وثيقة عمَالة المَلك عبْد العزيز*
_____ إعداد: «شعائر» _____
هذه الوثيقة عبارة عن رسالة خطيَّة بتوقيع الملك السعودي المؤسِّس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، بعثها إلى الميجر ديكسن مبدياً سروره لأنّ الحكومة البريطانية أبدت رضاها عنه، حين قرّر عدم التوجّه إلى الحج نزولاً عند رغبتهم كي لا يحصل إشكال بينه وبين الشريف حسين قد يؤدي إلى حرب بين الطرفين. فكافأته الحكومة البريطانية بمنحه مبلغ 5000 (خمسة آلاف) جنيه إسترليني جرّاء انصياعه للرغبة البريطانية، وهو ممتن كثيراً لعطايا حكومة بريطانيا ويتمنّى منهم المزيد من البذل جرّاء إخلاصه وطاعته ووفائه لحكومة جلالة الملك ومَن انتسب إليها، فيقول في رسالته لديكسن:
من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود إلى جناب الأجل الأمجد الأفخم ذو المكارم العليّة والشيَم المرضية حضرة صاحب السعادة الميجر اج آر بي ديكسن (سي آي اي) المفخّم قنصل الدولة البهية البريطانية العظمى بالبحرين دام مجده آمين.
بعد مزيد السلام التام وأكرم التحية والاحترام كتابكم المكرّم المؤرّخ \5 ذي الحجة 1338 هـ وصل وما عرّف [به] جنابكم كان لدى محبّكم معلوم مخصوصاً [خصوصاً] تعريف حضرتكم بأنّ سعادة حكومة جلالة الملك قد اضهرت [أظهرت] كمال سرورها ورضاها لموجب سياستنا في ذاتنا ورعايانا؛ وعدم توجّهنا للحج في هذه السنة وإرسال وفد نيابة عنا وإهدا[ء] حكومة جلالة الملك من نوع الإكرام لنا خمسة آلاف جنيه، وإن حضرتكم كنتم مسورين بذلك، كان عند محبكم معلوم إن ذلك كله من حسن ذات جلالة الملك ولامن [ولِمن] حضرتكم. والآن أرجو من جنابكم أن تبلغون حضرة حكومة جلالة الملك بممنونيتي وتشكراتي، وأيضاً أنني لم أزل محافظاً على الصدق والمعاملة الطيبة مع حكومة جلالة الملك ومن انتسب إليها، ومع حضرتكم معلوم وعند كل ذي عقل إنني لم أزل مجتهد في تسكين جزيرة العرب المتوسطة والاشتغال بأمورها والذب عن جميع الأمور المخالفة؛ لأن لا يتداخلون في شؤون المخالفين من جيرانهم من العرب، وبهذا الأمر كنت مشتغل ومكافي بنفسي ومالي فبموجب حسن مقاصدي بذلك وضني [وظني] في رجال صديقتنا الدولة البهية، وخصوصاً حضرتكم متيقن إن شاء الله أن ينضرون [ينظرون] أزود من ذلك في خلوصي واجتهاداتي وتركي الكثير من مصالحي لموجب خاطر الدولة البهية، ولم أزل إن شاء الله على ذلك. وما عرف [به] حضرتكم من قِبل الهدية وإنه بعد ما تصل بالمركب تقدمونها مع حضرة معتمدكم الشيخ حزام بيك آل مشاري السعدون، فأنا ممنون بذلك، لا بقبول الهدية ولا بالشخص المذكور لأنه رجل عزيز عندنا من الجهتين، [بل] أولاً بموجب محسوبية حضرتكم، وثانياً إن هذا البيت بيت من أشراف العرب، فنقول حياه الله على محله. هذا ما لزم رفعه مما يبدو لحضرتكم من اللوازم نكون ممنونين بذلك، ومن عندنا حضرة سيدي الوالد والإخوان والأولاد يسلمون ودمتم محروسين. حُرر في 20 ذي الحجة سنة 1338. [3 سبتمبر 1920م]. (خِتم عبد العزيز بن سعود)».
* المصدر: كتاب (رسائل عبد العزيز إلى الإنجليز)، لمؤلفه سعود السبعاني، ويتضمّن المراسلات السرية بين ابن سعود «المؤسّس» ورجالات الاستعمار البريطاني، نقلاً عن الوثائق الرسمية لأرشيف وزارة الهند البريطانية، المحفوظة في المكتبة البريطانية – لندن \ تحت رقم: IOR-R-15-2-37-0377