ظلامة الزهراء عليها السلام في النصوص والآثار
كتاب (إزاحة الارتياب عن حديث الباب) للعلامة الميانجي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ قراءة: محمود إبراهيم ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتاب: ظلامة الزهراء عليها السلام في النصوص والآثار - إزاحة الارتياب عن حديث الباب
المؤلّف: العلامة الشيخ علي الأحمدي الميانجي
الناشر: «المركز الإسلامي للدراسات»، بيروت 2003م
كتابة التاريخ أمانةٌ إنسانيّة، والكذب في هذه المهمّة الخطيرة خيانة عظمى على مدى الأزمان والأجيال؛ لِما يترتّب على ذلك الكذب أو التحريف من الآثار الخطيرة في معتقدات الناس وسلوكهم ومواقفهم.
لذا، لا بدّ لهذه الكتابة، أن يتوفّر لها قبل كلّ شيء: التقوى والعلم والإحاطة، والشعور بالمسؤولية ويقظة الوجدان، والصدق وأداء الأمانة. لا سيّما إذا كانت تتعرّض لتثبيت القضايا الدينيّة والرساليّة، وتشخيص المعالم المهمّة الخطيرة في حياة الإسلام والمسلمين، وتمييز المنافقين من الصادقين، والظَّلمة من المقسِطين.
ولقد جهد عددٌ من مؤرّخي ومحدّثي البِلاط وأنظمة الجور في التلاعب بحقائق التاريخ: طمساً أو تحريفاً، أو اختلاقاً لأخبار لا واقع لها، أو حذفاً وتغييراً في النصوص، أو توجيهاً تحريفيّاً غير منطقي، أو تشكيكاً في ما ثبت واشتهر من الوقائع المهمّة.
لكنّ ذلك، بحمد الله تعالى، استدعى أصحابَ الضمائر الحيّة إلى أن يُجرّدوا أقلامهم الغيورة لجمع الحقائق المتناثرة، وتصنيفها وتبويبها، وعرضها على شكل لوائح متكاملة، مقرونة بالبحوث الاستدلاليّة المُثبِّتة للحقّ، والفاضحة للباطل.
ومن تلك الأقلام ما دوّن لنا هذا الكتاب الذي بين أيدينا (ظُلامة الزهراء عليها السلام).
مقدّمة الكتاب
يقول المؤلّف المرحوم العلامة الشيخ علي الأحمدي الميانجي، معرّفاً بالكتاب:
«هذه رسالة وجيزة متواضعة سمّيتُها: (إزاحة الارتياب عن حديث الباب). وقد دعاني وحثّني على تأليفها أنّي قرأت في أحد الكتب استبعاد حديث إحراق الدار، وعصر بَضعة الرسول صلّى الله عليه وآله، ثمّ بعد لأْيٍ من الزمن سمعتُ من البعض الشكَّ والتردّد في هذا الموضوع... فجعلني ذلك أُصمّم وأعزم على التتبّع والتفحّص في كُتب الحديث والتاريخ، وأتحقّق وأتثبّت في الآثار، وإنْ كان الوصول إلى الأدلّة المقنعة في كُتب السنّة صعباً ومُشكلاً...
ومع ذلك، فقد مَنّ الله سبحانه وتعالى علَيّ وأكرمني بأن عثرتُ على مصادر في إثبات تلك الفاجعة المؤلمة المقرحة للأكباد، وذلك في مصادر السنّة والشيعة، بما فيه إقناع للمتثبّت المحقّق، فرتّبتها على فصول، راجياً أن يرتفع بذلك استبعاد المُنكرِين..».
متن الكتاب
جاء الكتاب في سبعة فصول، وبهذه العناوين:
الفصل الأوّل: الأحاديث الواردة في حبّ عليٍّ عليه السلام وبُغضه. أورد المؤلّف في ذلك (75) حديثاً من طُرق السنّة والشيعة، ثمّ أثبت من خلالها أنّ عليّاً عليه السلام هو ميزان الحقّ وبه يُعرَف المؤمنون.
الفصل الثاني: مبغِضو أمير المؤمنين عليّ عليه السلام. وقد أورد العلامة الميانجي في هذا الفصل (106) خبراً، محاولاً من خلالها استقصاء المبغضين لأمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ فتحَ عنواناً سمّاه: «غاية المطاف»، عرض فيه أسباب ذلك البُغض ودوافعه الجاهليّة والدنيويّة.
الفصل الثالث: الهجوم على الدار. نقل تحت العنوان (26) خبراً ممّا روته كتب المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم.
الفصل الرابع: التعرّض للزهراء عليها السلام وإسقاط جنينها. وهذا الفصل أيضاً حمل لنا أخباراً عديدة من كتب الفريقين (42) خبراً، مدعومة بالمصادر، حتّى إذا انتهى المؤلّف منها جاء بهذا العنوان: «مصادر قتل المحسن»، فعدّد منها (24) مصدراً مع النصوص الواردة فيها، والإرجاعات إلى المصادر الأخرى الوفيرة.
الفصل الخامس: إخبار الرسول صلّى الله عليه وآله بما سيجري على أهل بيته عليهم السلام. ومصادر هذا الفصل معظمها إمامية، عقّبها المؤلّف بملاحظاته واستدلالاته وخلاصاته أحياناً.
الفصل السادس: كلام العلاّمة السيد مرتضى العسكري، وهو حول التحصّن في دار فاطمة الزهراء عليها السلام، وقد جاء في (18) صفحة. [انظر: كتاب (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى)، للعلامة العسكري: 1/128]
الفصل السابع: حمل عنوان الاحتجاجات حول قضيّة ظلامة الزهراء سلام الله عليها، أوردها من كتاب (مأساة الزهراء عليها السلام: ج 2، الفصل الثالث) للسيّد المحقّق جعفر مرتضى العاملي، وهي (30) احتجاجاً مِن قبل مشاهير علماء السنّة والشيعة أثبتوا القضيّة على نحو القطع، منهم:
القاضي عبدالجبار المعتزلي، الشريف المرتضى، الشيخ الطوسي، السيّد ابن طاوس، نصير الدين الطوسي، العلاّمة الحلّي، شمس الدين الإسفرائيني، القوشجي، البياضي العاملي، المحقّق الكركي، ابن مخدم عربشاهي، الشهيد الثالث القاضي التستري، الحرّ العاملي، الشريف أبو الحسن الفتوني، الشيخ جعفر كاشف الغطاء، السيّد عبدالله شبّر، الشيخ محمّد حسن المظفّر، السيّد محمدباقر الصدر.
والمحصّلة التي يخرج بها القارئ، أن كتاب العلامة الميانجي، رحمه الله، يتضمّن جُلّ الوثائق التاريخيّة المحقَّقة، والبراهين العلميّة الموثَّقة، في إثبات الظلم الذي أوقعه «جماعة من الصحابة» على بضعة رسول الله، عقب أيامٍ من وفاته صلّى الله عليه وآله وسلّم.