تاريخ  و بلدان

تاريخ و بلدان

منذ 6 أيام

تاريخ و بلدان

تاريخ

فَأَنْهَضَني إِلَيْهِ رَسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.. وَعَمَّمَني بِيَدِه

من كلامٍ لأمير المؤمنين عليه السّلام عند منصرَفه من وقعة النهروان، يَصِف فيه حالَ المسلمين يومَ الأحزاب، وقد ورد قوله عليه السلام في سياق إجاباته على أسئلة رأس اليهود:

«..فَإِنَّ قُرَيْشاً وَالعَرَبَ تَجَمَّعَتْ وَعَقَدَتْ بَيْنَها عَقْداً وَميثاقاً لا تَرْجِعُ مِنْ وَجْهِها حَتَّى تَقْتُلَ رَسولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتَقْتُلَنا مَعَهُ مَعاشِرَ بَني عَبْدِ المُطَّلِبِ؛ ثُمَّ أَقْبَلَتْ بِحَدِّها وَحَديدِها حَتَّى أَناخَتْ عَلَيْنا بِالمَدينَةِ، واثِقَةً بِأَنْفُسِها فيما تَوَجَّهَتْ لَهُ، فَهَبَطَ جَبْرَئيلُ، عَلَيْهِ السَّلامُ، عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَأَنْبَأَهُ بِذَلِكَ، فَخَنْدَقَ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُهاجِرينَ والأَنْصارِ.

فَقَدِمَتْ قُرَيْشٌ فَأَقامَتْ عَلى الخَنْدَقِ مُحاصِرَةً لَنا، تَرَى في أَنْفُسِها القُوَّةَ وَفينا الضُّعْفَ، ترعدُ وتبرقُ! وَرَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يَدْعوها إِلى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَيُناشِدُها بِالقَرابَةِ وَالرَّحِمِ فَتَأْبى، وَلا يَزيدُها ذَلِكَ إِلَّا عُتُوّاً! وَفارِسُها وَفارِسُ العَرَبِ، يَوْمِئِذٍ، عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ، يَهْدُرُ كَالبَعيرِ المُغْتَلِمِ، يَدْعو إِلى البِرازِ، وَيَرْتَجِزُ وَيَخْطُرُ بِرُمْحِهِ مَرَّةً وَبِسَيْفِهِ مَرَّةً، لا يَقْدُمُ عَلَيْهِ مُقْدِمٌ، وَلا يَطْمَعُ فيهِ طامِعٌ، وَلا حَمِيَّةَ تُهَيِّجُهُ ولا بَصيرَةَ تُشَجِّعُهُ، فَأَنْهَضَني إِلَيْهِ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَمَّمَني بِيَدِهِ، وَأَعْطاني سَيْفَهُ هَذا - وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلى ذي الفَقارِ - فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ وَنِساءُ أَهْلِ المَدينَةِ بَواكٍ إِشْفاقاً عَلَيَّ مِنْ ابْنِ عَبْدِ وُدٍّ! فَقَتَلَهُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، بِيَدي، وَالعَرَبُ لا تَعُدُّ لَها فارِساً غَيْرَهُ*، وَضَرَبني هَذِهِ الضَرْبَةَ - وَأَوْمأ بِيَدِهِ إِلَى هامَتِهِ الشّريفة - فَهَزَمَ اللهُ قُرَيْشاً وَالعَرَبَ بِذَلِكَ، وَبِما كانَ مِنِّي فيهِمْ مِنَ النِّكايَةِ.

ثُمَّ الْتَفَتَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، إِلى أَصْحابِهِ فَقالَ: أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ قالوا: بَلَى يا أَميرَ المُؤْمِنينَ».

(الخصال، الشيخ الصدوق)

* أي أن العرب لا تعُدُّ لنفسها فارساً غيرَه. أو لا تعدِلُه فارساً، أي لا تُساوي به أحداً من أقرانه

 

بلدان  


قاسيون

جبلٌ يطلّ على مدينة دمشق بارتفاع 1,150 متراً، ويعدّ مَعلَماً سياحيّاً تاريخيّاً. وهو امتداد جغرافيّ لسلاسل الجبال السّوريّة الغربيّة.

تقع فيه بعض أحياء دمشق مثل حيّ المهاجرين، وحيّ ركن الدّين، وحيّ «أبو رمّانة»، وحيّ الشّيخ محيي الدّين ابن عربيّ، وفيه مسجده الأثريّ وضريحه ومدرسته وتِكيته، ومضخّة مياهه التّراثيّة (النّاعورة).

ويحوي مَعلماً أثريّاً، وهو «مغارة الدّم» أو ما يسمّى «مقام الأربعين». قال الحمويّ في (معجم البلدان): «قاسيون هو الجبلُ المشرف على مدينة دمشق، وفيه عدّة مغاور، وفيها آثار الأنبياء وكهوف، وفي سفحه مقبرة أهل الصّلاح، وهو جبل معظّم مقدّس، يُروى فيه آثار وللصّالحين فيه أخبار... وبه مغارة تعرف بمغارة الدّم، يقال بها قتل قابيلُ أخاه هابيل، وهناك شبيه بالدّم يزعمون أنّه دمه باقٍ إلى الآن، وهو يابس، وحجر مُلقى يزعمون أنّه الحجر الذي فلق به هامته؛ وفيه مغارة الجوع، يزعمون أنّه مات بها أربعون نبيّاً».

عُمِّرت سفوح جبل قاسيون منذ زمن سحيق بالمساكن بعيداً عن مدينة دمشق المنخفضة داخل السّور. بلغ العمران على سفوحه الدّنيا شأواً كبيراً خلال القرنين الثّاني عشر والثّالث عشر، وفيه المنشآت التّراثيّة الكثيرة والأسواق والأزقّة التي ترجع إلى هذين العصرين. كما شُيّدت على قمّة قاسيون الجنوبيّة الغربيّة قاعة كبيرة من الحجارة، تعلوها قبّة السّيّار التّاريخيّة، التي ارتادها فلكيّو الماضي. 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ 5 أيام

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات