تاريخ

فاضرِبْ أعناق الستّة

قال ابن أبي الحديد: «روى معمّر بن سليمان التيميّ، عن أبيه، عن سعيد بن المسيّب، عن ابن عبّاس، قال: سمعتُ عمر بن الخطّاب يقول لأهل الشورى: (إنّكم إنْ تعاونتُم وتوازرتُم وتناصحتُم أكلتموها وأولادُكم، وإنْ تحاسدتُم وتقاعدتُم وتدابرتُم وتباغضتُم، غلبَكم على هذا الأمر معاوية بن أبي سفيان)، وكان معاوية حينئذٍ أميرَ الشام.

ثمّ قال [عمر]: ادعوا إليّ أبا طلحة الأنصاري، فدعوه له، فقال: انظر يا أبا طلحة، إذا عدتُم من حُفرتي، فكن في خمسين رجلاً من الأنصار حاملي سيوفكم، فخُذ هؤلاء النفر بإمضاء الأمر وتعجيلِه، واجمعْهم في بيت، وقِف بأصحابك على باب البيت ليتشاوروا ويختاروا واحداً منهم، فإنِ اتّفق خمسةٌ وأبى واحدٌ فاضرِب عنُقَه! وإن اتّفق أربعةٌ وأبى اثنان فاضرب أعناقهما! وإن اتّفق ثلاثةٌ وخالف ثلاثة، فانظر الثلاثةَ التي فيها عبد الرحمن [بن عوف]، فارجِع إلى ما قد اتّفقتْ عليه، فإنْ أصرّت الثلاثة الأخرى على خلافها فاضرب أعناقها! وإنْ مضتْ ثلاثةُ أيّامٍ ولم يتّفقوا على أمر، فاضرب أعناق الستّة!!! ودعِ المسلمين يختاروا لأنفسهم».

(ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة: ج 1/ ص 187)

بلدان

باكستان

ظهرت دولة باكستان – واسمها الرسمي «جمهورية باكستان الإسلامية» - في الرّابع عشر من آب سنة 1947م على أثر تقسيم الهند عندما أعلنت الولايات الإسلاميّة الواقعة شمال غرب الهند انفصالَها، نتيجةً للاستفتاءات الّتي جَرَتْ فيها، وتولّى محمّد علي جناح – الذي يعتبر مؤسّس الدولة - رئاسةَ البلاد.

و«باكستان» تعني: الأرضَ الطّاهرة، وقد أطلقَه لأوّل مرّة العلّامة والفيلسوف الإسلاميّ محمّد إقبال المتوفّى عام 1933م.

وكانت باكستان وبنغلادش تشكّلان دولة واحدة تضمّ مسلمي شبه القارّة الهنديّة، حتّى انفصلت بنغلادش عام 1971م.

تبلغ مساحة باكستان 803،943 كم²، وعاصمتها إسلام آباد، وأهمّ المدن: مدينة كراتشي، وهي العاصمة القديمة، والميناء الوحيد لباكستان، تقع على بحر عُمان (جزء من المحيط الهندي)، وهي أكبر المدن من حيث السّكّان، ومدينة لاهور.

يبلغ عدد السّكّان 122،5 مليون نسمة (في العام 1993م)، يتجمّعون على امتداد نهر السّند، الّذي يمتدّ على طول البلاد، وهم يتكلّمون اللّغة الأُوردِيّة الّتي تُكتَب بحروفٍ عربيّة.

تتألّف باكستان جغرافيّاً من منطقتَين: السّهول في الشّرق، والمرتفعات في الغرب، ومناخها حارّ جدّاً في الصّيف.

أهمّ المنتجات الزّراعيّة هي الأرز، وتتألّف مواردها المنجميّة من البترول والفحم، إلّا أنّ الغاز الطّبيعيّ يوجد بكمّيّة أكبر.

وتُعدّ باكستان من أكثر الدّول الإسلاميّة تطوّراً في الأبحاث النّوويّة، وهي تتعرّض بسبب ذلك للمضايقات الصّهيونيّة، والهنديّة، بالإضافة إلى وجود مشكلات حدوديّة قديمة مع الهند بشأن إقليم كشمير المسلم، الّذي تحتلّ الهند قسماً كبيراً منه.

(الموسوعة الإسلاميّة الميسّرة)