزيدي، قال: لقيتُ موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام فقلت: أخبرني عن الإمام بعدك...

فقال عليه السلام: يا يزيد، إنّي أُؤخَذ في هذه السنة، وعليّ ابني سمِيُّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وسَمِيُّ عليّ بن الحسين عليهم السلام، أُعطِي فَهمَ الأوّلِ وعلمَه وبَصرهَ ورِداءَهُ، وليسَ له أنْ يَتكلّم إلّا بعد هارون بِأربع سنين، فإذا مَضت أربعُ سنينَ فَسَلْهُ عمّا شِئت يُجِبْكَ إنْ شاء اللهُ تعالى».

*عن محمّد بن سنان، قال: دخلتُ على أبي الحسن عليه السلام، قبل أنْ يُحمل إلى العراق بسنة، وعليّ ابنه عليه السلام بين يديه. فقال لي: يا محمّد! قلت: لبّيك. 

قال: إنّه سيكون في هذه السّنةِ حركةٌ فلا تَجزَعْ منها.

ثمّ أطرَق ونكَتَ بيده في الأرض، ورفع رأسه إليّ وهو يقول: يُضِلُّ اللهُ الظالِمينَ ويَفعَلُ اللهُ مَا يشاءُ.

قلت: وما ذاك جُعلتُ فداك؟

قال: مَن ظَـلم ابني هذا حقَّه وجَحَد إمامتَه من بَعدي، كانَ كمَن ظَلمَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ عليه السلام حَقَّه وجَحَدَ إمامتَه مِن بعدِ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

فعلمتُ أنّه قد نعى إليّ نفسه، ودلّ على ابنه. فقلت: واللهِ لَئن مدّ اللهُ في عمري لَأُسلمنّ إليه حقَّه ولأُقرّنَّ له بالإمامة، وأشهد أنّه مِن بعدك حجّةُ الله على خَلقِه، والداعي إلى دينه.

فقال لي: يا محمّد، يمدُ اللهُ في عُمرِك، وتَدعو إلى إمامتِه وإمامةِ مَن يقوم مقامَه مِن بعده.

قلت: مَن ذاك جُعلت فداك؟ قال: محمّدٌ ابنُه.

قلت: فالرّضا والتّسليم.

قال: نعم، كذلك وجدتُكَ في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام، أمَا إنّك في شيعتِنا أَبيَنُ من البّرقِ في اللّيلة الظّلماء... حرامٌ على النّار أنْ تَمَسَّكَ أبداً».

 

بعضُ فضائله ومناقبه عليه السلام

* عن رجاء بن أبي الضحّاك، قال: «بعثَني المأمون في إشخاص عليّ بن موسى الرضا.. فكنتُ معه من المدينة إلى مَرو...

وكان إذا أصبح صلّى الغداة، فإذا سلّمَ جلس في مُصلّاه يسبّحُ الله، ويَحمدُه، ويُكبّره، ويهلّله، ويصلّي على النبيّ وآله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حتى تطلعَ الشمسُ، ثمّ يسجدُ سجدةً يبقى فيها حتى يتعالى النهار...

وكانت قراءتُه في جميعِ المفروضات في الأولى (الحمد) و(إنّا أنزلناه)، وفي الثانية (الحمد) و(قُل هو الله أحد)، إلّا في صلاةِ الغَداةِ والظّهرِ والعصرِ يوم الجمعة...

وكان يَجهرُ بِالقراءة في المغرب، والعشاء، وصلاةِ الليلِ، والشَّفعِ، والوترِ، والغداة...

وكان إذا أقامَ في بلدةٍ عشرةَ أيامٍ صائماً لا يفطرْ، فإذا جَنَّ الليلُ بَدأ باِلصلاة قبل الإفطار، وكان في الطريقِ يُصلّي فرائضَه ركعتَين ركعتَين...

وكان لا يُصلّي من نوافلِ النهار في السفَر شيئاً، وكان يقولُ بعد كلّ صلاة يقصرُها: (سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلّا اللهُ واللهُ أكبر) ثلاثين مرة، ويقولُ: هذا لِتمامِ الصّلاة...

وكان يُكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن...

وكان لا ينزل بلداً إلّا قَصَدَه الناسُ يَستَفتونَه في معالِم دِينِهم، فيُجيبهُم ويُحدّثُهم الكثيرَ عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم...».

* وكان إذا نُصبت مائدتُه، أجلسَ على مائدته مماليكَه حتّى البوّاب والسائسَ والحجّام، حتى يوم وفاته، مع أنّه كان يوم وفاته يتململ كتملمُل السليم من أثَر السّم.

* عن رجل من أهل بلخ، قال: «كنت مع الرضا عليه السلام في سفره إلى خراسان، فدعا يوماً بمائدةٍ له، فجَمَع عليها مواليه من السودان وغيرهم، فقلت: جعلتُ فِداكَ، لو عَزلْتَ لِهؤلاء مائدة.

فقال: مَه، إنّ الربَّ تباركَ وتعالى واحدٌ، والأمَّ واحدةٌ والأبَ واحدٌ، والجزاءُ بالأعمال».

* ومرّ رجلٌ بأبي الحسن الرضا عليه السلام، فقال: أعطِني على قَدرِ مُروّتِك.

قال عليه السلام: لا يَسعني ذلك.

فقال: على قدر مروّتي.

قال: أمّا إذاً، فنعم، ثمّ قال: يا غلام، أعطِه مائتي دينار».

 (انظر: بحار الأنوار: المجلّد التاسع والأربعون؛

عيون أخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق، مجلّدان)   

 

اخبار مرتبطة

  تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

نفحات