تاريخ
..الآن، حَلَّ قتالُهم
أخذَ عليٌّ عليه السلام مصحفاً «يوم الجَمل»، فطافَ به في أصحابِه، وقال: مَن يأخذُ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول؟
فقام إليه فتًى من أهل الكوفة، عليه قباءُ أبيض محشوّ، فقال: أنا. فأَعْرَض عنه، ثمَّ قال: مَن يأخذُ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول؟
فقال الفتى: أنا. فأَعْرَض عنه، ثمَّ قال: مَن يأخذُ هذا المصحف يدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول؟
فقال الفتى: أنا. فدَفَعَه إليه، فدعاهُم، فقطعوا يدَه اليُمنى، فأخذَه بيده اليُسرى، فَدَعاهم، فقَطعوا يدَه اليسرى، فأخَذَهُ بصدره والدّماء تسيل على قبائه، فقُتِل رضي اللهُ عنه!
فقال عليٌّ عليه السلام: الآن، حلَّ قتالُهم.
***
[وفي رواية أخرى]: فقال عليٌّ عليه السلام لأصحابه: أيُّكم يَعرضُ عليهم هذا المصحف وما فيه، فإنْ قُطِعت يدُه أخذَه بيدِه الأخرى، وإنْ قُطعت أخذَه بأسنانه، قال فتًى شابّ: أنا. فطاف عليٌّ عليه السلام على أصحابه يعرضُ عليهم ذلك، فلم يقبلْهُ إلَّا ذلك الفتى، فقال له عليٌّ عليه السلام: أُعرُض عليهم هذا، وقل: هو بيننا وبينكم من أوَّلِه إلى آخرِه، والله في دمائنا ودمائكم. فحُمِل على الفتى وفي يده المصحف، فقُطعت يداه، فأخذَه بأسنانه حتّى قُتِل. ".." (الطبري، تاريخ الأُمم والملوك)
بلدان
الفِرزل
ناحيةٌ من نواحي معرَّة النُّعمان [بين حلب وحماة في سوريا] في العَلاة. والعلاة كُورة من كُورِها. [أي من كُور المعرّة]
والفِرزل أيضاً: من قرى بقاع بعلَبك، كبيرةٌ نَزِهَة، في لحف [سفح] جبلها الغربيّ، فيها الزّبيبُ الجوزاني، ويُعمَل بها الملبن المسمَّى بـ «جلد الفرس»، وهو من خصائصها، وبها قومٌ يعرَفون بـ «بني رجاء»، وهم رؤساؤها، معروفون بالكرَم وإقراءِ الضّيوف، والتّجمُّلِ الظّاهرِ في الملبس والمأكل والمَشرب والمركب.
وفي (القاموس المحيط): الفِرزل بالكسر: القيدُ، والمقراضُ يقطعُ به الحدّادُ الحديد. وفرزلَه: قيَّدَه. ورجلٌ فُرزل كَقُنفذ: ضخم.
أَسْفَرايِين
بالفتح ثمَّ السكون، وفتح الفاء، وراء، وألف، وياء مكسورة، وياء أخرى ساكنة، ونون: بُلَيدةٌ حصينةٌ من نواحي نيسابور، على منتصف الطّريق من جرجان. واسمُها القديم «مهرجان»، سمَّاها بذلك بعضُ الملوك لخضرتِها ونضارتِها. و«مهرجان» قريةٌ من أعمالها.
قال بعضهم: أصلُها من أسبرايين، بالباء الموحَّدة، و«أسبر» بالفارسية هو التِّرس، و«آيين» هو العادة، فكأنّهم عُرِفوا قديماً بحمل التِّراس فسُمِّيت مدينتُهم بذلك.
وقيل: بناها «إسفنديار» فسُمِّيت به، ثمَّ غُيِّر لتطاول الأيّام. وتشتملُ ناحيتُها على أربعمائة وإحدى وخمسين قرية.
(معجم البلدان، الحموي)