كلمات في صفة الدنيا
الضيفُ مرتحِل والعاريّة مردودة
*
عن النبيّ صلّى الله عليه وآله، قال: «أيّها الناس، إنّ مَن في الدنيا ضيفٌ، وما
في أيديهم عارِيّةٌ، وإنّ الضيفَ مرتحِلٌ، والعاريّةَ مردودةٌ».
*
وعن أمير المؤمنين عليه السلام: «أشهدُ بالله، ما تَنالونَ من الدّنيا نعمةً تفرحونَ
بها إلّا بفِراقِ أُخرى تَكرهونها».
*
ورُوي أنّ لقمان الحكيم لمّا خرج من بلاده، نزل
بقريةٍ بالموصل يقال لها كوماس (كومليس). فلمّا ضاق بها ذرعه، أغلق الأبواب وأدخل
ابنه يعظُه، فقال:
«يا بنيّ، إنَّ الدُّنيا
بَحرٌ عَميقٌ، هلكَ فيها ناسٌ كثيرٌ. تَزَوَّدْ من عملِها، واتَخِذ سفينةً حَشوُها
تقوى الله،
ثمّ اركَبِ الفُلْكَ تَنجو،
وإنِّي لَخائفٌ أنْ لا تَنجُو.
يا بنيّ، السّفينةُ إيمانٌ،
وشِراعُها التّوكُّل، وسَكّانها الصَّبرُ، ومَجاذيفُها الصَّومُ والصَّلاةُ والزَّكاةُ.
يا بُنيّ، مَن رَكِبَ
البَحرَ مِن غيرِ سفينةٍ غَرق».
(الريشهري، ميزان
الحكمة)
تفصيلُ
الأموال وضروب الفقر
*
إذا كانَ المَالُ مَوْرُوثاً فهو تِلادٌ، فإذا كانَ مكْتَسَباً فهو طَارِف، فإذَا كانَ مَدْفُوناً فَهُوَ رِكَاز، فإذا كَانَ لا
يُرْجَى فهو ضِمَار....
فإذا كانَ ضَيْعَةً ومُستَغَلاً فهو عَقَارٌ.
* إِذَا ذَهَبَ مَالُ الرَّجُلِ، قِيلَ: أنْزَفَ وأنْفَضَ.
*
فإذا سَاءَ أَثَرُ الجَدْبِ والشِّدَّةِ عَلَيهِ وأَكَلَتِ السَّنةُ مالَهُ،
قِيلَ: عُصِّبَ فلاَن.
*
فإذا قَلَعَ حِلْيةَ سَيْفِهِ لِلْحَاجَةِ والخَلَّةِ، قِيلَ: أَنْقَحَ فُلانٌ.
*
فإذا أَكَلَ خُبْزَ الذُّرَةِ ودَاوَمَ عَلَيهِ لعَدَم غَيْرِهِ، قِيلَ: طَهْفَلَ.
*
فإذا لَمْ يَبْقَ لَه طَعام قِيلَ: أقْوَى.
*
فإذاَ ضَرَبَهُ الدَّهْر بالفَقْرِ والفَاقَةِ، قِيلَ: أصْرَمَ وألفَجَ.
*
فإذا لَمْ يَبْقَ لَهُ شَيءٌ، قِيلَ: أَعْدَمَ وأمْلَقَ.
*
فإذا ذَلَّ في فَقْرِهِ حَتَّى لَصِقَ بالدَّقْعَاءِ، وَهَي التُّرَابُ، قِيلَ: أدْقَعَ.
*
فإذا تَنَاهَى سُوءُ حَالِهِ في الفَقْرِ، قِيلَ: أفْقَعَ.
(الثعالبي، فقه اللغة -
مختصر)