وقال الرسول

وقال الرسول

منذ 6 أيام

الخَوْفُ رَفيقُ القَلْبِ، وَالرَّجاءُ شَفيعُ النَّفْسِ


الخَوْفُ رَفيقُ القَلْبِ، وَالرَّجاءُ شَفيعُ النَّفْسِ

____ إعداد: «شعائر» ____

 

يسمو المؤمن إلى الله، عزَّ وجلّ، بجناحَي الخوف والرّجاء، فإذا استويا بلغ مراتب الإيمان العالية، ويَنْعُمُ القلبُ بالرّجاء بمقدار ما يستقرّ فيه من الخوف.

ما يلي، أحاديثُ شريفةٌ في حقيقة الخوف والرّجاء، يليها كلمات للعلّامة القزوينيّ من كتابه (رحلة في أعماق النّفس).

 

 

الخَوف مظنّةُ الأمن

 

* أمير المؤمنين عليه السّلام: «خَفِ اللهَ خَوْفَ مَنْ شَغَلَ بِالفِكْرِ قَلْبَهُ، فَإِنَّ الخَوْفَ مَظَنَّةُ الأَمْنِ وَسِجْنُ النَّفْسِ عَنِ المَعاصي».

** الإمام الصّادق عليه السّلام: «الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ، ذَنْبٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا صَنَعَ اللهُ فيهِ، وَعُمُرٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا يَكْتَسِبُ فيهِ مِنَ الْمَهَالِكِ، فَهُوَ لَا يُصْبِحُ إِلَّا خَائِفاً ولَا يُصْلِحُهُ إِلَّا الْخَوْفُ».

 

لا تَرجوا أحداً.. سواه

* أمير المؤمنين عليه السّلام: «اجْعَلوا كُلَّ رَجائِكُمْ للهِ، سُبْحانَهُ، وَلا تَرْجوا أَحَداً سِواهُ، فَإِنَّهُ ما رَجا أَحَدٌ غَيْرَ اللهِ تَعالى إِلَّا خابَ».

** عن الإمام الصّادق عليه السّلام في قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ..﴾ المؤمنون:60: «مِنْ شَفَقَتِهِمْ وَرَجائِهِمْ، يَخافونَ أَنْ تُرَدَّ إِلَيْهِمْ أَعْمالُهُمْ إِذا لَمْ يُطيعوا، وَهُمْ يَرْجونَ أَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْهُمْ».

 

 

.. فاجمَعوا بينَهما!

* رسول الله صلّى الله عليه وآله: «لَوْ تَعْلَمونَ قَدْرَ رَحْمَةِ اللهِ لاتَّكَلْتُمْ عَلَيْها وَما عَمِلْتُمْ إِلّا قَليلاً، وَلَوْ تَعْلَمونَ قَدْرَ غَضَبِ اللهِ لَظَنَنْتُمْ بِأَنْ لا تَنْجوا».

* أمير المؤمنين عليه السّلام: «وَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اللهِ، وَأَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِهِ، فَاجْمَعوا بَيْنَهُما! فَإِنَّ العَبْدَ إِنَّما يَكونُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ، عَلى قَدْرِ خَوْفِهِ مِنْ رَبِّهِ؛ وَإِنَّ أَحْسَنَ النّاسِ ظَنّاً بِاللهِ، أَشَدُّهُمْ خَوْفاً للهِ».

* وعنه عليه السّلام: «خُفْ رَبَّكَ خَوْفاً يَشْغَلُكَ عَنْ رَجائِهِ، وَارْجُهُ رَجاءَ مَنْ لا يَأْمَنُ خَوْفَهُ».

* الإمام الصّادق عليه السّلام: «الخَوْفُ رَفيقُ القَلْبِ، وَالرَّجاءُ شَفيعُ النَّفْسِ، وَمَنْ كانَ بِاللهِ عارِفاً، كانَ مِنَ اللهِ خائِفاً، وَإِلَيْهِ راجِياً، وَهُما جَناحا الإِيمانِ..».

* وسئل عليه السّلام: «..فمن ينجو؟ قال: الّذينَ هُمْ بَيْنَ الرَّجاءِ وَالخَوْفِ، كَأَنَّ قُلوبَهُمْ في مِخْلَبِ طائِرٍ شَوْقاً إِلى الثَّوابِ وَخَوْفاً مِنَ العَذابِ».

 

قال العلماء

«رُويَ عن الإمام الباقر عليه السّلام قوله: «إِنَّه لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ إِلَّا وفِي قَلْبِهِ نُورَانِ، نُورُ خِيفَةٍ ونُورُ رَجَاءٍ، لَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا، ولَوْ وُزِنَ هَذَا لَمْ يَزِدْ عَلَى هَذَا».
والملاحَظ هنا أنّ الإمام عليه السلام يعبِّر عن الخوف بـ «النّور»، وعن الرّجاء أيضاً بـ «النّور»، وما ذلك إلّا لأنّ كلَيهما مُتّصلٌ بالله تعالى. وما كان مُتّصلاً بالله سبحانه لا يكون إلّا نوراً. أضِف إلى ذلك، أنّهما من أهمّ عوامل هداية البشر، وإصلاح الذّات. فإنّ الخوف من غير الله عزّ وجلّ، لو اعترى النّفس أورثها تعتيماً وظُلْمَة، ولكنّه متى كان من عند الله، تبارك وتعالى، استنارت به النّفسُ، ولزِمَت جانبَ الحيطة والحذر، فإذا اقترنَ به نورُ الرّجاء، عاشت النّفسُ سعيدةً هانئة».
(القزوينيّ، رحلة في أعماق النفس – بتصرّف)

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ 6 أيام

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات